الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتفليقة .. دكتاتور مخير ام مسير ؟

سليم عبد الله الحاج
سوريا

(Rimas Pride)

2013 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك ان كل الرؤساء الذين تعاقبوا على الجزائر منذ استقلالها كانوا مستبدين او على الاقل شكلوا واجهة لسلطة دكتاتورية قائمة الى هذا اليوم لانهم ببساطة لم يصلوا الى اعتلاء سدة الكرسي بطريقة ديموقراطية تعددية و شفافة غير محددة سلفا كما لم يغادروا الحكم بطريقة عادية يتم فيها الانتقال بشكل سلس و معروف نحو الشخص المقبل .. الا ان الرئيس الحالي من بين كل من سبقوه لديه سماته الخاصة فهو من حطم ارقام كل اسلافه في مدة البقاء على رأس الدولة و مستمر في ذلك الى أجل غير مسمى .. كما انه الوحيد الذي اجرى تعديلات دستورية تضمن عمليا وجوده في السلطة مدة بقاءه على قيد الحياة .. وفضلا عن هذا يعتبر بوتفليقة واحد من اخر رئيسين تاريخيين متبقيين فالاخرون رحلوا عن هذه الدنيا ليفتحوا المجال امام اجيال جديدة لتقود قاطرة البلاد الى محطتها الموالية في سلم التطور و الارتقاء . ليكون بوتفليقة هو رمز الماضي و شرعياته منتهية الصلاحية في ممانعة تجديد دماء القيادة و النظام .. و ان قارنا بوتف -مثلما يحلو للجزائريين تسميته -بالمتبقي الاخر اليامين زروال صاحب فكرة العهدة المقيدة و سنة التنحي عن المنصب سنكتشف اننا لسنا امام ممثل لعصر الديناصورات البشرية وحسب وانما تلك المحبة للسطوة و الهيمنة منها حتى اخر رمق من عمرها ولن اتعمق كثيرا في اجراء مقارنات اخرى بل ساكتفي باشارة واحدة .. لم تعد الجزائر بعد بوتفليقة بلدا صالحا للحياة تنطلق منه روح الحداثة و العصرنة بل اصبحت اشبح بصندوق كبير مستقر مليئ بالافكار الجاهزة و المشاعر المصطنعة وحلول الاكتساب السريع فمن يريد شيئا لنفسه سيجد ضالته داخله ولا حاجة مطلقا ليشغل دماغه ليستوعب ما يجري حوله
و السؤال المطروح هل بوتفليقة هو شبح الجزائر الميتة ام هو نصل الحربة القاتلة ؟ .. بوتفليقة هو صورة عاكسة فاضحة للمجتمع مثلما انتظم المجتمع في قالب صنعه بوتفليقة اي اننا نتحدث عن شكل مركب مصطنع من المسألتين بين تفاعل الرغبة الانانية للدكتاتور في التحكم بمصير شعبه و تسيير خطاه وفق هواه وهي شهوة السلطة و نزوتها مع حالة من الافلاس و العجز المجتمعي الفظيع عن خلق مبررات عقلانية لنهوضه من السبات ومن ثمة اعتبار الحياة الفكرية و السياسية اما امرا سلطويا او انه جزء يعبر عن تسليم الشعب امره للحاكم .. فعندما نرى مشهدا سياسيا تديره احزاب متقاعسة عن ترشيح رئيس للدولة بديل عن بوتفليقة و تنتظر منه المبادرة ان يفتح لها الفرصة او يضربها على قفاها فلابد ان اول ما نفكر به هو نظام العبودية بين السيد و خادمه
والشعب من ورائهم يخنق اخر انفاس الامل في الاحياء بقبضتي التجاهل و اللامبالاة .فان تمردت عليه تنهيدة اسرع الى اخمادها بعفويته و سذاجته .. فربما لا ضير ان مات الشعب و ماتت الدولة وعاش الشخص ليحكم الفراغ برضى الشعب الميت
اذا كانت هذه هي الحقيقة فلن يهم فعلا ان قام بوتفليقة بالترشح لعهدة رابعة ام لا مثلما يروجون له و لن يكون لنقاشات المنطق السياسي حولها اي معنى لان الجمهور المحرك للخطوات قد دفع ليسقط نفسه بضربة قاضية ذاتية وقد يصبح لللامنطق صوته المدوي بفرمان مطلق ويكون بوتفليقة مخيرا في فعل ما يحلو ان دانت له الامور على المستوى السلطوي بعد ان فضت عذرية الدولة بشكل لاعكوس و اصبحت قابلة لكل اشكال الاغتصاب وانواع المغتصبين وولي الشرف قد مات .. ولهذا نقول ان كل الافكار السياسية المطروحة حاليا للفترة المقبلة "ما بعد موت صاحب الشرف المنتهك" ستعني اننا امام دكتاتور مخير في امره ولا احد سيمنعه بعد ان صنعته السلطة وسيرته و فوضه صاحب الشرعية قبل ان يموت ,,
الخطوة الاولى في مسار التصحيح هي ان يعود الميت الى الحياة . نعم هو حلم اسطوري لم نسمع به الا في خرافات الاولين و لكنه ممكن على مستوى الشعوب و الامم المؤمنة بمستقبلها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه