الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور للطغيان والشمولية في الإسلام السياسي

إبراهيم الحسيني

2013 / 11 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


جذور للطغيان والشمولية في الإسلام السياسي
الحاكم ( الخليفة ) في تصور الإسلام السياسي يستمد سلطاته من الله ، ويعتبر ظل الله في الأرض " يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ( 1 ) " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " ( 2 ) صفات هذا الحاكم ( الخليفة ) تشبه صفات الله من جهة أنه ليس للخليفة شريك في ولايته إلا ولاية مستمدة من الخلافة ، فعمال الدولة الإسلامية وكل من يلي شيئا من أمر المسلمين في دينهم أو دنياهم من وزير إلى خفير يأتي بطريق الوكالة عن الخليفة " من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصى أميري فقد عصاني " ( 3 ) وننتقل إلى حديث آخر "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره " ( 4 ) ويقول عمر بن الخطاب " لا إسلام إلا بجماعة ، ولا جماعة إلا بإمارة ، ولا إمارة إلا بطاعة " ( 5 ) وقال الخليفة الثالث عثمان بن عفان أيام الفتنة ونذر الحرب الأهلية بين المسلمين تلوح في الأفق " لن أخلع رداءا ألبسنيه الله " وهذا ما زعمه أبو جعفر المنصور دون مواربة ( أنه ظل الله في أرضه " وقد نال الشاعر أبن هانئ الأندلسي عطايا وهدايا كثيرة عندما نافق ومدح أحد الخلفاء : ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار .
إن كرسي الخليفة يتماثل إلى حد كبير مع كرسي البابوية ما قبل عصر النهضة وفصل الدين عن الدولة ، وكذلك تتماثل شمولية الإسلام السياسي مع شمولية الكنيسة الأوربية في العصور الوسطى ، شمولية لا تضاهيها إلا شمولية صكوك الغفران وحزام العفة والإعلاء من شأن الغيبيات والخرافات فالديمقراطية شرك ، والوطن وثن ، في جذر أو عمق الفكرة التي يتمحور حولها الإسلام السياسي ، الديمقراطية كمنظومة ـ وليس الانتخابات كوسيلة ـ حق التعدد والاختلاف والتباين ، عند كافة أطياف جماعات الإسلام السياسي كفر وإلحاد وحكم بغير شرع الله ، وها نحن نعيش في مصر والشرق الأوسط أجواء القرن الأول الهجري نرتد إلى كهوف العصور الوسطى وبداوة الصحاري العربية ، أين الديمقراطية من قهر نصف المجتمع : من الحجاب والنقاب ؟ من اعتبار جسد المرأة عورة ودنس ؟ من تعدد الزوجات ؟ أين الديمقراطية من نفي الآخر المختلف وملاحقته أو فرض الوصاية عليه باعتباره ذمي أدنى في المرتبة الاجتماعية ؟ أين الديمقراطية من كراهية الحياة ؟ أين الديمقراطية في تاريخ نظم الخلافة والنظم الإسلامية في الحاضر ؟ أين الديمقراطية وسيف التحريم يمتد إلى كل نشاط إنساني فني أو فكري ، تختلف المؤسسات الدينية على درجة التحريم ، بين الرسمي الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف والجمعية الشرعية والجمعيات الأهلية الدينية ، وغير الرسمي السلفي والجهادي والأخوان التبليغ والدعوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الخ .. لكنهم جميعا يتفقون على ثقافة الحرمان والتسول وثقافة التحريم تحريم الخيرات المادية والفنية والعقلية بعد أن وضعت الأصول رفض كل جديد بحسبانه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار !!!!!!!
والإخوان المسلمون الحركة الأم لكل تنظيمات الإسلام السياسي التكفيرية ، وهي في عقيدتها وفكر معتنقيها ، ليست حركة جماعة من الأمة بل هي حركة كل الأمة وما دونها عبيد وإماء سخرهم الله لتلبية أوامر ونواهي ورغبات ومصالح هذه الجماعة ، حركة عنصرية شمولية كما جاء في رسائل مؤسسها حسن البنا : " نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس في الدنيا والآخرة .. ويكرر في رسالة أخرى : كل النظم التي تسيرون عليها لا تتصل بالإسلام ولا تعتمد عليه ، الروح العام الذي يهيمن على الحاكمين والمحكومين ، ويشكل مظاهر الحياة ، بعيد عن الإسلام وتعاليم الإسلام ، ويكرر في موقع آخر من الرسائل : نحن لا نعترف بأي نظام حكومي التي أرغمنا أهل الكفر وأعداء الإسلام عليها .. ويمضي سيد قطب المفكر الاستراتيجي لهذه الجماعة على خطوات البنا : إن العالم اليوم يعيش في جاهلية ، هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله ، وأخص خصائص الإلوهية ، وهي الحاكمية ، من هنا نستند في نفينا الديمقراطية عن الأخوان على أقوال المرشد المؤسس ، فهم لا يتركون شاردة أو واردة إلا ويتدخلون فيها حتى العلاقة بين الرجل والمرأة في غرف النوم وعلى الفراش يتدخلون فيها بالتحليل والتحريم كذا الاستحمام والاستنجاء والغسل من الجنابة ويشتط البعض ليذهب بعيدا فيحرم الخيار والجزر والموز لأن بعض النساء تستخدمها في العادة السرية
وليس من المجازفة القول : أن كل خطوة في اتجاه إزاحة الإسلام السياسي من المشهد العام هي في ذات الوقت خطوة في اتجاه الديمقراطية والمساواة والثورة
يسقط الغزاة والكهنة والطغاة

1 ـ الآية 59 من سورة النساء
2 ـ الآية 80 من سورة النساء
3 ـ البخاري ومسلم وبن ماجه
4 ـ مسلم وبن ماجه
5 ـ الدرامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 11 / 14 - 22:58 )
السؤال : لماذا تحاربون منصب الـ(خلافه) و لا تلغون منصب الـ(بابا) , فمن خلال هذه المقاله أطالب بإلغاء منصب الـ(بابا) المسيحي في مِصر , و إلا فيجب إرجاع منصب الـ(خلافه) الإسلاميّه اسوةً بوجود منصب الـ(بابا) .


2 - تصحيح أخطاء
ألأمل المشرق ( 2013 / 11 / 15 - 04:29 )
خطأ: جذور للطغيان والشمولية في الإسلام السياسي
صح: جذور للطغيان والشمولية في الإسلام
السبب: الإسلام سياسي، لا توجد روحانيات في الإسلام. أما الطقوس كالحج والصلاة والصوم والآذان فكلها مسروقة من شعوب اخرى وكانت موجودة نفسها قبل الإسلام

خطأ:والإخوان المسلمون الحركة الأم لكل تنظيمات الإسلام السياسي التكفيرية
صح: آل سعود وآل الشيخ نسل الإرهابي محمد بن عبدالوهاب، هم الأساس للإخوان المسلمين وكل حركات التكفير التي تلتهه.. وإذا أردنا الدقة التاريخية والموضوعية فقثم هو أساس الإرهاب والتكفير يليه مرتبة أشهر من تبعه من الإرهابيين عمر وخالد والخلفاء كلهم وصولا لابن تيمية وابن القيم والغزالي شيوخ ابن عبد الوهاب وسيد قطب والمودودي وصولا لابن لادن والزرقاوي والظواهري والقرضاوي والعريفي والحيواني ومغامسي والعرعور والتعليق أضيق بأن يحويهم جميعا


3 - الخلافة دول عصابة
نور ساطع ( 2013 / 11 / 15 - 09:05 )

عبد الله خلف يقول : ( و إلا فيجب إرجاع منصب الـ(خلافه) الإسلاميّه
===========================================

نور يقول : ) الخلافة دول عصابة


http://www.youtube.com/watch?v=8A_X_3TOxVw


: )


4 - أنت الآن عايش في التخلف وتريدها أكثر تخلفاً؟
نور ساطع ( 2013 / 11 / 15 - 11:47 )

عبد الله خلف يقول : ( و إلا فيجب إرجاع منصب الـ(خلافه) الإسلاميّه
===========================================

نور يقول : ) خلف أنت الآن عايش في التخلف وتريدها أكثر تخلفاً؟

: )



5 - مقال خاطئ
أسامة ( 2013 / 11 / 27 - 05:42 )
مقال خاطئ ، ينسفه نسفاً قول الحق : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) ﴾-;-. والمنازعة هنا بين الحاكم والرعية .

اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء