الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادارة الامريكية الجديدة والمشروع الدفاعي الوطني

ماجدة تامر

2005 / 6 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


تؤكد مصادر مقربة من إدارة الرئيس جورج بوش الابن ، بأن واشنطن ما تزال عازمة على المضي قدما في المشروع الدفاعي الوطني NMD أو ما يسمى بمشروع الصواريخ البا ليستية .

فالولايات المتحدة تحلم ومنذ زمن بعيد بجعل سمائها عصية على التهديدات النووية والبيولوجية والكيمائية وغيرها .

وكان الرئيس السابق " كلينتون " قد شجع قيام هذا المشروع من اجل دعم فكرة التفوق الأمريكي على العالم ، مما قد يسمح له بالدخول في التاريخ بوجه يختلف عن وجهه السابق الملطخ بسلسلة من الفضائح والتي لم يكن آخرها فضيحة " مونيكا لوينسكي " .

وفي الواقع فان مشروع الدفاع الصاروخي الوطني الذي تتبناه الادارة الامريكية اليوم قد تسبب لها بسيل من الانتقادات اللاذعة هنا وهناك .

وهذه الفكرة ليست وليدة اليوم ، إنما ترجع إلى عهد"رونا لد ريغان " عام 1983 ، عندما اقترح آنذاك مشروع حرب النجوم الذي يعتبر ضربا من الجنون نظرا لتكاليفه الطائلة وبما يتطلبه من تكنولوجيات فائقة الدقة .
وتقضي خطة العمل فيه إلى تدمير الصواريخ العدوة بواسطة أشعة لـيـزر عـبر الأقمار الصناعية المتمركزة في الفضاء .

صحيح إن مشروع الدفاع الصاروخي المقترح حاليا هو أقل طموحا عن سا بقه ، إلا انه لا يقل أهمية عنه ، وهو اليوم قيد الدراسة إن لم نقل قيد التنفيذ . حيث سيعمل على تدمير الصواريخ الباليستية العدوة بواسطة صواريخ مضادة لها تنطلق من قواعد أرضية محددة .

ففي المرحلة الأولى سيتم نشر صواريخ في قواعد متمركزة في "ألاسكا " منذ الآن فصاعدا ، لحماية كاليفورنيا والجهة الغربية من الولايات المتحدة .

وأما المرحلة الثانية فتقضي بإقامة قواعد لمثل هذه الصواريخ في ولاية" داكوتا " في شمال الولايا ت المتحدة وذلك في عام 2010، وذلك لحماية المساحات الأخرى من البلاد .

ويقول القائمون على هذا المشروع بان هذه العملية تشبه إصابة طلقة نارية في الجو بواسطة طلقة نارية أخرى ، لتدميرها قبل بلوغ الهدف .

وفي الواقع فإن مشروع الدفاع الصاروخي NMD قد تم اعتماده للرد على ما يسمى تحديات بعض الدول التي تطلق عليها الولايات المتحدة اسم الدول الشيوعية أو المشاغبة أو دول الشر حسب اعتقادها والتي قد تتمكن يوما ما من إطلاق صواريخ باليستية معادية للولايات المتحدة .
إلا أن بعض الخبراء في الادارة الامريكية ومعظم وكالات الاستخباراتية
المركزية CIA يشككون بحقيقة التهديدات تلك .

ذلك أن الولايات المتحدة تعتقد بأن الإمكانيات التكنولوجية لهذه البلاد كافية لتكوين مصدر خطر ولكنها لم تأخذ بعين الاعتبار التطورات السياسية الراهنة والواقع الاجتماعي والاقتصادي لهذه الدول .
فكوريا الشمالية بامكانها امتلاك صواريخ عابرة للقارات طويلة المدى قادرة على تهديد الولايات المتحدة في المستقبل القريب على حد قول بعض الأمريكيين . ولكنها اليوم تعيش حالة من حالات التقارب مع كوريا الجنوبية حليفة الولايات المتحدة الامريكية .

أما إيران فيبدو أنها غير قادرة على امتلاك هذه الترسانة قبل عام 2015 . إلا أن الرأي العام العالمي والموالي لواشنطن يعتبر أن الخطر المحتمل كاف لبناء هذا المشروع الدفاعي الهام .
ويتهم الجمهوريون المتحمسون لهذا المشروع، الديموقراطيين بالمرونة الزائدة فيما يتعلق بالدفاع عن البلاد. فقد أعلن بوش أكثر من مرة أثناء حملاته الانتخابية بان المشروع الوطني هذا بامكانه مواجهة السيل العارم من الصواريخ النووية المحتملة .
ويتضمن هذا المشروع استخدام السفن حاملة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية و قواعد كبرى لإطلاق أشعة لـيـزر من الأقمار الصناعية .
ولن يستثني الرئيس الحالي "بوش" عمل أي شيء فيما يتعلق بهذا المشروع حتى ولو أدى الأمر إلى خرق المعاهدات الكبرى المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية .

مبدأ النظام الصاروخي :

1 – هناك قمر صناعي يدور في مدار معين حول الأرض ، يقوم بالمراقبة والتجسس وجمع المعلومات .

2 – يقوم هذا القمر بنقل هذه المعلومات مباشرة وبصورة آلية إلى الرادارات المنتشرة في أماكن متعددة والتي تقوم بدورها بملاحقة ومتابعة مسار الصواريخ العدوة وإعلام القواعد الدفاعية بذلك .

3 – عندما تـتلقـى القواعد هذه المعلومات ، تقوم بالرد ، فتنطلق صواريخ مضادة للصواريخ العدوة تلقائيا ، ويتم اعتراضها في الجو وتفجيرها .

4 – تتفجر الصواريخ العدوة قبل أن تصل إلى أهدافها .

وبالطبع فان نجاح التقاء صاروخين في الجو قبل وصولهما إلى الأرض ، يحتاج إلى تقنيات بالغة الدقة وباهظة التكاليف . وهنا يعـتـقـد الخبراء الذين اطلعوا على الملفـات الدفاعية هذه بان نجاح وفعالية ذلك النظام سيحتاج إلى ما لا يقل عن 16 تجربة إطلاق وذلك للتأكد من سلامة سير العمليات المستقبلية .

الـرد الـروسـي :

إلا أن موسكو حذرت واشنطن من الانسحاب من معاهدة 1972 والتي تقضي بالحد من انتشار الأسلحة النووية، التي تعتبر أساس الأمن العالمي معلنة أنها ستعيد النظر في المعاهدات الدولية التي وقعتها في مجال الأسلحة الإستراتجية في حال انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة .

وتحشد روسيا التأييد الدولي لموقفها الرافض لمشروع الدرع
الأمريكي المضاد للصواريخ، في الوقت الذي فيه تعزز علاقاتها الخارجية وتبرم اتفاقيات تعاون مع العد يد من الدول وخاصة الآسيوية منها .

فبعد زيارة بـوتـيـن إلى كوريا الجنوبية قبل عدة سنوات وتأكيده موقف بلاده بخصوص هذا المشروع ، كانت زيارته أيضا إلى فيتنام التي استغرقت يومين وهي الأولى لرئيس روسي يزور هذا البلد ، كان قد أكد بان معاهدة الأسلحة النووية الموقعة مع الولايات المتحدة عام 1973 هي أساس الأمن العالمي .
وان أية محاولة لتغييرها سيسبب انهيارا كاملا في بناء الاستقرار الاستراتيجي في العالم .

أما بالنسبة للصين، فان روسيا كانت قد التزمت معها بموجب اتفاقية حكومية تقضي بتصدير 28 مقاتلة من طراز " سوخوي 27 " في غضون ثلاث سنوات .
وما يزال وزراء بلدان الرابطة المستقلة يبحثون مسائل تطوير التعاون العسكري بين بلدانهم وكذلك مسائل تنسيق أعمال الاستطلاع الجوي للقوات المسلحة في بلدان الرابطة .

وهكذا ومهما يكن من أمر فان الرئيس الأمريكي"بـوش" الابن ووفق رأي بعض المحللين السياسيين كان قد تسلم وبلا شك عن سابقيه حقيبة دبلوماسية مفخخة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا