الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باب جهنم

ناصر تليلي

2013 / 11 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم




بعد مرور ثلاث سنوات على لحظة بدء انفجار الثورة أو الانتفاضة التونسية و ما تلاها من تداعيات على باقي البلدان العربية احتار الفتى فلان في أمر العباد و ما ألت اليه الامور و كعادته عندما يحتسي فنجان قهوته في المقهى و ينتظر أحد ما ليفرغ من قراءة جريدته ليستعيرها منه و هكذا دوليك لينوع مصادر معلوماته و يستمع لتعليقات رواد كراسي المقهى و حتى المارون منهم يلقون التحية أو خطبة عصماء عن غلاء الطماطم وهم بالعادة متشابهون في الهم و الغم متمايزون في الرؤيا و الذم و كل ينطق عن الهوى يبدأ الفتى فلان بتحليل وجهات النظر فيجد أن هناك تطابقا في المعاناة و كثير من الاختلافات حول مسؤولية الجاني حيث أن زملاء المقهى للفتى فلان في وعيهم الجمعي مقتنعون أن هناك محاولة حثيثة لقتل احلامهم التي كادت أن تصبح واقعا محققا في منتصف شهر ديسمبر2011 أثر اشعال محمد البو عزيزي شمعة جسده الذي يؤكد الجميع من رواد المقهى و المارون بأنه يشبههم.... ذاك الفتى المهمش... ذلك الفتى الذي اغتيل عديد المرات بعد استشهاده أو موته أو انتحاره.. نكل بالفتى عديد المرات لكثرة الروايات و القال و القيل فمن ناقش أنه كافر و لا يجوز اعتباره شهيدا و من قال انه كلوشار سكير و ان من اشعل الثورة هي البوليسية فادية التي صفعته و ... و ... و في المحصلة ضاع الفتى و ضاعت الثورة حيث ظهر الى السطح ابطال ميامين لا على البال و لا على الخاطر منهم الجلاد و منهم السجان و منهم السمسار و منهم المحتار و أخيرا الشيخ المختار و المتفر نس القهار ..........
تذكر أحد الكهول في الزاوية المطلة صوب البحر انه بكى فرحا كما لم يبكي أحد حين صدحت وسائل الاعلام المشبوهة و غير المشبوهة عن خبر هروب الديكتاتور و التفت صوب الفتى فلان ....ماذا جرى يا فلان ..لما نحن ما نزال نراوح مكاننا .. من هؤلاء الذين يطلون علينا في التلفزيونات يوميا و كأنهم من كوكب أخر ...لقد مر ثلاث سنوات ثلاث سنوات يا ألهي لم يتحقق شيئا مما أملنا به حين هروب الديكتاتور لم يتغير شيئا لم يتغير النظام لماذا الفساد ما زال موجودا لماذا ما زلنا نهدر ربع اعمارنا نركض من ادارة الى ادارة لمعاملة سخيفة ما الذي يحصل لما سياسة التجويع تدق ابوابنا بقوة الم يستشهد شبابنا لكي نغير النظام ....تكلم يا فتى قل لي ماذا يحدث..
كان الفتى فلان يستمع بانتباه شديد و عند انتهاء الكهل من كلامه تكلم الفتى فلان موجها كلامه للجميع ...عمي الحاج محق بكلامه ..النظام لم يتغير و لكن أؤكد لكم أن باب جهنم قد فتحت على النظام لان الشعب التونسي قد تغير ......... التمعت عيون الناس و اهتزت الارض قليلا و بدأت بعض الحجارة و أتربة مصحوبة بالغبار تتساقط من أسقف بعض القصور و أروقة بعض الادارات الفخمة و الباذخة و من فيها يرتجف من شدة الفشل ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستغريك بزيارتها.. تعرّف على مضايق النرويج الخلابة | يوروماكس


.. أمريكا تواصل الضغط على تركيا بسبب حماس فإلى أي مدى يصغى أردو




.. فريكة شامية بالدجاج شغل أبوراتب من الشيف عمر Chef OMAR


.. المشروب الرسمي في فصل الشتاء




.. الجيش الإسرائيلي: الطيران الحربي قصف أهدافا تابعة لحزب الله