الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة اب حب المغامرة

جواد الديوان

2013 / 11 / 14
سيرة ذاتية


اشكاليات
لم ينتبه الاولاد لاثار هرم والدهم بعد سنوات في نقرة السلمان (سجن سيء الصيت) مع اهوال البعث في بداية الستينات من القرن الماضي. ولم يستوعبوا كونه عاطل عن العمل بقرارات قرقوش رشيد مصلح (الحاكم العسكري العام ووزير الداخلية بعدها). كما لم يعرفوا التغيرات في رجال الحكم واختفاء الحرس القومي البغيض من الشوارع.
وربما لم يتسائل الاولاد كيف ولماذا تضمهم غرفة واحدة مع اب وام في نهاية العشرينات من عمرهم في التنومة (شط العرب) ومرة اخرى في الموفقية (دار الجد احمد رحمه الله). ولم تثر اهتمامهم الاشكالات والخلافات بين اعمامهم اولاد الجد احمد من جهة والجد ووالدهم من جهة اخرى.
غضب واضح واصوات عالية وصياح وجدل، وربما تهديد لم يبقى في الذاكرة. اعمامهم يعترضون على بناء مشتمل لهم في حديقة الجد احمد. تحدثوا عن الحقوق في الورث، وحرمة ان يستاثر احد الابناء بحصة اكبر، ويشار الى والدهم بالاسم وبصراحة.
- بناء مزيف، قال عمهم الاكبر ورردها الاصغر
تحدثوا عن الموت والحياة! والحقوق الشرعية، قبلها عرجوا عن السجون التي دخلها والدهم لاسباب سياسية
- انها شرع الله، هكذا اكدوا جميعا.
ودار الجد ستكون ورثا للجميع سوف يستاثر بحصة منه اكبر احدهم. وبعد جولات وجولات من النقاش الصاخب ولايام متكررة، يجد هؤلاء الاعمام الحل " انه بعد عمر طويل للجد باذن الله لن يستحق والدهم سوى ثمن المسقفات" اي الغرف التي بناها الوالد في الحديقة او ما يسمونه المشتمل. ويضيف احدهم " ثمن المسقفات مدفوع بدل الايجار عبارة عن السكن في المشتمل بدون ايجار".
وهكذا جاء الحل من محامي ورجل دين، انه ثمن المسقفات، درس المحامي الوضع القانوني ، ولم يرغب الاعمام بمعصية الله فكان حل من رجل الدين، وقالوا انهم لا يعترضون على مساعدة اخيهم لا سمح الله، ولكنهم يخشون الله ان خرجوا عن شرعه.
ويخوض والدهم مغامرة اخرى في بناء دار مراهنا على طول عمر الجد، وربما انها النيات الحسنة والرغبة في توفير سكن للعائلة، وقابلية تحمل المخاطرة (مغامرة).
مكافاة نهاية الخدمة من شركة نفط البصرة BBC لم تتجاوز الالف دولار، ومع قطع ذهبية للوالدة رحمها الله تحولت الى منزل. ثلاث غرف احداها للوالدين والاخرى للاولاد والثالثة للضيوف. واخيرا تحصل العائلة على خصوصية في السكن بمغامرة غير محسوبة بدقة! ولكنها مشيئة الرحمن الرحيم بان تستمر الحياة هكذا.
الدار شرقية ذات حوش مفتوح تعبث به شمس النهار والريح مع الغبار والامطار، يتعرض افراد العائلة منها لتغيرات واسعة في درجات الحرارة في كل ذهاب للمرافق او الحمام او المطبخ. وربما ادمن الاب المغامرات، وكانت توسعات في الدار. تحولت الى غربية، واضافوا لها غرفة في بداية السطح اضافة الى مانتج من مساحة تسمى الهول. وبقى البناء تحت مسمى المسقفات كما اوضح الاعمام مرة اخرى عندما استشعروا بالنية لتطوير الدار.
في ليلة تجمعت العائلة حول مدفاة علاء الدين (صوبة) ويسرد عليهم الوالد قصة سبارتكوس. انها من فلم شاهده سابقا. ويروي لهم تفصيلا بعض لقطات من تعامل الاسياد مع عبيدهم ابان الامبراطورية الرومانية. انها طبقات المجتمع، هكذا شرح لهم الامر، وعرج على نضال الشعوب لتحصل على الحرية والكرامة. تجمع العبيد وقتها حول سبارتكوس قائد تميز بالشجاعة والصبر والحكمة. وربما بكى الجميع حين روى لقطات من وداع زوجة سبارتكوس له، تعانق اقدامه وتقبلها وهو على خشبة الصلب، وينظر لها سبارتكوس دون ان يقوى على قول كلمة من الجوع والعطش.
- وهل بقى سبارتكوس طويلا مصلوبا بعد ان دقوا مسامير في كفية وقدميه. قال احدهم
- نعم وبدون طعام وشراب وينسى الم المسامير، يشرح لهم الاب تفاصيل تلك اللقطات
وقتها لم يسمع الابناء بملحمة الجواهري يصف معاناة البشر ومناضليهم بعد ان حكمت سادة في الموالي:
ودقت مسامير خجلى عطاشى
بكف المسيح فطارت رشاشا
ويحمر من فرط الحياء الحديد
المسيح عليه السلام تكرر في صمود الابطال على مر العصور، وتعرف الاولاد بعدها على ثورة الزنج في البصرة، وعاصمتها المختارة، وبطولات صاحب الزنج، وبطش بنو العباس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا