الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرف

احمد وتوت

2013 / 11 / 14
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


الشرف
ان مقاييس الشرف تعبر عن مفاهيم متغيرة من بيئة لأخرى بمعنى انها نسبية وقابلة للتغير، فالشرف في قديم الازل كان هو غشاء البكارة فقط والى الان في بعض الدول النامية لا اقصد الاسلامية فقط، لكن عند مجيء الاديان في وسط الشعوب واضاف للشرف الاخلاق والتعامل والدين معاملة وليس عبادة فقط، فنجد في الغرب يختلف نظرة الشرف عن الشرق، فنلاحظ ان لكل جيل من الحضارتين تولد مفاهيم جديدة نحو الشرف والاخلاق والتعامل، فبالقديم كان الشرف موحد هو البكارة فقط لكن بالتطور والفارق الزمني بين الحضارتين في العصر الحالي تولدت المفاهيم الجديدة والمقاييس الجديدة، ان الاعتقاد الخاطئ او اختلاف المقياس بين الاباء والابناء وتطور التكنلوجي والعمل ومشاغل الحياة الكبيرة ولد فارق جدا كبير بين الاباء والابناء وفي كلاهما للحضارتين الغربية المنفتحة ويوجد ايضا بها معاناة والشرقية المنغلقة والتي تعاني ايضا.
لي صديق كان يسكن احدى دول الغرب، فوعدني بقصة، حيث ذهب مهاجرا من العراق مبتعدا عن الوطن وعن كل الاوضاع المزرية وكان يحلم كأي شاب في العراق بالحرية والاستقرار وتطوير القدرات الذاتية وبناء الوطن ...ألخ. لطالما حلم الكثير من الشباب الوصول اليها خصوصا مما يمر به العراق من الاوضاع التعسة من حروب وارهاب ودكتاتوريات وظلم وفقر وعوز وصار الغرب حلما لكل الشباب وعلى مر العقود للهروب من الواقع المزري. عند وصوله بعد معاناة الى تلك الدولة التي يقيم بها الان. بدأ بالتعلم على التعامل والعادات والتقاليد وكيف تسير الحياة في البلد الجديد.
وعند لقائي به بعد عودته للعراق محملا بالحكايات والقصص وبدأ يشرح لي كيف هي الحياة هناك من نظام وعمل وكيف تسير الامور كأنها الدين الاسلامي لكن بدون المسلمين. تارة يتكلم عن العمل وكيف العمل يكون بجد وتستحق الترقية فترقى او تستحق مكافئة فتصرف لك وان تكون لديك مناسبة ( كعيد ميلادك) فيجتمعون سرا في العمل ويعملون لك مفاجئة بحفلة ويرحب المسؤولين بهذا الشيء. وكانه يحكي لي من الافلام لكنه يقول الحقيقة لأنها مسجلة على شكل فيديو وبعض الصور. ويقول لي كيف هو الوضع الان بالعراق؟ فأجبته يا صديقي انك تركت العراق بخير والان العراق سيء جدا لقد تركت الناس هنا خيرين طيبين لكن الان خائفين ومرعوبين، لقد تركت العراق يا صديقي وكان فيه احلام ان نتحرر لنبني ونتطور لكن الان يا صديقي الاحلام انتهت لان اغلب الحالمين خائفين وهاربين في الواقع الذي يتطور من سيء الى اسوء.
تكلم صديقي عن العلاقات الجميلة والصداقة والاخوة ووصف لي انها لا توجد هناك لان اغلب الاوقات بين العمل والراحة ليس كما في العراق يوجد لدينا وقت للذهاب الى الزيارة واوقات المرح وذهابنا الى السوق او الى المكتبة وكيف نعلب كرة القدم وفي الليل نتسامر على ضوء القمر لعدم وجود الكهرباء ونستغلها عندما تأتي للنوم.
حدثني ان التفكير هناك يختلف فكل المقاييس تختلف لا يوجد هناك من يدفع لك اجرة الباص لان لكل واحد ظرفه ومسؤوليات فالضرائب لا يدفعها الصديق عنك ان دفعت له الاجرة، الكل يعمل ويدفع الضرائب لكن الموظف والكاسب وحتى بنات الليل؟! فتفاجأت وقلت له كيف ؟ قال هن يمارسن العمل وهناك دائرة الصحة ويدفعن فواتير الماء والكهرباء والبلدية وتتبرع ايضا لدور الايتام والفقراء. قال سأقص لك قصة ؟
قال وصل رجل حديثا للمنطقة التي اقطنها هناك وكان يواعد فتاة تقطن بالحي وهناك العلاقات حرة اكثر من هنا وواضحة وغير قاتمة .. فقال هناك بدأ يواعد فتاة اخرى مقابل بيت صديقته الاولى فجاء والد صديقته وقال له انا اريد ان اتكلم معك بخصوص مواعدتك تلك الفتاة فقال الرجل بنفسه والد صديقتي يريدني ان ارجع لابنته فكيف هي الحرية وكيف هذا التفكير ضاحكا بداخله لكن صدم من مقولة الوالد حيث قال له : ان تلك العائلة غير شريفة ! فتبسم الرجل قال انا انام في بيتك مع ابنتك ! قال له لا ليس هذا القصد لكنهم لا يدفعون الضرائب ويتهربون بطرق غير شرعية؟! هنا صدمت انا حيث اجبته يعني مقياس الشرف لديهم من هو يدفع الضريبة ومن يعمل ليساعد الغير ولا يعتمد على الغير فقال بالضبط هنا قلت له يا صديقي ما زالنا نقيس الشرف بنفس الطرق التي تركتنها عليها. وان ما تكلمت عنه في بلدك الجميل ليس سوى كفر والحاد واحتلال هنا فهذه افكار ليست تمر من هنا لأنها سوف تواجه بأشد الاساليب القمعية.
الشرف من يعمل ويساعد الاخرين المحتاجين.
الشرف من يسدد فواتير لكن يجب ان يرى ان هناك شوارع ومتنزهات ومجاري وماء ويرى ان منطقته وباب منزله نظيف.
الشرف ان تفكر بالوطن لتبنيه بالتزامك بقوانينه المجتمعية والفكرية والهادفة للعيش بحرية ورفاهة.
يا صديقي اختلاف الاديان والحضارات والاجواء تؤثر ايضا فانهم باردين بأجوائهم وكل مشاعرهم واحاسيسهم لكننا حارين كجونا فنحب ان نتكلم بحرارة وانفعال بضحكنا ببكائنا حتى بمأكولاتنا نحبها حارة في عز الصيف نشرب الشاي الحار، بالإضافة لا يملكون برلمان كبرلماننا ولا حكومة كحومتنا فنحن افضل منهم بكثير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام