الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انت حسيني حقا ؟؟

نوري جاسم المياحي

2013 / 11 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في مثل هذا اليوم المصادف10 محرم ( عاشوراء ) سنة 61 هـ، الموافق 10 تشرين الأول 680م اي قبل 1323 سنة ..وقعت مأساة وارتكبت اكبر مجزرة لآل بيت النبوة وعلى راسهم سيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنة سبط الرسول ..الحسين (ع )..
قتل هو وصحبه القلة من الرجال ومن اهله و( عددهم 73 ما عدا ابنه السجاد الذي نجا من القتل لكونه صغير ولانه كان مريضا ) ..وقتلوا على يد جيش جرار تضاربت الانباء عن تعداده (4000 -30000 -70000 مقاتل )..عدم تكافؤ واضح بين القوتين ...
وهنا يبرز سؤال على الاذهان ...من انتصر يزيد او الحسين ؟؟ والجواب بسيط ..ان الدم انتصر على السيف ..فاصبحت ثورة الحسين عنوان انتصار لثورة المظلوم على الظالم ..وعبر التاريخ ..
وهنا برز امامي سؤال ثاني ...
هل انا عراقي حسيني حقا ؟؟ هذا السؤال ..وقبل ان اطرحه على الاخرين ...طرحته على نفسي..ولكي اجيب على هذا التساؤل ..وجدت نفسي بحاجة لمعرفة النهج الحسيني ..ومقارنته بسلوكي الشخصي بالحياة ..وكانت النتائج واعترف بصراحة وشجاعة انها كانت مؤلمة ومحبطة لي قبل غيري .. فنهج الحسين وتضحيته فريد ولامثيل له..
الموت مكتوب علينا جميعا ولكن استشهاد الحسين لم تكن بارادة بشرية يزيدية كما يصورها البعض وانما رسالة الهية ليعلم الناس معني التضحية بالنفس والاهل في سبيل الفكرة والعقيدة بالدفاع عن الحق ونصرة المظلوم ضد الظالم .. ولكي لا اضيع في الكم الهائل من الاخبار والمعلومات والقصص وفيما كتب عن الحسين وثورته التاريخية ...ساحاول الاختصار قدر المستطاع ..
وقفت طويلا ومفكرا وبامعان امام مقولات قصيرة ولكنها معبرة اخترتها للامام الحسين (ع) ..الا وهي
-;- إني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة‏ جدي رسول اللّه.
-;- إذا جادت الدنيا عليك فجُد بها ... على الناس طرّاً قبل أن تتفلت.
-;- لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما وسأما.
-;- الحلم زينة، والوفاء مروءة، والصلة نعمة، والاستكبار صلف، والعجلة سفه، والسفه ضعف، والغلو ورطة، ومجالسة أهل الدناءة شر، ومجالسة أهل الفسق ريبة.
كلمات معدودة ..تختصر دستور للحياة كامل .. وبعد ان طبقتها علي نفسي ..لا اكتمكم القول ..وجدت نفسي مقصرا ..ولكني ربما افضل من غيري ( كما يحدث اليوم على الساحة السياسية العراقية ) فانا لم اتاجر بمصيبة الحسين وال بيت الرسول ..للوصول للسلطة او الجاه او الغني ..وانما اكتفيت بحب وتقديس اهل النبوة وبلا مبالغة مفتعلة .. وبعقلانية وواقعية ..
المجال الان لايسمح لي ان اطيل في شرح الدروس والعبر في ثورة الحسين ..والمناسبة كما تعلمون مؤلمة وحزينة ...ولا املك غير مشاركة ملايين المسلمين ومن ضمنهم اهلي وعشيرتي واصدقائي واحبتي حزنهم وحدادهم على الامام والشهداء من اهل بيته ...
ان الاكثر ايلاما لي اليوم هو مايمر به شعبنا العراقي ..ففي كل يوم تقع مجزرة شبيهة بمجزرة تنفذ يسلاح المفخخات وربما بيد احفاد اؤلاءك الذين قتلوا الحسين ..فهم ايضا عراقيين !!!!
من يدرس تاريخ العراق يجد انه دموي واحمر ومكتوب بالدم ..ولا اعتقد ان شعب اخر مر بما مر به العراقيون ..قتل ..ذبح ..تمثيل بالجثث ..سجل الجثث ..والحرف كما حرقوا خيام الحسين ..وعبر التاريخ وصولا الى يومنا الحزين والدموي هذا ..
كما من اللافت للنظر اليوم ..المبالغة التي لم يسبق له مثيل من قبل الحكومة والاحزاب الحاكمة حاليا ..من اقامة مواكب العزاء والتبذير في طبخ الطعام ورفع الاعلام الملونة والمصورة ..والتهييج بالعواطف عن طريق المنابر والمراثي والقصائد والتغريدات وباحدث الالحان وكثير منها بالحان اغاني معروفة بالشارع وفي بعض الاحيان يصاحبها ما يطلق عليه بعلم النفس (جلد الذات )عن طريق اللطم وضر ب الزنجيل والتطبير ..والتى ان بو لغ بها قد تشوه وتسيء الى ثورة الحسين الانسانية المقدسة
وفي بعض الاحيان ..اسأل نفسي ..ما سبب ازدياد انتشار هذه الظاهرة ؟؟ قد يجيبك البعض ..زيادة في حب الحسين ..قد يكون هذا صحيحا .. لان حب اهل بيت النبوة مزروع في نفس العراقيين والمسلمين عامة ..ولكني اعتقد ان السبب العملي والواقعي ..هو ازدياد تعرض الناس للظلم بيد ظالميهم الذي استلموا وصعدوا للسلطة على اكتافهم ..فكلما زاد ظلم الحكام والنظام الحاكم ..زاد معه الاحساس بالمظلومية ..
ولنقف وقفة محايدة وموضوعية وبلا تعصب طائفي..كم بيت كان سعيدا ونكب في العراق ؟؟وكم امرأة ثكلت بوليها وكم امرأة ترملت بفقدان زوجها ؟؟؟ وكم مليون طفل يتيم ؟؟وكم اسير ومعتقل ومفقود ؟؟ كم مليون جائع وعاطل عن العمل ؟؟ وكم من حبيب او حبيبة فقدوا احبتهم ؟؟ كل هؤلاء حزانى وعيونهم لا تعرف غير الدمع والبكاء واللطم على الرؤوس والصدور ..فلا احد يلومهم ..ان استغلوا واقعة الطف للتعبير عن حزنهم ..والتعبير عن همومهم ..
فهم يستغلون مصيبة الحسين وال بيته ومصيبة ومظلومية العراقيين عبر التاريخ القديم والحديث
المؤلم ان تجد البعض من الساسة والاحزاب الدينية يستغل مظلومية الشيعة واهل بيت النبوة للتكويش على السلطة والنفوذ وسرقة المال العام وقوت الشعب ونسوا مظلومية المواطن ..ويقيمون الدنيا ولايقعدوها بكاءا ولطما على الحسين ..وبكل صلافة ..رياءا ونفاقا وافتراء ..اليس من المعيب عليهم ان لايعملوا بنهج الحسين (ع) ؟؟
انا استغرب لماذا لاتستغل جماهير العراق المظلومة سابقا وحاليا واكيد لاحقا ..لماذا لاتستغل هذه المناسبة الحسينية الحزينة ..للمطالبة بالحق ؟؟كما فعل اباءنا واجدادنا سابقا ؟؟فكم من ثورة ضد الظلم قامت على نهج ثورة الامام الشهيد ..
اللهم اشهد انني عملت بحديث رسول الله (ص ) ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه ..وان لم يستطع فبقلبه وهذا اضعف الايمان ) ..وهانا كتبت وقلت ..انهجوا نهج الامام في محاربة الظلم والظالمين واصلحوا امة جده محمد (ص)
واخر كلامي لادعياء حب الحسين ..ان امامنا يطالبكم ..بتقليل اللطم والبكاء ..وزيدوا من العدل والانصاف والاصلاح ..
اللهم عظم اجوركم واجر احباب وعشاق الامام والصادقين في حب الحسين واهل بيت النبوة ونهجهم
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات