الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامة السورية بين الفكر و الحزب

احمد عسيلي

2013 / 11 / 16
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


في مثل هذا اليوم منذ 81 عاما قام انطون سعادة بتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي هو و مجموعة صغيرة من اصدقائه واضعين بذلك اسس مرحلة جديدة و فكر جديد لم تعرفه تاريخ هذه الامة من قبل....و قد كانت تلك المرحلة التاريخية من تاريخ الامة السورية عابقة بكل اشكال التيارات و الافكار السياسية و الادبية و الفنية منها ما بقي بشكل قوي و مؤثر كحركة الاخوان المسلمين مثلا و منها ما تشرزم و تفتت ان حافظ على شيئ من الحياة كالفكر الشيوعي و الكثير منها طوته صفحة النسيان ليصبح مجرد تاريخ يوضع في المتحف
لن نكون قافزين فوق الواقع و لن نكون حالمين...يجب ان نعترف ان الحزب السوري القومي الاجتماعي يقع في الفئة الثانية....فهو حافظ على وجوده و استمراره رغم الكثير من المحن و المصائب التي حلت به..و ربما اكثرها عنفا هي حادثة اغتيال عدنان المالكي و ما تبعها من حملة عنف و اعتقالات طالت اعضاء الحزب و اتهامات متبادلة بين اعضاء الحزب انفسهم حول هذه الجريمة....لكن الحزب استمر محافظا على وجوده و على جسمه التنظيمي رغم الانشقاق الكبير الذي حدث لاحقا في عام 1957
لا اريد ان اعيد سرد تاريخ الحزب و هي محاولة لا فائدة منها فالمئات ان لم نقل الألاف من الكتب و المقالات التي تناولت ذلك لكن ما يهمني في هذه المرحلة الكارثية التي تمر بها الامة السورية التذكير بالحقائق التالية
1- التفتت التي تعانيه الامة السورية الان و خاصة ما يحدث في الشام من جرائم و انتهاكات بشعة تقوم بها عائلة الاسد و الفوضى السياسية في لبنان و الموقف اللااخلاقي لللعائلة المالكة الاردنية من النازحين السوريين يجب كل هذا ان يوضع ضمن اطاره التاريخي و ان نحكم عليه بشكل مستقل تماما عن صحة وجود الامة السورية
فكل شعوب العالم و كل اممها تعرضت في فترة زمنية ما الى حرب اهلية او الى ثورات ادت الى احداث عنيفة بين افراد الامة...لكن هذه الاحداث لم تلغ ابدا حقيقة وجود الامة و لا كانت نهاية التاريخ بالنسبة لها فلو تجاوزنا الثورة الفرنسية و ما اعقبها من عنف لا مثيل له و ذكرنا فقط ما حدث ابان ثورة 1871 في فرنسا لاصبح ما يحل الان بالامة السورية مجرد نزهة .....فقد قامت جيوش تيير في 15 حزيران ابان محاولة استعادته السيطرة على باريس بقتل مئة الف فرنسي....و مع كل ذلك الخراب الاجتماعي و الاقتصادي الذي حل بالامة الفرنسية فقد استطاعت باريس بناء ذاتها مرة اخرى لتعود اجمل مدن العالم
و ليست الحالة الفرنسية هي الوحيدة...فحالة الامة الاسبانية زمن فرنكو ليست ببعيدة....و القتال و الدمار الذي احدثه فرانكو كان مهولا و مع ذلك استطاعت الامة الاسبانية استعادت نفسها
,وما يحدث الان في سوريا ليس دليلا ابدا على فشل فكرة القومية الاجتماعية بتطبيقها السوري بل يعني حالة تدهور للامة السورية اصابتها كما اصابت معظم امم العالم المتحضر و هذه الامة ليست صناعة الامس و لن تفنى بالغد فهي باقية مهما حل بها من مصائب
2- ما يميز حالة الفكر القومي الاجتماعي عن بقية الافكار التي خف وهجها هي ان هذا الفكر قائم في وجدان كل سوري...فرغم الفشل التنظيمي الكارثي الذي حل بالحزب السوري القومي الاجتماعي الى ان هذا الفشل لم ينعكس على الفكر بحد ذاته و هذا ما يميزه عن بقية الافكار...فهو حالة فكرية اولا تشمل الامة كلها و ليس حالة تنظيمية حزبية تسعى ان تكون حزب سياسي كما بقية الاحزاب.....فالفكر القومي السوري هو وجدان الانسان السوري اولا و احساسه بتفرده...و ما الحزب سوى الا وسيلة ليست اكثر لنشر هذا الفكر ومحاولة تطبيقه في عالم السياسة و لذلك كان انطون سعادة بالنسبة للقوميين السوريين معلم اولا لانه المبشر اوالمبلور لهذا الفكر..و الزعيم لانه يمشي على رأس هذا الفكر و لم يكن امين عام الحزب او رئيسه او رئيس مكتبه السياسي....و بالتالي فان الانحدار الحاصل حاليا للحزب و تحويله من قبل بعض الساسة التجار الى مجرد شبيحة للنظام السوري و يرسلون شبابه ليقتال مع الدكتاتورية و يقبضون ثمن القتال هذا مناصب وزارية خالية المضمون و سيارة و حساب بنكي...هذا الانحدار شمل الجزء التنظيمي السياسي و لم يشمل الفكر ككل....و الكثير من اعضاء الحزب تركه...و الكثير لم يدخل فيه اصلا...لكنه مؤمن بهويته و مؤمن بفكرة القومية الاجتماعية كأسلوب لبناء الامم و مؤمن بسوريته او بتفرد هويته عن هوية بقية العالم العربي او الشرقي.....وكل من سكن في وجدانه هذا الايمان فهو قومي سوري
3- ايماننا كسوريين بفكر سعادة و احتفالنا بذكرى تأسيس هذا الفكر لا يعني جمودنا عند لحظته التاريخية... فالفكر القومي بحاجة لمراجعات مستمرة و تطوير دائم....و حتى سعادة نفسه عاش حالة تطوير دائم لهذا الفكر بدءا من تغيير اسم الحزب و حتى شعاره ومداه الجغرافي....و تطوير هذا الفكر هي مسؤولية كل السوريين...سواء من حيث تغيير اسلوب الخطاب او المسألة الاقتصادية و حتى مسألة اليهود ومسألة الديمقراطية و الاسلوب التمثيلي....و هناك العديد من المحاولات الرائعة التي بذلها بعض المفكرين داخل الحزب او خارجه و كان لها اثرها في تطوير نهج الحزب و اسلوب تعاطيه مع بقية التيارات بما لا يخرج عن الاطار العام لهذا الفكر
اليوم يكون قد مر 81 عاما على ذلك الاعلان.....و بعد كل تلك السنين مازلنا نقرء هذا الفكر و مازلنا متمسكين به و مؤمنين باهدافه و سنبقى كذلك ابدا.....كل عام و كل الامة السورية بكل الخير و السلام....و ارجو ان يأتي العام القادم و قد تخلصت الشام من تسلط دكتاتورية عائلة الاسد....وخلاص الشام هذا هو الخطوة الاولى و الضرورية لاعادة الامة السورية الى المكانة التي تستحقها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي