الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع عشر

عصام عبد الامير

2013 / 11 / 14
سيرة ذاتية


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع عشر
كما ذكرنا سابقا أن ألأحباط والشعور بعقدة الذنب وهي العقدة التي أسميناها عقدة الوقوع في ألأسر لدى البعثيين وخوفهم من فقدان مناصبهم ورتبهم ناهيك من المحاسبة التي قد يتعرضون لها من قبل النظام عند العودة كل هذا خلق عندهم شعور بالحماس والأندفاع لخلق معادل موضوعي لمعالجة هذه العقدة كما هنالك عامل أخر ومهم هو العامل الطائفي حيث أن هذه النقطة كانت تتحرك عند كثيرين من ألأسرى خصوصا أن النظام ألأيراني صاحب هوية طائفية واضحة ولا مجال للشك فيها هذا مما دفع هؤلاء اعني البعثيين ومعهم من يحركهم الهاجس الطائفي بالعمل وبكل الوسائل بتعبئة الأسرى ومنهم بالطبع البسطاء والمساكين الذين لا حول ولاقوة حتى أصبح عموم ألأسرى في خندقهم عن طريق التهديد والوعيد وبأسلوب الترهيب والترغيب ناهيك عن أضفاءا لسبغة الوطنية على أنفسهم فقط وبالعمالة والخيانة على من يختلف معهم بالرأي والمفاهيم هذا من جهة ومن جهة أخرى أي في الخندق المقابل يقف وكما ذكرنا عدد من الموالين للتيار الديني الذي يمثل ألنظام الناشىء في أيران والمعارضة ألأسلامية العراقية والتي كانت تتخذ من أيران مقر لها وهؤلاء ألأسرى ينطلقون بعدة دوافع في موقفهم هذا هم أما بدافع ديني طائفي أو بعضهم بدافع أنتهازي وصولي أي مع التيار أو الدولة التي يعيش في كنفها وأخرون بدافع ثأري وأنتقامي ربما مما حصل لهم أو للأقاربهم من ظلم أو أضطهاد من قبل أجهزة النظام في العراق أما بالنسبة الى صاحبنا ألأسير المستقل وجماعته أصحاب التوجه اليساري فهؤلاء وقفوا الى جانب الطرف الثاني لأسباب ذكرناها وأهمها أنهم لا يتحملون أن يدفعوا أكثر ثمنا لتجارب حزب البعث ونظامه وسياسته وحربه الطائشة كما أنهم يرفضون أن ينقادوا الى أذناب هذا الحزب في ألأسر
وفي أحد ألأيام وفي وقت ما بعد الظهيرة كان هذا ألأسير مستلقي على فراشه ليأخذ قسطا من الراحة والى جانبه أصدقائه حيث النوم كان على ألأرض وهم كانوا ينامون الواحد جنب ألأخر وكان ألأسرى في فسحة (أزادي ) وهي المدة الزمنية التي يخرج فيها ألأسرى للسير وممارسة الرياضة وكان في ذلك المعسكر ما يقارب ألفان وأربعمائة أسير وكانوا غالبيتهم يتجولون في الساحات المقابلة (للكمبات ) ألأربعة في هذا المعسكر وبينما كان هذا ألأسير تأخذه الغفوة وبشكل مفاجىء أنطلق في الجوصوت أطلاق ناري عندها أستيقض مفزوعا وجلس وسئل أحد أصدقائه ماألأمر أجاب لا أعلم عندها عاد ليستلقي وأذا بأصوات صراخ وضجيج من أصوات عشرات بل المئات من ألاسرى تحولت الى هتافات هرع ألأسير وأصحابه الى الشبابيك عندها شاهدوا جثتين محمولة على ألأكتاف ومئات الأسرى تطوف بهما في ساحة المعسكر وتهتف ( ياحكيم شيل أيدك جيش وشعب مايريدك , بالروح بالدم نفديك يا صدام ) الى غيرها من الشعارات التي تمجد بالبعث وصدام كانت حالة من الغضب والهيجان والغليان تعتري ألأسرى بقى ألأسير وأصحابه يراقبون الموقف من الشبابيك وينظرون الى المشهد المأساوي ومن سخرية الموقف أن أكثر ألأسرى المتحمسين كانوا من الذين هتفوا وأستقبلوا ألحكيم بالشعارات والترحيب بعد ذلك جاء أحد ألأسرى وسألوه عن الحدث فقال أن جندي أيراني من حراس الخارج ( الذين يقفون خلف ألأسلاك الشائكة ) أطلق النار وقتل على الفور أثنين من ألأسرى وكانوا من ألأخوة ألأزدية بقى هذا ألأسير وأصدقائه يراقبون ألأحداث التي بدأت تتصاعد حدتها وتأخذ طابع أكثر عنفا وشراسة كان آمر المعسكر والجنود المسلحين يحيطون بالمعسكر وكان آمر المعسكر يبدي أسفه وأعتذاره مما حصل هذا وقد تم تجريد الجندي المتسبب بالحادث من السلاح وكان باديا عليه حالة من الهستريا كما كان حال ألأسرى كذلك الذين بدأوا برمي الحجارة والنعلان على آمر المعسكر والجنود عبر ألأسلاك الشائكة وكانوا يبحثون عمن كما يسمونهم (الدعوجية ) نسبتا الى حزب الدعوة وعندما يجدون احدهم يبدأون بضربه وشتمه لذالك أغلب هؤلاء التوابين (الدعوجية ) هربوا الى خارج المعسكر أو بقوا في قاعاتهم وفي الوقت الذي كان صاحبنا وأصدقائه يراقبون الموقف المتأزم وألأخذ بالتصعيد شيء فشيء حيث كان آمر المعسكر يترجى ويتوسل من ألاسرى الدخول الى القاعات ويوعدهم بمحاسبة الجندي المتسبب بالحادث كان يتلقى السب والشتائم ورمي الحجارة عندها سمع صاحبنا ندائات من قبل بعض المتضاهرين (أصعدوا الى الشيوعيين ونالوا منهم فهم أصل البلاء ) حيث كان هذا ألأسير وجماعته في الطابق العلوي من البناية في ذلك الموقف الذي لا أستطيع أن أصفه لكم مهما أمتلكت لغتي من البلاغة والقدرة الأدبية في نقل الحدث تأهب أصدقائه وسحب أحدهم قضيب حديدي يبدو أنه كان يخفيه تحت الفراش وكان ينظر أحدهم الى ألأخر والعيون تتكلم أنه لا خنوع ولا مذلة لهؤلاء الجبناء وكانت الدنيا أنذاك وكأن الزمن قد توقف فيها تأهب الأصدقاء للمواجهة ولكن أي مواجهة أنت تقف بوجه عشرات بل مئات من كائنات فقدت عقولها وتواجه سيل هائج وجموع ليست فيها أي روح وهي على أستعداد أن تضرب وتقتل بدون أي رادع وفي تلك اللحظة الحرجة وعندما شاهد العقلاء والناس ألأكثر حيادية ممن كانت تربطهم علاقة طيبة بهم من زملائهم في القاعة وعندما أيقن هؤلاء أي ألأسرى ألأخرين في القاعة أن مواجهة دامية على وشك الوقوع هرعوا وبدأوا يصرخون أغلقوا ألأبواب ليس عندنا أحد في القاعة من يستحق الضرب أو ألأسائة فكلهم أخواننا عندها تم غلق الباب وكان هذا ألأسير وأصدقائه يسمعون الصراخ أفتحوا ألابواب لا تحمون الشيوعيين بعدها توجه الجميع الى الشبابيك لمتابعة الحدث وكأن شيء ما وحدث ليس في الحسبان سوف يحصل وفعلا ما كان باديا للعيان أن تم أستقدام حرس الثورة ألأيراني وكان بصحبتهم رجل دين معمم بعمامة سوداء وتم سحب الجنود النظاميين وأستبدالهم بقوات من الحرس الثوري بدء هؤلاء ينادون وعبر مكبرات الصوت أدخلوا الى الكمبات ولكن بدل من أن يدخل ألأسرى الغاضبين الى القاعات دخلوا الى الحانوت وقاموا بنهب محتوياته وكان أخرون يفتحون صدورهم بأتجاه البنادق وعبر الأسلاك الشائكة ويهتفون بحياة صدام والموت للحكيم وفي وقت الغروب وقبل حلول الضلام بقليل حدثت الفاجعة وحصلت الكارثة التي لم ولن يطويها النسيان بالنسبة للذين عاشوها وذاقوا مرارتها لحظة بلحظة عندما بدأ أطلاق الرصاص ومن كل ألأتجاهات وبشكل مباشر نحو ألأسرى من قبل حرس الثورة عندها أستيقظ ألأسرى من غفلتهم وربما من حالة فقدان الوعي وبدأوا يتهافتون على ألابواب ويتدافعون للوصول الى داخل القاعة ولكن بعد فوات ألأوان حيث عشرات القتلى تنتشر جثثهم في ساحة المعسكر وأضعاف هذا العدد من الجرحى أغلبهم من الناس البسطاء والفقراء شباب من المهمات الخاصة أغلبهم من مدينة الثورة وبقية المدن العراقية وأغلبهم كما ذكرنا هم من أستقبل الحكيم في زيارته بالهتافات والشعارات المرحبة به و بعد وقف أطلاق النار تشعر بأن كل شيء توقف لا حركة ,سكون الموت وصمت مطبق بعد صرخة الموت الجماعي ان الذي كسر هذا الصمت هو عويل وصراخ الجرحى وأستغاثتهم ولكن بصوت خافت وخائف من ألأسوء ومن ما هو قادم بعدها دخل الجنود ألأيرانين الى داخل المعسكر ومعهم الهراوات والدروع وبحماية الحرس المدججين بالسلاح عبر الأسلاك الشائكة وقاموا بغلق أبواب (الكمبات)القاعات الواحدة تلو الأخرى عندها جائت سيارات ألأسعاف وطواقم ألأنقاذ ومعهم الحمالات لنقل الجرحى والقتلى خارج المعسكر تم قطع الأنارة والماء داخل القاعات و بقى صاحبنا ألأسير ومعه أصدقائه في قاعتهم وكانت لهم قصة أخرى مع الحرية في اليوم التالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل