الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرصة الأكراد التاريخية

لينا سعيد موللا

2013 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



يطمح كل شعب يتمتع بخصوصية تاريخية ولغوية وثقافية بدولة تحافظ له على خصوصياته، وفي دول متعددة الأعراق واللغات والثقافات، فإن الانصهار بالدولة يكون في بانصهار هذه الشعوب ضمن مفهوم المواطنة، بحيث يكون جميع المواطنون متساوون في الحقوق والمسؤولية أمام القانون، و تحافظ مكونات هذه الدولة على خصائصها جميعاً تحت راية الدولة الموحدة وعلمها .

وكثيرة هي الدول التي بلغت أعلى درجات الرقي الاجتماعي والثقافي والعلمي، تمكن لتحقيق ذلك دون المساس بتماسكها أو بانسجامها مع تاريخها وخصوصوياتها.

ولأن العالم يتجه أكثر فأكثر إلى عولمة متعددة الأوجه، فإن الحديث عن كيان سياسي لكل مكون فيها يبدو بلا فائدة .. بل مدعاة للاقتتال والاستنزاف ورهن وجودها ومستقبلها لدول أجنبية تستغلها لأجل تمرير سياساتها .

وعندما نتطرق للشعب الكردي وهو مكون رئيسي في التركيب السوري، فإننا نهيب به أن يساهم مع بقية المكونات السورية الكثيرة في بناء دولة المواطنة، حيث يتمكن من ممارسة كل ما يفتقده تحت راية الدولة السورية التي هو منها وفيها .

وفي مثال سريع، أن أبناء المقاطعات الناطقة بالفرنسية في كل من بلجيكا وسويسرا، لم يطالبوا يوماً بالانفصال عن دولهم والالتحاق بفرنسا، لسبب جوهري وهو أنهم لم يشعروا يوماً بالحاجة لذلك، فهم مواطنون في دولهم ويعيشون حياة تتميز في بعض نواحيها عن تلك التي يتمتع بها الفرنسيين في فرنسا .

وقد كتبت في يوم قريب أن رهاننا في سوريا القادمة أن لا يشعر الأكراد أو سواهم من مكونات وطننا، بأدنى حاجة لمغادرة هذا النسيج المتنوع والرائع، وعندما أتحدث عن هذا الرهان، فأنا أقصد به جميع السوريين دون استثناء .

ستكون الخصوصيات عنصر إثراء وتميز، ولن يكون هناك شعور بالظلم أو التميز، المساواة ستكون مطلقة وتامة، ولا انتماء إلا لسوريا الأم التي تحضننا جميعاً، أم لم تعرف العنصرية يوماً لأنها جمعت وخلال تاريخها الطويل أطيافاً عدة وامتازت بأنها تشكلت من كافة ألوان الطيف .

وإذا شعر الأكراد وسواهم بالظلم من نظام جائر، فهم يشاهدون بأم أعينهم أن كافة السوريين قد ظلموا، وأن الاحتقان هو حالة عامة تدفعنا لبناء دولة تحقق أحلامنا جميعاً .

وليعلم الجميع أن سوريا حريصة على جميع أبنائها، وحزينة لهجرة أي منهم، هذا شعور أغلب أبنائها ولا يحتاج لبرهان .

لذلك أتمنى من جميع المكونات أن تسعى وبكل صدق وعفوية إلى المساهمة في دولة المواطنة، وليعلموا أن دورهم رئيسي وجوهري، وأن المستقبل يحتاج إلى لوحة جميلة نساهم جميعاً برسمها و هي بلا شك ستلاقي استحسان جميعنا، وستكون محل حسد الآخرين .

عندما أتكلم عن إرثنا الحضاري، فأنا اشير إلى أمانة ثقيلة يتوجب علينا جميعاً الحفاظ عليها، بل وتطويرها لتأخذ أبعاداً أعمق وانصهار بين جميع أبنائها، بدولة المواطنة، حيث تلتغي من قاموسنا عبارات زج بها النظام بمساعدة من الأغيار كالأقليات والأكثرية ..

سيبقى العلم السوري يجمعنا .. وسنحافظ على إرثنا الخاص الذي سيكون ملكاً لكل السوريين، وعنصر غنى كما كان منذ الأزل

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف