الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدمة الديون بين الاندماج و الخصوصية - الجزء السابع

أشواق عباس

2005 / 6 / 5
الادارة و الاقتصاد


و أمام أهمية هذا الموضوع و لتوضيحه بشكل اكبر نظرا لارتباطه المعقد و الكثيف بالكثير من القضايا ، و التي سيصعب شرحها كلها أثرنا إبراز جملة من الحقائق تدعم ما كتبناه سابقا ، و نكشف من الأمور ما يوضح ما سبق و طرحناه ، و تجعلنا نشعر بأهمية أن يتكون لدينا وعي عربي بواقع العرب ، و ضرورة معالجة أزمة ديونهم ، و طريقة قبولهم للمنح و المعونات . مشيرين إلى أن هذه الوقائع و الحقائق ترتبط بمختلف المجالات عسكريا و اقتصاديا و اجتماعيا . لأنها في النهاية تؤثر بشكل أو بأخر بتفاقم أزمة المديونية و ضغوطها على البلدان العربية المدينة .
- وفق التقرير الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عن التنمية البشرية لعام 1996 ، تبدو ظاهرة العسكرة واضحة فالدول العربية هي الأعلى إنفاقا في العالم كله على الجانب العسكري .
- بلغ ما أنفقه العراق وحده خلال الثمانينات 80 مليار دولار ، و هذا الرقم يفوق ما أنفقته فرنسا 68 مليار دولار و بريطانيا 69 مليار دولار .
- الصورة واضحة إذن ، قدر كبير من التسلح يستنزف قدر اكبر من الناتج و يمتص مخصصات التنمية و الرفاهية .
- اشترت دول الشرق الأوسط منذ عام 1975 حتى عام 1990 فقط ما قيمته 200 مليار دولار أسلحة تقليدية و غير تقليدية ، كان نصيب أميركا منها 100 مليار دولار ، أي النصف .
- يقول مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة و التنمية 1996 أن أرقام الاستثمار العالمي تزايدت جدا ، و أصبحت الشركات العابرة للقارات و الحدود تسيطر على معظم دخل العالم ، حيث زاد تصدير الأموال و استقبال الأموال ، فقد بلغ حجم الاستثمار الأجنبي 2 تريليون دولار حلال عام 1995 و أمريكا الاولى تليها بريطانيا ففرنسا و اليابان .
- تغزو هذه الدول العالم بجيوش و أحيانا كثيرة بدون جيوش و لا جنود و لا قمع عسكري بل من خلال منطق أخر حيث يوجد في العالم 32 شركة عملاقة بينها 32 أمريكية .
- إحدى دراسات منظمة العمل الدولية تقول بان العالم يحتاج إلى 2 مليار فرصة عمل خلال الأربعين عام القادمة و بمتوسط سنوي قدره 47 مليون وظيفة . القسم الأعظم منها لبلدان العالم الثالث و بشكل خاص العربية منها .
فمشكلة الأيدي العاملة التي تتطلع إلى العمل لاسيما في العالم الثالث قد تتحول إلى كارثة اجتماعية و اقتصادية إذا لم يتغير نمط العلاقات التي تربط العالم الثالث بالعالم المتقدم .
- السؤال هنا هو ما لذي نحن فاعلون في الوطن العربي ، و نقول أن الأمر ممكن أن يكون كارثة في هذا القرن و لا حل إلا بمراجعة واسعة لأسلوب الحياة و نمط التنمية . فالغرب ليس هو النموذج و الانسلاخ عن البيئة ليس هو التقدم، و الأحدث من السلع و الأفكار لا يعني بالضرورة انه هو الفاضل في كل الحالات .
- في سؤال طرحه و أجاب عليه البنك الدولي من خلال دراسة أجراها على دول المنطقة المتوسطية ، حول ما قد يكون عليه الواقع في عام 2010 فكانت إجابته بالشكل التالي :
1 – يزيد ناتج إسرائيل من 53 مليار دولار الى 180 مليار .
2 – يزيد عدد سكان إسرائيل من 5 مليون عام 1990 إلى 7 مليون عام 2010 .
3- يرى البنك أن إمكانية النهوض ليس بالسلام و الاستقرار فقط ، و إنما بالإصلاح الداخلي أولا ، و تقول الدراسة نعم للسلام و لكن نعم أولا لتعاون إقليمي يشمل التجارة و الاستثمار و المشروعات المشتركة و انتقال العملة .
ما أراد أن يوصله لنا البنك الدولي في تقريره هذا هو انه لن يكون هناك سلام إلا إذا وافق العرب أولا و قبل كل شيء على قبول إسرائيل عضوا طبيعيا في المنطقة ، و التعامل معها كما نتعامل مع أي دولة عربية و ليس دولة غربية . و عندها فقط إمكانية التكلم عن السلام تكون مقبولة .
- في دراسة أجراها مركز دراسات الوحدة العربية أعلن ما يلي :
1 – يصبح عدد العرب عام 2015 حوالي 400 مليون .
2 – يستمر التدهور مع بعض التقدم المادي هنا و هناك .
3 – تؤكد الأرقام أن الوحدة هي الحل و خاصة وحدة لا تلغي المحلية و الخصوصية التي تبرز سمات الشعب الواحد بإمكانياته الموحدة . و هذا رأي علمي و ليس أمنيات سياسية (كما ذكر المركز ) .
4 – إنتاج الفرد العربي سوف يبقى على معدله إذا استمرت السياسات القائمة كما هي أكثر تخلفا ، من إنتاج الدول المتقدمة و أسعاره أكثر تدنيا ، كذلك فان التقدم التقني سوف يبقى بطيئا و باهظ الثمن ، أيضا و سوف تواجه عالم الفقراء مشاكل الديون بشكل اكبر .
5 – 250 مليون طفل عربي بين العاشرة و الرابعة عشرة قد وصلوا إلى أسواق العمل بينما سن العمل يتراوح بين 17 – 18 سنة ، بل انه قد هبط في بعض الدول كمصر إلى 12 سنة .
6 – توضح الأرقام أن هناك تنافسا واضحا بين دولة الرفاهية أو بين الدور الاجتماعي للدولة ، و بين تعزيز الأمن و الدفاع عن المجتمع و لاسيما لدى الدول العربية .
- 26% من الإنفاق العربي يتجه إلى الأمن و الدفاع و بعض الدول يصل حتى 50% .
- 23% من الإنفاق العربي على الخدمات العامة .
- 23 % من الإنفاق العربي على الخدمات الاجتماعية .
- 23 % من الإنفاق العربي على الشؤون الاقتصادية .
فهل استطاعت أجهزتنا العربية أن توفر أفضل خبرة و أفضل كفاءة ؟ ، هذا التساؤل يبرز بشكل كبير لاسيما أمام مفهوم أن الحكومة العربية هي حومة تنفق الدخل و تملك معظم التأثير .

- في تقرير صادر عن البنك الدولي في عام 1995 عن التنمية حيث أجاب فيه عن سؤال هل بإمكان الفريق الأول (العالم النامي – الفقراء أو ما أسموهم بالسلاحف ) اللحاق بالفريق الثاني ( الأغنياء أو ما أسموهم بالأرانب ) .
يخلص التقرير إلى أن الأثرياء هم أكثر قدرة على التقدم أما الفقراء فهم أكثر ثباتا عند خط الفقر ، مما يجعل الأمل ضعيفا في لحاق ننشده بين عالم الشمال الثري و عالم الجنوب الفقير .
إذا حلم اللحاق بالأثرياء غير قائم لان فريق الأرانب لا يريد أن يأخذ بيد فريق السلاحف ،ولاسيما أن مدخلات التنمية للفريق الثاني لم تعد محلية بأكملها و الآن التكنولوجيا للشمال و أمواله داخلة في تطوير البلدان الفقيرة و الأسباب واضحة تم تقسيم العمل الدولي بين شمال غني و ثري صناعي يحتكر العلم و المعرفة و التكنولوجيا و رأس المال و يزيد أثمان ما يقدم من سلع مصنوعة و بين جنوب فقير متخلف يبيع خامات و سلع أولية يتناقص سعرها باستمرار ، و المثال واضح في النفط حيث أصبح سعره الحقيقي أدنى مما كان عليه عام 1973 .
- كذلك جاءت قصة الديون التي قدمها الشمال لبعض الوقت أداة ضغط حيث تراكمت و عجز الجنوب عن السداد فأصبح الدين وسيلة لفرض السياسة و إعادة تشكيل العالم من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلومبرغ: تركيا تعلق التبادل التجاري مع إسرائيل


.. أبو راقية حقق الذهبية.. وحش مصر اللي حدد مصير المنتخب ?? قده




.. مين هو البطل الذهبي عبد الرحمن اللي شرفنا كلنا بالميدالية ال


.. العالم الليلة | -فض الاعتصامات- رفض للعنف واستمتاع بالتفريق.




.. محمد رفعت: الاقتصاد المعرفي بيطلعنا من دايرة العمل التقليدي