الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصابة غرغور لفرض دستور!!!

فاضل عزيز

2013 / 11 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


صدمنا أهالي مدينة مصراته وصدمنا مجلسهم المحلي بموقفه المدافع عن مجموعة من القتلة الذين نفذوا يوم أمس الجمعة مجزرة في حق متظاهرين سلميين عزل من السلاح كانوا خرجوا بعد صلاة الجمعة في مظاهرة مرخصة للمطالبة بخروج المليشيات المسلحة الخارجة عن الشرعية من مدينة طرابلس، سقط فيها حتى الآن 47 قتيلا واكثر من مائتي جريح وعدد القتلى مرشح للارتفاع..
لم نكن نتوقع من أهالي مصراته وخصوصا من مجلسها المحلي، ان يقفوا هذا الموقف المخزي والممالئ لقتلة مجرمين سيطرت على عقولهم شهوة القتل وجنون القوة ليتعاملوا مع متظاهرين عزل بهذه الدموية المفرطة والتي تجاوزت دموية نظام القذافي في مواجهته للمنتفضين ضده إبان حوادث الانتفاضة.. إذ كنا نعتقد أن مصراتة مدينة متمدنة وبحكم تنوع نسيجها الاجتماعي لا يمكن ان ينزع أهلها هذا المنزع القبلي المتخلف وتتغلب على عقولهم -مواطنين ومسؤولين- روح التعصب والانحياز الأعمى وينزلقوا هذا المنزلق الخطير بدفاعهم المستميت عن قتلة من أبنائهم ثبت وبالدليل والبرهان أنهم استخدموا عنفا مفرطا ضد متظاهرين عزل اودى بحياة العشرات، ومهما ساق هؤلاء المسؤولين والمتدخلين عبر القنوات الفضائية من أعذار لتبرير هذه الجريمة فإنهم لن يفلحوا في دحض ما نقلته الشاشات الفضية مباشرة من موقع الجريمة من قرائن تثبت ان ابناءهم ارتكبوا جريمة شنعاء ما كان ينبغي لهم (أهلهم في مصراته ومجلسها المحلي) أن يدافعوا عنها، بل كان حريا بهم إدانتها والدعوة للقبض على مرتكبيها وتقديم الاعتذار لأهالي الضحايا .
وما زاد صدمتنا هو تهديد آمر كتيبة القَتَلة في غرغور المدعو طاهر باشاغا بشن حرب على طرابلس التي استكثر عليها نجاتها من مجزرة كان يعدها لها القذافي قبل تحريرها في أغسطس 2011م وأنجاها منها احد معاونيه ، ويهدد هذا المجنون اليوم بتنفيذها وكأنه مكلفا بتحقيق ما فشل القذافي وكتائبه في تنفيذه ضد طرابلس وأهلها في تلك الفترة!! ورغم هذه الفجاجة والاستهتار الذي أبداه هذا المأفون في تصريحاته والتي تسئ لمصراته واهلها ، إلا ان مجلسها المحلي وكبار مسؤولي مجلسها العسكري لم يكلفوا أنفسهم حتى مجرد ادانة هذه التهديدات او التبرؤ منها بل نراهم ونسمعهم يرددون تهديدات فجة تنبئ عن أن حالة من جنون القوة والتسلط قد سيطرت على عقولهم جميعا، فلم يعودوا يفرقون بين الحق والباطل .
وقائد القتلة باشاغا وهو يلقي بتهديداته ووعيده ضد اهالي طرابلس المسالمين وفي حالة فقدان للسيطرة على عقله، كشف عن أمر خطير يتعلق بمشروع الدستور، إذ قال بالحرف الواحد" لن نخرج من طرابلس مهما فعلوا (...)و لن نخرج منها إلا بعد وضع دستور لليبيا"!!! هل معنى هذا أيها الطاغية الصغير أنك متخندق في طرابلس لفرض دستور محدد على الليبيين بالقوة التي تمتلكها؟ وهل بعض أهل ومسؤولي مصراته الذين وقفوا معك في جريمتك هم على توافق معك في هذا الشأن؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما هو سبب ربط وجود هذه العصابة وما يرفدها من كتائب خارجة عن الشرعية زاحفة من مصراته الى طرابلس وتعبث الآن مدينة تاجوراء، ما هو سبب ربط وجودها بطرابلس بمسالة وضع دستور للبلاد؟!! هل هناك سبب يربط وضع الدستور بوجود قوة غير شرعية لفرضه؟ نحن نعرف أن الدساتير تصيغها لجان متخصصة منتخبة أو مختارة من جهة تشريعية، وتقرها صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة، ولا توضع تحت تهديد وإرهاب الكتائب او العصابات المسلحة. هذا التصريح الذي كرره هذا المنفلت أكثر من مرة في مقابلته مع قناة ليبيا الأحرار ليل الجمعة وبعيد المجزرة بساعات، يستوجب الوقوف عنده والدعوة والعمل بشكل جاد على إخلاء طرابلس من كل التشكيلات والعصابات المسلحة التي تنصب من نفسها أدوات لفرض رؤية مموليها ورعاتها من قبائل وكتل عرقية وجهوية و أحزاب وتنظيمات دينية ، وإلا لن يكون هناك دستور يعبر عن رؤية الشعب الليبي في إدارة البلاد والخروج بها من أزمتها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة