الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمة مجنونة، هل تستفيق

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 11 / 15
كتابات ساخرة


حقا إنها أمة مجنونة حينما تزدري علماءها وتطرد خيارها، حينما يكون شبابها مهووسين بالكرة والفن ويتركون العلم والمعرفة وراء ظهورهم، تأسف حقا وتدير ظهرك لهذه الأمة التي تضحك منها الأمم الأخرى، تضحك عليها بعد أن أوقعتها في فخّ الترف الفكري، والتخلف الأخلاقي ونسوا أن الأمم إنما تبنى بالأخلاق، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، ذهبوا ولا يدرون إلى أين سيذهبون، إلى عالم خفيّ مليء بالمغامرات والمفاجآت، إلى عالم مجهول الهوية، كل ما فعلوه أنهم أطاحوا بقيمنا ومبادئنا، داسوا عليها بأرجلهم وتركونا نبحث عنها من جديد، هل هم أذكياء بعملهم أم أنهم أغبياء، ظنوا كما ظننتم أن لن يخرج من أصلاب المسلمين من يعتز بدينه ويعلن صراحة أن الإسلام سيبقى خالدا لا يندثر، مهما فعلوا ومهما دبروا ومهما خططوا فلن ينجحوا لأن العالم كله مراقب وآلات التصوير مركونة في كل زاوية ترقب أعمالهم، لن ينجحوا، وإن نجحوا فإنه وهْمٌ سرعان ما ينقشع وتظهر الحقيقة الجلية.
أمة لا فائدة من ورائها إذا كان شبابها لا يتمسكون بقيم الإسلام ومبادئه وقيمه، وإذا كانوا يحفظون أسماء اللاعبين والفنانين ويحتفلون حينما يفوز أحدهم بجائزة، ويدافعون وينافحون عن ميسي ورونالدو وغيرهما ويقلدونهم في مأكلهم ومشربهم وجلستهم ولباسهم وتقاليع شعرهم، قدوة سيئة وضحالة في التفكير، يقضون ساعات طوالا أما التلفاز لمشاهدة مباراة لكرة القدم، ويستمتعون بما يروا من مراوغات وتسجيل للأهداف ويضربون بعضهم إذا كان أحدهم يناصر فريقا والآخر يدعم الفريق المنافس، وتبدأ المباراة ومعها المعاكسات والمشاكسات في مشهد مؤلم حقيقة، كل ذلك إبداع في نظرهم ومن لا يتابع فهو متخلف لا يعاصر المشهد ولا يواكب التطور، وانظر إلى جلسات العلم لا يأتيها إلا القليل من الناس ولو أتوها أتوها كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا.
ولكن المؤسف حقا أن الأمر قد طال بعض أهل العلم ممن نحسب أنهم بعيدون عن هذا المشهد وإذا به يفاجئك فيقطع الجلسة معك بدعوى أن هناك مباراة مهمة ينتظرها أو تنتظره، لا أدري ما هذا الجنون بالكرة والفن في عالم تغيرت فيه كل القيم، لا أدري حقا متى يفيق الناس من غفلتهم، لا أدري لماذا هم مهووسون بالكرة إلى هذا الحد، فقد تجاوز بعضهم الحد ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، فالإسلام لم يمنعك من ممارسة الرياضة ولا كل أنواع الألعاب شرط أن لا تتحول إلى عراك وخصام وشغب، ومن ورائها آلام وآلام، لم يمنعك أن ترفّه عن نفسك، فإن القلوب إذا كلّت عميت ولكن الأمة الإسلامية، أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد أصابها اليوم مسٌّ من الشيطان حين تقوم بهذه الأعمال ولا تبالي وتعتبره حضارة ومتابعة للتطور.
كُنّا قديما أهل علم ومعرفة، وقد قدنا العالم يوما في صدر الدولة الإسلامية حينما كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس، وحينما كانت أمتنا في مصاف الأمم وفي صدارة الأمم، وحينما كانت أمتنا تقود الأمم الأخرى نحو العلم والمعرفة، وكان علماؤنا قادة هذه الأمة يحسب لهم ألف حساب، وحينما ازدهرت العلوم بكافة أنواعها ومجالاتها واستنار بها العالم شرقا وغربا، حسدنا عليها الغرب الذي لم يهدأ له بال إلا بعد أن قلب الفكرة، وطوى الصفحة، وقضى على كل خلق جميل، ونزع من قلوب المسلمين حب العلم والمعرفة واستبدله باللهو والمجون فهو سلاح قوي ضد القلوب الضعيفة التي بدأ الإيمان يهتز بداخلها فاستكانت للهوى، وابتعدت رويدا رويدا حتى وقعت في الثرى، وبعدها ماذا جرى، وكل الشباب ما درى، والعلم في القلب ما سرى.
أمة مجنونة وجنونها لا نهاية له كما يبدو مادام هناك عرق ينبض على فقدان لاعب كرة مات وهو في قمة الفسق والفجور، ومادامت مقاهينا تعج بالمشاهدين من الشباب إلى مطلع الفجر، وما دمنا نسهر على طبول الفنانين والفنانات والراقصين والراقصات، مجنونة فعلا حينما نفقد عالما في الفلك أو في الرياضيات أو في الشرع ولا نعطيه قيمة، يموت كما يموت الناس الآخرون ولا يذكرون مآثره إلا قليلا، في أي عصر نعيش، لقد استطاع الغرب بجنون أن يسلب منا حريتنا ويسلب منا كرامتنا وعزّتنا ونحن نصفق له كل يوم، أَمَا حان وقت النفير!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان