الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-هذا ليس مقتطفا من جمهورية أفلاطون و لا مدينة الفارابي الفاضلة-

عبد العالي كركوب

2013 / 11 / 17
كتابات ساخرة


"هذا ليس مقتطفا من جمهورية أفلاطون
و لا مدينة الفارابي الفاضلة"

استيقظت في الصباح، غمرني إحساس غريب، فرحة في قـلبي و ابتسامة على وجهي، استغربت لهذا الوضع، لأنني حقيقة لا أستفيق هكذا. ذهبت لغسل وجهي، تناولت وجبة الفطور، و خرجت كعادتي للتدخين في أحد الدكاكين القريبة من المنزل، طلبت من صاحب الدكان سيجارتين من نوع جيد و قنينة مشروب غازي صغيرة، أشعلت السيجارة الأولى في هذا الصباح التي نظن نحن المدخنون أنها تفتح العينين، و بعد انتهائي منها بقليل أشعلت الثانية، قمت لأداء أجر ما أخذته والذي يقدر حسب عادتي بستة دراهم، فوضعت النقود على طاولة و أدرت جسدي للانصراف، لكن صاحب الدكان طلب مني الانتظار قصد إرجاع "الصرف"، شرحت له بأني أخذت سيجارتين ثمن الواحدة درهمين، و المشروب ثمنه درهمين و بالتالي فالمجموع هو ستة، لكنه لم يكترث لما قـلت و أرجع لي ثلاثة دراهم. عدت إلى المنزل قصد تغيير ملابسي، ركبت دراجتي النارية و غادرت في اتجاهي إلى المقهى كعادتي، زادت غرابتي لما تراه عيناي، شوارع نظيفة، أناس يمشون بتثاقل، فرح يرسم على وجوههم، توقفت عند بائع السجائر لأشتري علبة، طلبت منه إعطائي واحدة من النوع المعتاد التي تقدر حسب علمي ب 32 درهما، أتاني بها، فأعطيته ورقة مالية بقيمة 50 درهما، فأرجع لي 30، فقلت له بكل استغراب: يجب أن تعيد لي 18 درهما فقط، أخبرني بأنه لم يخطئ و أن ثمن العلبة هو 20 درهما.
يا إلهي! ما الذي يحدث؟ ماذا وقع؟
تابعت سيري إلى المقهى، بعد وصولي طلبت قهوة سوداء مع وضع بعض قطرات الليمون لإزالة الصداع الذي في رأسي، فتحت حاسوبي الصغير لأتصفح أخبار اليوم الوطنية و الدولية، فوجدتها تتحدث عن أشياء لا علم لي بها إلا في الحلم، و مفاهيم أجهل تحققها في الواقع، على المستوى الوطني: مؤشرات اقتصادية جيدة، وضع اجتماعي متميز، تأميم القطاعات الخاصة، تقنين الأجور و الرفع منها، تحسن الوضع الصحي و التعليمي ... على المستوى الدولي: علاقة جيدة بين إسرائيل و فلسطين، صورة ليهودي و مسلم قرب حائط المبكى، تعاون مشترك بين جميع دول العالم لتحقيق هدف مشترك و هو: تقديس الإنسان ...
أغلقت الحاسوب، و سرحت في أعماق ذهني محللا لهذا الوضع الراهن، لكن عقلي و منطقي كادا لا يقبلان هذا التغيير، غفوت قليلا، فجأة أحسست بشيء يلمس رأسي و وجهي، ثقل على صدري، فتحت عيناي فكانت ابنتي الصغيرة، نظرت حولي.. " أنا لست في المقهى" نعم لست في المقهى! لـكــن و الذي حدث ماذا كان؟ " إنه ليس مقتطفا من جمهورية أفلاطون و لا مدينة الفارابي الفاضلة " إنـــه حـــلـــم.. حــــلــــمــي الــــجــــمـــيــــل.
عبد العالي كركوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا


.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس




.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش