الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما وإسرائيل ومستقبل المنطقة .

لينا سعيد موللا

2013 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



في خطابه أمام طلبة الجامعات في القدس، حض أوباما الجيل الشاب الاسرائيلي بالضغط على قياداته من أجل صنع السلام .

أوباما الذي لم يوفر فرصة إلا ليوضح لزوار دولته، أن أميركا غير راغبة في الاستمرار في لعب أي دور عسكري كشرطي للعالم، أقله خلال زمن ولايته الرئاسية، وهو ما يقلق الدولة العبرية التي اعتمدت على حليفتها الأميركية في حماية أمنها، لذلك عمدت إلى بناء أسوار حماية في كل من الجولان وحتى حدودها الفاصلة مع الأردن، الأمر الذي لم تكن تحتاجه قبل ولايتي أوباما .

فقرار أوباما بعدم لعب هذا الدور، خلق وضعاً أمنياً ضاغطاً على تل أبيب، وهذا ما دفع نتنياهو عبر أدوات الضغط التي يملكها على كل من موسكو وواشنطن، بعدم التدخل لحسم الحرب في سوريا وقلب النظام وتركها دولة ضعيفة لا خوف منها في المستقبل، لكن نتنياهو بالمقابل عجز عن إقناع زميله اللدود أوباما بضرورة التدخل العسكري للحيلولة دون امتلاك طهران للسلاح النووي وتعطيل تفوقها العسكري .

ضعف أوباما اربك الحلفاء كثيراً، وفي آخر استطلاعات الرأي أن أميركا فقدت ثقة الأوروبيين، والاسرائييين على حد سواء .

يبرر البعض انكفاء أوباما إلى أن أميركا ستصبح منتجة ومصدرة للغاز والنفط ابتداءاً من عام 2016 ، بما يتجاوز قدرة كل من السعودية وروسيا وستحصل بالتالي على اكتفائها الذاتي، و يفسره آخرون إلى صعود التيار الانعزالي في الولايات المتحدة الذي يرى أن على الادارة الانشغال في حل مشاكلها الاقتصادية المتزايدة، بدل تبديد إمكاناتها في مغامرات عسكرية بائت جميعها بالفشل .

يدرك الاسرائيليون اليوم أنهم قد فقدوا حليفاً قوياً وأن عليهم الاعتماد على ذاتهم أكثر، ويدرك الايرانيون وحلفاؤهم الروس أن فرصتهم للتمدد في الشرق الأوسط قد باتت متاحة أكثر من أي وقت مضى .

وفي عالم عربي يضج بحركات التحرر الشعبية الضاغطة على أنظمتها المتعفنة، فإن انسحاب أميركا سيخلق فجوة كبيرة، فالأنظمة التي انشغلت لعقود طويلة في استرضاء واشنطن، ستجد نفسها مضطرة للبحث عن بدائل لدعمها ، على الأرجح ستكون من موسكو أو من حلفاء إقليميين .

واضح أن الشعوب العربية ستشعر بكثير من التحرر لغياب عائق كبير في وجه تحررها، أذكر أن إسرائيل لن تعود بالقوة التي كانت عليها في السابق، لكن هذا لا يعني أن لوبياتها لن تنتقل إلى مركز القوة القادم، كما فعلت لدى انتقالها من أوروبا إلى واشنطن في منتصف القرن الماضي، وفي هذه المرحلة الانتقالية، وعدم وجود قوة تخلف أميركا مباشرة فإن الربيع العربي سيستمر بأشكال عدة، أما عن محاولة العسكر للسيطرة في مصر فهي بدورها لن تكلل بالنجاح، لأن حركة التحرر والوعي قد وصلت لمرحلة اللا عودة في وجه أي ردة للوراء .

وفي سوريا ستضطر تشكيلات المعارضة إلى الاعتماد على ذاتها أكثر وعلى تكاملها، في ظل خفوت الاستقطاب الأميركي، وضعف أوروبا ..

الأميركيون سيتسمرون في الضغط بما تبقى لهم من قوة لأجل إكمال ترتيب العالم في ظل انسحابهم، بما لا يؤذي مصالحهم ..

إنه التغيير الأكبر في السياسة الأميركية
وأظن أننا سنصادف عجزاً مرحلياً للقوة التي ستحل محل واشنطن
ذلك لأن دول المنطقة قد تغيرت أو في طريقها للتغير .

قادمون

لينا موللا
صوت ن أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف