الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرحمة قبل العدل يا قضاة الاسكندرية

عماد فواز

2013 / 11 / 17
حقوق الانسان


قرر قاضي الاستئناف بالاسكندرية احالة 4 فتيات من المنتميات لجماعة الاخوان المسلمين سجن النساء بالقناطر - مع السجينات الجنائيات- وذلك على خلفية محاكمتهن بتهمة "التخطيط لقلب نظام الحكم والتظاهر ضد نظام الدولة وتكدير السلم العام وزعزعة الاستقرار وتعريض ممتلكات الاخرين للخطر، ولا اقصد من هذه السطور التعليق على حكم القضاء او قرارات القضاة ولكن فقط أناشد قاضي التحقيق مع الفتيات المودعات بسجن القناطران يقرأ هذه الحكاية..

أجريت حوارا صحفيا مع فنان الشعب "حمدي احمد" منذ سنوات، وخلال الحوار قال لي.. اشتركت فى مظاهرة عام 1949 ضد الملك فاروق.. واثناء المظاهرة قبض علىً.. في عز عنفوان الملك، فدخلت بسببها المعتقل، وأحالوني إلى معتقل الزيتون، وكان بيحقق معي قاضي اسمه “أبو شنيفة”، وأنا ليس لي أحد في القاهرة، أسرتي في سوهاج وشقيقي مغلوب على أمره، المهم.. وقفت أمام القاضي، فسألني عن تهمتي وعن مشاركتي في المظاهرات، وأنا ما صدقت، تكلمت عن الحل الاشتراكي وعن الظلم الذي يقع فيه الشعب، وتكلمت عن مجتمع الواسطة والمحسوبية والرشوة والإقطاع، لدرجة أن المحامي وقف وأمسك بفمي ليسده.. مراهق صغير وكلى حماس وطاقة، فتحت وقولت كل ما عندي، وقولت لنفسي “هات عاليها واطيها واللى يحصل يحصل”، وفعلا سبيت في الذات الملكية والنظام والحكومة و”ماخليتش”، وقام القاضي ورفع الجلسة، ودخل على غرفة المداولة، وارسل واحضرني في الغرفة، وقال لي “اقعد بقى يا حمدي وقولي اللي قولته بره من أوله لأخره”، فقولت له كل شيء،المهم القاضي حكم علي بالبراءة، فالنيابة استأنفت، قام القاضي “جابني من قفاية” – من لياقة القميص- وحدفني قدامهم وقال لهم ” ده انا لو وديته سجن هادخله في وسط العباقرة هايملوا دماغه اكتر وهايطلع كادر شيوعي خطير جدا، ولو وديته الأحداث حسب سنه ها يطور الجريمة مع العيال اللى جوه، من فضلكم تسليمة لولى امره ده نوع من العقوبة اسمعوا الكلام”، ثم نظر إلى وقال “اطلع بره”، المهم خرجت براءة من سجن الاستئناف، اسوأ سجن خلقه ربنا، وجاء شقيقي استلمني من هناك، مع أن باقي زملائي خرجوا من أقسام أخرى، إلا أنا فقط، الوحيد الذي خرج من سجن الاستئناف نفسه، فلما جاء شقيقي لاستلامي، لأنه ولي أمري في هذا الوقت، ونحن نسير في الشارع “مروحين” انا لم يهمني سجن، ولا محكمة ولا أي شيء، كل ما همني هو أني كيف سوف أقابل والدي؟، كنت بترعب منه، وكان ” رحمة الله عليه” طول بعرض بشنبات، وكان رجل مرعب، لدرجة أنه عندما كان يأتي لزيارتنا انا وشقيقي في الشقة في القاهرة، وأفوت أمامه فقط في الصالة ذاهب لكي اشرب او شيء، وأفوت فقط من أمامه كان ينظر لي بحده “ويظغر” ويقول ” اقعد في حته واحده بس يا ابن 30 كلب”، كنت “اتمسمر” في مطرحي، كان اكتر من وزير الداخلية عندي.. وكان عقوبتى بإنى اروح البيت اشد عندي من حكم السجن.

ونجح حمدي احمد واصبح فنانا ومثقفا وسياسيا محنكا..ونفع المجتمع بفضل حكمة القاضي "ابو شنيفه" ورحمته وعدله.

لذا اناشد المستشار الجليل " قاضي التحقيق" أن يفرج عن الفتيات الصغيرات حفاظا على مستقبلهن.. فلا ارى عارا اكبر واشد من حبس الفتيات المتظاهرات.. خاصة وان كانوا فتيات مغرر بهن ويلهن ويلين.. فارحموهن أنتم ولا تكونوا كذويهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في