الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحشية والبربرية ..ليست أخلاقا ً حُسينية

مروة المظفر

2013 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا ..هذا ما كان يريد الإمام الحسين تعليمه لنا ..فسيدنا الحسين قال (( ما خرجت أشرا ولابطرا ولاظالما ولامفسدا وأنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ))
أعلن الامام الحسين عليه السلام للخليقة أن دم الإنسان أشرف من البيت العتيق ، وإن كرامة الإنسان أرفع من البيت الذي وضع ببكة ، وإن حرية الإنسان أسمى من السعي بين الصفا والمروة ، وإن رمي الجبروت والطاغوت بشرر الثورة أعظم عند الله من رمي الجمرات في العقبات الثلاث .
الحسين عليه السلام لا تمثله خرقة قماش او صورة رسمها خيالنا من وصف وجهه الكريم عبر الكتب والأحاديث ..انه عليه السلام انتصار للحق انه ثورة يجب ان نتعلم منها كيف ننقذ وطننا الذي بات ينهش به الاعداء ..كيف نوقف نزف دماء العراقيين جراء التفجيرات التي تخلفها الصراعات الحزبية والفئوية ويذهب ضحيتها الشعب العراقي الجريح
من يحب الحسين وجده الرسول محمد "ص" فليُتعب نفسه ولو قليلا وليسأل عن صفاتهم الحميدة وعن خلقهم الرفيع ..عن حِلمهم مع العدو قبل الصديق ..مع الكافر قبل المؤمن ..عن طيبتهم ورقيّهم وتسامحهم ومغفرتهم للمسيء ..الحسين حينما خرج بثورته لم يكن يريد جاها أو منصبا ..ولم يُشهر سيفه بوجه من شهروا سيوفهم أمامه وامام آل بيته الا بعد ان خطب بهم خطبته الاولى والمعروفة ولم يرجعوا وخطب الثانية لإلقاء الحجة ولم يرجعوا أيضا..
قلة من الذين يدّعون حب الحسين وآل بيته الأطهار وبسبب تصرفهم غير المسؤول والذي يرفضه ديننا الحنيف ويرفضه الله سبحانه وتعالى ونبيه المصطفى أثر وسيؤثر مستقبلا أيضا على الإستثمار في محافظة البصرة بسبب حادثة ضرب الرجل البريطاني الذي يعمل في احدى الشركات الاجنبية في المحافظة..فكما أفادت مصادر في مطار البصرة أن مئات العاملين الأجانب في حقول النفط بدأوا بمغادرة العراق على خلفية ضرب سكان غاضبين مهندساً بريطانياً بتهمة اهانة "شعائر حسينية".

جهل وغضب أعمى بصيرتهم وإنجرفوا وراءه دون إدراك ووعي لعاقبة فعلتهم هذه ..فالرجل البريطاني مقيد بأوامر عليه تنفيذها بأن تكون السيارات متشابهة ولا تختلف واحدة عن الأخرى كإحتياط أمني لا أكثر وحسب شهود لم يمزق الراية الحسينية ..ولو فرضنا ذلك ..هل نحن في الغاب ؟ كيف يتم التعامل مع إنسان مثلنا حتى لو كان قد أخطأ بهذه الطريقة الوحشية البربرية ؟ لو كان سيدنا الحسين في زمننا هذا هل كان فعل فعلتكم ؟ هل كان يرضى أن يهجم عليه مع مجموعة من الناس ويضربونه بالعصي وما شابه وهو بمفرده وأعزل لا يحمل أي سلاح يدافع به عن نفسه ؟ حاشا ..حاشا ألف مرة أن يكون الحسين هكذا ..وأن تكون هذه هي تعاليمه وأخلاقه ؟ الأجدر بنا التعلم من ثورة الحسين ودراستها دراسة جيدة وبإمعان ..فلو كنّا نحب الحسين ونسير على نهجه ..لما استمر الإرهاب يقتل أبناءنا على مدى عشر سنوات ؟ لما أصابنا الصمت كل تلك السنوات على الفساد المستشري في معظم دوائر الدولة ..لقمنا بثورة نقضي بها على الخوف القابع في صدورنا طيلة أعوام والإرهاب يزحف ويمتص دماءنا كل يوم ..هؤلاء الذين ضربوا هذا الرجل البريطاني وكل من يهلل لهم دون وعي او ادراك او تفكير بعواقب الامور ..ألم يفكروا لثانية كيف ستكون العلاقات العراقية البريطانية بعد هذه الحادثة ؟ بل علاقاتنا مع معظم الدول الأخرى ..نحن ومنذ سنوات نحاول تصحيح العلاقات مع بعض الدول ونجحنا في ذلك ولكننا بكل أسف سنعود للوراء من جديد ..ألم يفكر هؤلاء كيف سيكون موقف لندن من العراق وبلدية لندن تخصص وعلى نفقتها الخاصة مكاناً تتوفر فيه التدفئة والانارة لتقام عليه الشعائر؟...الأمر المبكي أيضا ان هناك شريط فيديو يظهر فيه مسؤول الشرطة البريطانية في احدى المناطق وهو يخاطب المعزين بكل احترام ويطلب منهم الهدوء منعاً لإزعاج سكان المنطقة ووجد في هذه المناسبة فرصة لتثقيف الاطفال فبدأ يخاطبهم وينصحهم في حالة لو أصابهم مكروه فعليهم اللجوء اليه أو الى من يرتدي نفس ملابسه ..الان ماهي ردة فعل هذا (مسؤول الشرطة) اذا تم إخباره بان هنالك مواطناً بريطانياً في العراق تم التعامل معه بهذه الوحشية ؟ ..
ديننا دين حب وسلام وعطف ..فلا تشوهوه أرجوكم وتجعلوه يظهر للغرب على أنه دين ُ دماء وغضب ووحشية وعنف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متى نسمو بأخلاقنا
صباح البصري ( 2013 / 11 / 16 - 22:31 )
ان الاعتداء الذي قام به بعض الرعاع والغوغاء في البصرة على البريطاني العامل في شركة النفط لايمثل اخلاق اهل البصرة الكرام الذين يُضرب بهم المثل بسمو اخلاقهم وترحيبهم بالضيف وكرمهم وطيبة عشرتهم ، هؤلاء الرعاع من حثالات المجتمع الذين لا يعرفون للضيف حرمة ولا للاعزل حماية ولا للانسان كرامة. البعض منهم لا يعرف ما سبب الاعتداء ويشارك به كنخوة لجماعته ، ودفاعا عن الحسين الذي تم تنزيل شعاراته من مكان لا يسمح برفعها فيه لآنه شركة اجنبية وليس حسينية .
الضرر سيصيبنا نحن العراقيين اكثر مما اصاب هذا البريطاني رغم نزف دمه واهانته وضربه من قبل وحوش بشرية تتدافع مع بعضها كي تنال منه مقتلا.
متى نسمو بأخلاقنا ونعرف معنى الحب والتسامح ؟

اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تفرق تجمعا لطلبة جامعة أمستردام المتضامنين


.. عاجل| مجزرة جديدة.. شهداء وجرحى باستهداف إسرائيلي لمنزل من 3




.. تزامنا مع تجدد المعارك شمالا وجنوبا.. هل حققت إسرائيل أي من


.. الملك تشارلز الثالث يسلم إحدى رتبه العسكرية للأمير وليام




.. محامي ترمب السابق يقر بالكذب لصالحه في قضية -شراء الصمت-