الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الشعب السوري واحد واحد- أسطورة أم حقيقة ؟

محمد الشمالي

2013 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تسقط المثاليات يوما بعد يوم ويبان المرج . تسقط قلة اعطت لنفسها صفة النخبة ، كيف لا ، وهي اليوم تساوم على دم الشهداء . مسرحية " الشعب السوري واحد واحد " تشرف على نهابة فصلها الأخير ... وظهرت على الوجه سموم الفترات الغابرة من تاريخ أسود ...

الوضوح، الشفافية، الصدق، العقلانية، كل هذه المفاهيم الأخلاقية تريد أن تقول لنا بقوة وبأعلى الصوت عندما نتعامل مع الأخر أو مع مشاكلنا اليومية :يا أخي بالله عليك. أرني الأشياء كما هي في الواقع و تحت الشمس . دعني أراها بالعين المجرده أو تحت المجهر. قل ما تريد قوله لي بكلمات كاملة لا بأ نصافها ، بدون خوف ولا كذب وبالتجرد عن الإعتبارات العاطفيه والشخصية كالعمر والجنس ولا تنس بأنني مثلك إنسان يمكن أن يخطىء كما يمكن أن يصيب. إنسان ممكن أن يكره كما هو ممكن أن يحب، ولكن انسان قد وهبه الله قبل كل شيىء عقلا قد يزيد برجاحته عن عقل انسان آخر أو ينقص .

ولكن ها نحن في قلب القرن الحادي والعشرين ومازلنا نتعا يش بجبن وبانهزامية وباستسلام مع أمراض وسموم توارثناها عبر أجيال العار منذ صفين والجمل . هانحن في زمن تتسابق فيه الأمم لحمل رسالة الإنسان إلى سابع سماء ونحن بكل وقاحة وبكل غباء وبكل ما يدعو للتقيوء مازلنا نعلك ونلوش ونجتر كالجمال قميص عثمان ومقتل الحسن والحسين( رضوان الله عليهم ) وكأن الله حكم علينا وعلى مليون جيل من بعدنا بحزن أبدي وبعقل تحجر في جينيات الإنتقام والحقد.

كل مجتمعات الكون كان لها في فترة من فترات وجودها داحسها وغبرائها . ولكن نحن في الشام والعراق ستلاحقنا اللعنة الأبدية طالما بقينا أسيري نفوسنا المريضة . فالثورة على نظام سياسي أو على أوليغارشيا أو على عرش ملكي لاتعني بالضرورة تغيير الإنسان و تحرره لطالما الثائر هو من طينة الناس الذين يثور عليهم ولطالما رضع معهم من نفس الثدي في نظرته للحياة وفي رؤيته للإنسان . وتبقى الثورة مثلها مثل أي انقلاب عسكري عابر( كالذين عودتنا عليهم الأحزاب السياسية لما بعد الإستقلال)عندما تقتصر على تغييرمؤسساتي سطحي . عندما لم تكن مسبوقة بثورة فكرية طويلة تصقل الجوهر وتنزع كل ما فسد من القيم فالثورة تصبح في آثارها وديموميتها كنار الهشيم .

التغيير العمودي يبقى بعيد المنال وحلما أبديا ( كم يصعب تحقيقه!) ما د منا ضحية اعتبارات و آليات تبعدنا عن مواجهة مشاكل وصراعات مذهبية وفكرية تصلبت وأصبحت أكثر تعقيدا مع مرور الزمن . فالخوف من مواجهة الحقيقة و الإلتزام بقوائم بلا نهاية من المحظورات والمحرمات والمستورات والعورات والأدبيات والمحاباة والعصبيات القبليات والتأويلات والإسترسالات والتحيزات واللأمبالاة والإجتهادات على ضوء المذهبيات والفتاوات والتخوينات والتكفيريات والسنيات والعلويات والدرزيات والسمعوليات والجعفريات والوهابيات والإتنى عشريات ... والأفكار والأحكام المسبقة والأحكام الذاتية البعيدة عن أية فرضية علمية أو تجربة تاريخية ...كل هذه الأمور تقذف بنا بعيدا عن القيم الإنسانية العقلانية وتحول بيننا وبين طموحاتنا في بناء قاعدة متينة للمجتمع المدني المتحضر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة