الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أن تخط اسمه كاملا..- قصة قصيرة-

أماني فؤاد

2013 / 11 / 14
الادب والفن


أن تخط اسمه كاملا..
د. أماني فؤاد

القصة مكتملة الأركان ، لكن مصيرها الحفظ بالأوراق غير الرسمية دون أن يُستدل علي الفاعل ، .. فهي واقعة حب نظيفة ، بلا آثار مادية .
حين كاتبته لتقول له: أنها تريد أن تراه .. لديها أشياء تخصه ، تجاهل الأمر لوقت ..، ثم تعجب وتساءل : ماهي تلك الأشياء..؟
ــ قال : لم أترك لك شيئا علي الإطلاق .. لا شيء يخصني لديك..!!
استقبلت كلماته كأنها تتهاوي من علياء طوابقها الداخلية لألاف المرات..، ثم رويدا بدأت تسترجع أيامها معه ..
نعم .. فهو لم يهديها حتي وردة ، لم يكترث قط أن يعطيها....
حين بدأها يبدو أنه قرر داخليا أنه لا ضرورة لصله مادية قد تجمعهما ، سيلهو بها لفترة وجيزة ثم سينفض يده.. ، ما القيد الذي قد يقف عائقا ؟ فهذا حال معظم الرجال والنساء ..
أضمر في كهوفه الصارمة : أنه حين يريد أن يغادرها لا عليه سوي أن يوقف قلبه الذي أدار محركه ليخوض تجربة تبدو براقة من بعيد ، وبعد أن يفرغ منها سيعمل علي شحنة بنوع جديد من الطاقة ، فالنساء موجودات دائما ، ثم سيفرغه ثانية وثالثة حين يتبدد الشغف ، وبإمكانه أن يرفع تجربته معها عن الخدمة في مخازن تذكاراته وقت أن يريد ، أو يمحوها عن بكرة أبيها ، فلا ضير ، قد تأخذ حيزا لا تستأهل أن تشغله ، بإمكانه أيضا أن يستدعي قلبه للعمل مرة أخري حين تَظهر دمية جديدة قد تستثير فيه فضولا .
وهو للرصد الحيادي لم يطلب منها شيئا ... لم يطلب قط.. ، لكنها أعطت.. ، كان لا يشجعها علي العطاء ، كف يده .. ، فقد كان يصف نفسه دائما بالنبل ..، وصدَّق ذلك .
الواقعة بلا آثار مادية..، فرجل الأسرار كان يضمر أنه لا علاقة له بها يمكن أن يستشعرها الناس من حولهم .
تذكرت أيضا أنه كان يمارس لعبة البخر والتملص منها أمام الآخرين ، حين كانت تَظهر ــ عرضا ودون قصد ــ واقعة يمكن أن تجمعهما ، .. عندما شعرت بذلك في واقعة أو اثنتين عاتبته.. ، كان يبرر بأنه لصالحهما معا ، فالحب علاقة شديدة الخصوصية ، لا يجب أن يشعر بها الآخرون ، متي تفهَّم الناس مشاعر البشر، و متي لم تلوكهم ألسنتهم ؟ كان يقول أن حبهما الضمان الوحيد لبقائه ، وأن المزيد من الحب هو الذي يكفل له أن يستمر ..كانت تري في مقولاته وجاهة ، رغم أنها لم تر ذلك كافيا..
لأمانة تسجيل الواقعة كان بينهما كتبا كثيرة..، أيضا ــ دون قصد ــ كان قد ترك أشياء لا تثمنها طبيعته.
لم يع ــ حين خاطبته ــ أن الأشياء التي كانت تريد أن تعطيها هداياها هي له .. ، أشياء كانت اعدتها من أجله قبل فراقهما ، وأوراق ــ لو يدري ــ فارقة.. ، فلقد عزِّ عليها أن تكون لأي بشر سواه ، حتي وإن ابتعدا .
لو أرادت أن تُعرَّف القسوة تُراها ماذا ستقول ؟ بمقدورها فقط أن تخط اسمه كاملا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان