الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق إلى العالم الجديد

فاتن واصل

2013 / 11 / 18
الادب والفن


الوقت اقترب من الغروب ، وتوارت الشمس خلف الجبل ،وأنا لا أريد ان ينتهي اليوم فقد إختطفته من قبضة الزمان بصعوبة، عملي المكثف مؤخرا وتراكم المشاكل والارهاق الشديد كلها عوامل دفعتنى لكي أقتنص يوما من رصيد إجازاتي الذى لا أظن اني سوف اعيش حتى أستنفذه ، سافرت وحيدة الى العين السخنة لأجلس أمام صفحة البحر الزرقاء فى أحد المطاعم التى تقدم الأسماك ، أراقب السفن البعيدة فى تسللها الهادئ عند التقاء خط الأفق مع المياه الزرقاء ، وأنصت لصوت الصمت وتلاطم المياه فوق الصخور ورفرفة الطيور وكركرة بعض اليخوت فى الميناء المتاخم للمطعم .
شعور الاسترخاء أزاح الكثير من الهموم، ولكن كاد أن ينسيني أني حتما يجب ان أبدأ رحلتي إلى القاهرة حتى لا يتأخر بي الوقت وخاصة أني سوف أقود السيارة منفردة ولم تعد الطرق آمنة كسابق عهدها. أخيرا نهضت ، ألقيت نظرة أخيرة على الأفق الرحب ، ثم تحركت.
سلكت الطريق الملتوي كالثعبان المحاذي للبحر والملتف حول الجبل والذي عندما إنتهى ، مسحت ببصري الأفق الذى سوف أدير له ظهري بعد عدة دقائق متجهة لليسار حيث أول الطريق السريع الى القاهرة.
بعد إجتياز البوابات أطلقت العنان للسيارة وأدرت جهاز تشغيل الاسطوانات ، سيمفونية العالم الجديد "لديفورجاك " التى اعشقها، فهي تلهمني ، وتملأني بالحماسة والتوقع والتفاؤل، بالاضافة الى أني أريد أن أظل يقظة طوال الطريق حيث تبدأ سيارات النقل رحلاتها من بعد الغروب وحتى الفجر، وهذه النوعية من السيارات الضخمة سائقيها عادة ما يتعاطون المخدرات ومزاحهم ثقيل.
أرخى الليل سدُلــَه ـ كما يقول الشاعر ـ تدريجيا ولم اعد أتبين سوى أسفلت الطريق والعلامات الارشادية والكيلومترية التى تظهر متعاقبة بفضل سقوط ضوء السيارة عليها وكانها تنبثق من الأرض ثم تندفع مسرعة للخلف، تركت الزجاج مفتوحا فلفحت وجهي نسمات الليل الباردة المنعشة، التي استدعت بدورها ذكريات رحلات مماثلة مع الأصدقاء يوم أن كانت حياتي تمتلئ بهم.
كانت أضواء السيارات القادمة من الاتجاه المضاد قد تباعدت ثم إختفت أضواؤها بسبب الاتساع التدريجي للجزيرة الوسطية الصحراوية ، ومع الإظلام الثقيل والبرودة الخفيفة سرت بجسدي قشعريرة وانتابتني رهبة لبعض الوقت ، صرفتها بأن ضغطت على مؤشر الصوت لأرفعه أكثر مع بداية الحركة الرابعة من السيمفونية ، ومع قوة الايقاع التى تميِّز هذه الحركة بدأت أنفعل مع الموسيقى بشدة ، وأغني اللحن وألوح بيدي في الهواء كما لو كنت المايسترو شخصيا ، فأنا أحفظ اللحن من تكرار سماعي له ، أنساني هذا لدقائق شعوري بالخوف .. وبَّخت نفسي لأني لم أصطحب أحدا معي إلى هذا المكان الرائع.

فى الحقيقة كنت أحتاج لأن أخلو إلى نفسي فانا اواجه العديد من الأمور المُحبـِطة فى الفترة الأخيرة ولا أجد صديقا عاقلا أتحدث إليه، كما أني أصبحت لا أجد فى نفسي الرغبة فى الحديث بالذات عما يزعجني أو يحزنني، فلدى كل إنسان ما يكفيه من أعباء والكل غارقٌ فى خضم مشاكلِه حد العنق، لم يعد هناك من له القدرة على الإنصات، كما أن ثرثرة الناس باتت تزعجني فقررت الهروب من كل شيئ ، العمل ، الناس ، الزحام ، الغبار، الضوضاء وأخبار السياسة.

خفضت صوت الموسيقى لشكـِّي أني سمعت صوتا غريبا يشبه طنين النحل مر بجوار أذني، للحظة تصورت أن الاسطوانة المدمجة خُدِشَت من كثرة الاستعمال، أو أن هناك حشرة دخلت من شباك السيارة المفتوح، أدرت مفتاح ضوء الصالون وسحبت الاسطوانة تفحصتها فوجدتها سليمة فأعدتها لمكانها ، وفتحت نافذتي السيارة الأماميتين تماما لكي تخرج إذا كانت هناك حشرة .. ثم لم ألحظ شيئا فأغلقت النوافذ وأغلقت مفتاح الضوء.. وعدت للموسيقى من جديد.
ومض جسم صغير أمام زجاج السيارة ففكرت أنها إحدى السيارات المقابلة لكن أفقت أني فى نقطة على الطريق حيث الجزيرة الوسطى عريضة ولم يكن هذا ضوء سيارة قادمة !!
تجاهلت الصوت وتجاهلت الضوء إلى أن ومض مرة أخرى مصحوبا بصوت الطنين ، هنا شعرت بالقلق وبأن الاثنان مرتبطان وأكيد هناك شيئا غريبا يحدث فى المنطقة ، همست لنفسي :

- ممكن تكون تجارب للجيش ..!! الطريق ده مليان مناطق عسكرية.

تكرر الأمر ولم تعد مجرد ومضة بل ظهر فى الأفق حلقات من الضوء الأحمر تتعاقب بانتظام وبات الطريق بما عليه من مركبات وكأنه يخترق تلك الحلقات، ثم ظهر فجأة ضوء مبهر استمر لثواني فى مركز هذه الحلقات ونهاية الطريق والسيارة متجهة نحوه مسرعة دون إرادة مني، كان ساطعا لدرجة انه أفقدني البصر لحظيا ، صرخت وأفقت فضغطت على المكابح تلقائيا لتصوري أن هذا الضوء يقترب وانه سوف يحطم الزجاج.
عاد كل شئ كما كان واختفت الحلقات والضوء والأصوات ، أسرعت رغم علمي أن السرعة على هذا الطريق مراقبة بالرادار، ولكن الخوف دفعني لأن أسرع حتى أصل لمشارف القاهرة حيث الضوضاء والزحام والبشر والمؤانسة.
إرتطم شيئ بالسيارة خمنت أنه جسم لدن، وتصورت أني صدمت ثعلبا أو شيئا من هذا القبيل، إرتبكت بشدة وتسارعت دقات قلبي وإذا بظل أسود ضخم يظهر ويقف على البعد فاتحا ساقيه الطويلتين أمام السيارة، لوهلة شككت انه أحد الكباري الجديدة تحت الانشاء والتى لم ألحظها فى طريق ذهابي للعين السخنة هذا الصباح، فقد كانت هناك أضواء تومض ، تضئ ثم تنطفئ على هذين الساقين المغلفين بغطاء من المعدن الفضي، ومع إقترابي تبينت أنهما عمودان فضيان أسطوانيان بضخامة، يسافران الى أعلي ولا يمكن إدراك النهايات بالعين أما الظل الثقيل الأسود فلا زال بعيدا شاخصا ونحن المسافرين على الطريق جميعا داخل سياراتنا متجهين نحوه.
إعتبرت أني محظوظة حين ولجت من بين العمودين الفضيين فقد كانت هناك سيارات تتصادم وتخرج من الطريق حيث الصحراء المظلمة، وتبدو أضواء السيارات الحمراء داخل الصحراء كعيون شيطانية متناثرة هنا وهناك..من شدة خوفي لم أكن أرغب فى معرفة ماهية ما يحدث فانا من المؤمنين بالقول الشهير "الفضول قتل القطة " ، فلم أكن أنوي الوقوف لكي أتبين ما الذى حدث وخصوصا أنه قد مضى الكثير من الوقت الذى لا أستطيع أن أقدره .. همست لنفسي :
- لماذا الخوف ؟ اللعنة على أساطير الآباء والأجداد، زرعت بداخلنا خوف من أوهام لا مبرر لها، الصحراء الخالية والوحوش التى ينسجها خيالنا بسبب خوفنا من الظلام .. وإرتباط كل هذا بخرافات ومجهول هو عدو متربص دوما.


تباطأت السيارة فجأة دون أى إرادة مني، ثم أخذت ترتفع عن الأرض بهدوء وببطئ ثم توقفت تماما وأصدرت صوتا وكأنها تستعد للانطلاق ، ثم بدات فى الصعود بسرعة جنونية وانا فى حالة من الذهول والرعب .. خارت اعصابي تماما وتركت المُقــَوِّد، بدأت السيارة تدور فى الفضاء حول نفسها وأنا اخشى لحظة السقوط فوضعت ذراعيَّ على رأسي لأخبئها فى حال إصدمت السيارة بالارض مجددا وإنكمشت ساقاي على جسدي تاركة دواسة الوقود ، لكن السيارة لم تسقط بل ظلت تدور دورات واسعة كمركبة فضاء ضاعت خارج الغلاف الجوي.

حين طالت المدة ولم يحدث إرتطام بالأرض، رفعت ذراعاي لأتبين أين أنا، فلقد أصبحت لا أشعر بجسدي أو وزنه ، بات خفيفا كريشة ، وحتى السيارة لم يعد لها وزن فهي الأخرى تلف فى دوائر واسعة من الضياع فى فراغ مظلم لا حدود له.. لا أعرف ما الذى حدث وهل أنا وحدي او هناك آخرون غيرى !!
لم أعد ادرك كم مر من الوقت ، بدأت أتساءل هل أنا مُتّ الآن ؟ هل هذا هو الموت ؟ خواء وإنعدام وزن وضياع ثم لا شئ ؟ وما الفرق بين الموت الذي عرفه الناس والذي يتصورون أن يليه بعث من جديد وبين ما أنا فيه الآن فالصلة مقطوعة بيني وبين أيا من كان، من الجائز أن هذا هو البعث.. ولكن أين النار والجنة والمستقبلين ؟ واين من ماتوا معي في نفس اللحظة وأين من ماتوا قبلي ؟ أين أمي وأبي ، ما هذا الخواء ؟ ألا يوجد من يصحبني إلى حيث سأقيم للأبد ؟ لا ملائكة ولا شياطين ولا جنة ولا نار ولا صراط مستقيم ، مؤكد هذا ليس الموت .. كنت خائفة الى أقصى درجة وحلقي شديد الجفاف والعطش يتلف ما تبقى لديَّ من أعصاب .. لمحت ضوءً أبيضا فى إحدى دورات السيارة ضوء مخنوق وكأن ضبابا يلفه ، لكن لم أعرف مصدره فالسيارة تدور ولم أكن ألمحه فى كل دورة ، إذ أنها كانت تدور كما لو كانت تلف حبلا حول كرة أى أنها لا تدور فى نفس المسار مع كل لفة.
إقتربت السيارة من مصدر الضوء، وتبينت أخيرا بوابة ضخمة ينبثق منها الضوء الضبابي وسط هوَّة عتمة سحيقة. أمام تلك البوابة مباشرة توقفت السيارة على سطح أفقي أخيرا.. فلم يسعني سوى أن أفتح الباب وأخرج مسرعة وانا أتنفس الصعداء أن اخيرا سكنت الحركة ولكن لازلت خائفة وترتعد كل فرائصي ويتدفق عرق غزيز من جبهتي وتلف ساقاي إحداها حول الأخرى.
سرت متجه نحو الضوء الذى يغلفه ضباب ثقيل لدرجة تمنع رؤيتي لما وراء البوابة، فمددت يدي أمامي خوفا من ان أصطدم بشيئ، صوت الطنين بدأ يصدر مرة أخرى ولكن كأنه يصدر من إجسام متعددة ، وتمر كلها بجوار أذنيَّ متتابعة بسرعة مذهلة إلى ان أصبحوا صوتا واحدا مرتفعا إلى درجة أني جثوت على ركبتي محيطة أذنيَّ ورأسي بذراعي.. ثم توقف تماما وعاد الصمت المطبق مرة أخرى. تساءلت وسالت دموعي :

- أين انا ؟

- هل انا تهت وضاع مني الطريق ؟ ما الخطأ الذ إرتكبته أثناء قيادتي للسيارة، لقد كنت أتبع العلامات الإرشادية جيدا ومصباح السيارة مضاء وأرى الدرب بوضوح ولم أحِد عنه مطلقا فى أي لحظة، ما الخطأ إذن !! لقد كنت ملتزمة بالسرعات المقررة .. كيف أصل إلى هنا مع أنني لم أرتكب أي خطأ..!!


كان الجو المحيط بي يزداد غموضا وبرودة كلما تعمقت بخطواتي داخل المكان، نظرت خلفي أتأكد ان البوابة لا تزال مفتوحة حتى أستطيع ان أهرب فى أي لحظة لو تعرضت لهجوم غير متوقع ، لكن للأسف لم أستطع تبين مكانها وغطاها الضباب الكثيف فلم اعرف إن كانت قد أغلِقــَت أم ضاعت أم انها لم تتواجد من الأصل على الاطلاق أو ربما كانت مجرد وهم في رأسي أو أمنية.
رفعت ياقة الجاكيت على أذني لأحتمي من البرد، استسلمت وسرت أتعرف على المكان الذى وجدت نفسي فيه والذى لازلت أراجع مع نفسي كل الطريق منذ بداية رحلتي إلى أن وصلت إليه حتى أتبين متى حدث الخطأ بالضبط ، لكن لم أستطع التذكر.
إصطدمت ساقي بشيئ كدت بسببه ان أنكفئ على وجهي وآلمتني ساقي بشدة ، إنحنيت لأدلكها ووضعت يدي على الشئ الذي تسبب فى تعثري وقربت وجهي منه وأخرجت زفيرا عميقا على سطحه لأزيح الضباب قليلا، فوجدته مجسما ذهبيا لآلة الجيتار ، فتحسست باقي المجسم بيدي فوجدته تمثالا لشاب يضع جيتاره على الأرض، بصعوبة تبينت ملامحه ، لم أشعر بغربة نحو هذا الوجه بل أحسست أنه ربما يكون تمثال لشاب إلتقيت به من قبل.. ولكن أين !! لا اتذكر.

سمعت سعالا تلاه صوت سيدة نادت علي، توجهت نحو مصدر الصوت ببطئ وحذر ، وإذا بها أمي فارتعبت ، فأمي توفيت منذ مدة طويلة ومستحيل أن تكون هي نفسها ، مؤكد تشابه فقط ، لاحظت السيدة خوفي فقالت بحزن:
- لا تخافي ، فخوفك يقف حائلا بينك وبيني .
رددت بصوت خافت متسائلة :
- من أنتِ ؟
- أنا أمك .
- يعني أنا ميتة الآن ؟
- ليس لدي إجابة.
ورددت كلماتها الشهيرة :
- عاوزة تعرفي، إفتحي الكتاب وإقرأي.
- كتاب !! كتاب إيه دلوقتي يا أمي ؟ أجيب منين كتاب ؟ هو أنا عارفة أنا فين علشان أجيب كتاب وأقرأ ؟ يا أمي انا تهت.. ومش عارفة أنا فين .. وانتي تقولي لي كتاب !!
أخيرا ظهر وجهها ، وتبينت ملامحها الحبيبة ولكنها كانت تحتفظ فقط بما تميزت به هذه الملامح ، نظرة عتاب فى عينيها لم تتغير منذ أن وعيت.. أنفها الدقيق وأسنانها الكبيرة نسبيا والتي كانت تظهر مع إبتسامتها التى لم تبخل بها أبدا وحتى هذه اللحظة ، إبتَـسَمَت وقالت :
- ميت مرة أقولك ، المعلومات مش ممكن تثبت فى مخك طالما وصلتك بسهولة ، دوري عليها ولما تلاقيها مش ممكن تضيع منك تاني أبدا .
- يا أُمُي هو أنا داخلة إمتحان ؟ أنا عاوزة ......
وهنا قاطعتني بحدة وبصوت مرتفع للغاية وقالت :
- أيوة إمتحان.
ثم إختفت .. صرخت فزعا من حدة صوتها وأيضا لإختفاءها المفاجئ كما اختفى معها أملي فى الحصول على مساعدة.. ناديت والدموع تتفجر من عيوني وشعور عارم بألم الفقد للمرة الثانية :
- ماما ..!!
سمعت رجع الصدى لصوتي ، إنتابني اليأس أحسست اني وحدي فى هذا المكان الموحش الغريب وإزداد شعوري بالعطش، أما الضباب فعلى غير توقع بدأ ينقشع قليلا بحيث تبينت المقعد الذى كانت تجلس عليه أمُي خاويا ما عدا من نظارتها ، حدثت نفسي ماذا ستفعل يا ترى بدون نظارتها ..!! لقد كانت تعشق القراءة والان لن تستطيع ان تمارس هوايتها بدون النظارات . توجهت نحو المقعد ومددت يدي لأحتفظ بها ولكن قبضت على خواء فلقد اختفت النظارات. فى تلك اللحظة تبينت كفاي بوضوح إحداهما قد شاخت وجفت وتجعد جلدها تماما كعجوز فى التسعين ، والكف الثانية كانت لشابة فى مقتبل العمر، ناعمة لينة كقطعة نحت جميلة، ، تساءلت :
- ماذا لو ان هذا هو حال جسدي بالكامل وليس كفي فحسب ..!!

لم أفهم ما هذا العالم الجنوني الذى دخلت فيه لكن ومع ذلك داخلني شعور أن كل هذا شئ مؤقت ولن يستمر ومؤكد سينتهي عما قريب.
سمعت وقع خافت لخطوات شخص يعدو بالقرب مني ثم إبتعد،إنتفض جسدي لأني شعرت باندفاع الهواء بسبب عدوِهِ بجواري دون أن أراه فالضباب لم ينقشع تماما بعد، تلاه وقع أقدام لعدد كبير من الناس، يبدو أنهم يرتدون أحذية ثقيلة، تضرب الأرض بقوة وانتظام ولا أراهم أيضا، وعلى عكس خطوات العدّاء فخطواتهم تقترب نحوي يعزفون على آلات نحاسية لحنا أعرفه، ولكن عزفهم صاخب لدرجة لا تحتمل وفيه الكثير من النشاز، شممت رائحة غبار وبارود، حاولت ان أبتعد قليلا عن الصوت حيث أنه على مايبدو عددهم كبير وخشيت أن يسحقوني تحت أقدامهم.
سرت متقدمة نحو الضوء والضباب ينقشع رويدا رويدا إلى أن وجدت نفسي فى سرادق من هذا النوع الذى يستخدم لمراسم العزاء والضوء المبهر يعلو كرسي ضخم مذهب كالذي يجلس عليه المقرئ فارغ لا يجلس عليه أحد، صوت الفرقة النحاسية لازال يأتيني من بعيد، نعم إتضح اللحن الآن ، إنهم يعزفون أغنية شعبية لمطرب أعرفه جيدا لكن لا يحضرني إسمه الآن ، إنهم يعزفون أغنيته الشهيرة " فى إيديا المسامير .. وفى قلبي المسامير " بإيقاع يشبه إيقاع الأغاني الوطنية كما أنهم يغنونها بطريقة فناني الأوبرا، إذ تبرز الأصوات السوبرانو والتينور وغيرها من الأصوات لكن كانت هناك ضحكة رقيعة بصوت رنان تقطع كل الأصوات وتطغى عليها دون خجل أكدت لي أني سوف أفقد عقلي إن لم أخرج فورا من هذا المكان المجنون .. لابد ان أجد البوابة حيث تقف سيارتي ، يجب أن أهرب حتى ولو بلا هدف .. للضياع فى الفضاء الواسع.

حين أوشكت على ترك المكان والسير الى حيث جئت وكلي رجاء أن أجد البوابة لأخرج .. ظهر رجل قصير لدرجة ملحوظة، بلا وجه ، رأسه خالي من الملامح وجمجمته مدببة قليلا وتشبه البيضة، بشرته رمادية تميل للأزرق، يحمل عصا على كتفه ويعلق فيها حقيبة شفافة يوجد بها وجوه كثيرة يتداخل بعضها ببعض كما لو كانت مصنوعة من العجين، تقدم نحو الكرسي المذهب وقفز على درجة خشبية أسفله ترتفع عن الأرض بحوالى النصف متر ثم وضع عصاته المعلق بها حقيبة الوجوه على الأرض وكأنه يغرس وتدا، وتعلق بها وتسلقها إلى ان وصل إلى قاعدة الكرسي وجلس عليه، صار شكله غريبا فقدماه لا تصل إلى الأرض، ولا وجه له، إلتقط الحقيبة الشفافة وفتحها وظل يقلب فيها إلى أن إستقرت يده على أحد الوجوه فسحبه من الحقيبة ووضعه على الوجه الخالي من الملامح، فإذا به وجه رجل كبير العمر ذو لحية وشارب أشيبين، وبمجرد ان إلتصق القناع بالوجه الخالي رفع يده مشيرا نحوي وأصدر صوتا كالفحيح !! وبدأت عيناه تلمعان ببريق كبريق الماس، فارتعبت من هذا الشئ الذى راقبته منذ لحظة ظهوره إلى ان جلس على الكرسي.. ولا أعرف لماذا يشير نحوي ، حين استدرت لأفر هاربة صرخ صرخة عظيمة مرعبة ظل صداها يتردد لمدة تزيد عن المعتاد ، كدت أن يغشي علي من فرط الرعب ، وتسمرت قدماي فى الأرض وفشلت فى الهروب، فساقاي لا تقويان على الحركة.
إستدرت لأواجهه وقلت بصوت مرتعش :

- من أنت ؟
رد بصوته الغريب :
- أنا جدك الطيب
أنكرت بغضب قائلة:
- لست جدي ولا حتى تشبهه .. وقد رأيت وجهك الخالي من الملامح قبل أن ترتدي القناع ..ثم ان جدي مات منذ زمن طويل.
رد بهدوء ولمعت الماستان وعكستا ضوء المكان :
- جدك فى العالم الافتراضي .. هذا دوري ويجب أن تتكيفي مع هذا الوضع.
سألته بحزن :
- إذن هذه السيدة لم تكن أمي ..!! هي مجرد سيدة تقوم بدور مقدر لها ؟
أومأ برأسه بالايجاب وقال :
- نعم .. ليست أمك.
رددت بلهفة :
- لكنها حدثتني بكلمات كانت لأمي أثناء حياتها.
ضحك ضحكة رقيعة كالتى كانت تصدر أثناء الأغنية الشعبية وقال :
- إنه دور مكتوب وهي فقط تؤديه بإتقان.

لم يكن مني إلا أن سالت دموع حارقة من مآقي، فقد تعلقت بأمل ان أراها مجددا قبل أن أغادر.. لكن للأسف ، أيقظني هذا المسخ على حقيقة لم أكن أتوقعها.
نظرت حولي باحثة عن البوابة فنادى علي وكأنه قرأ أفكاري وعرف عما أبحث ثم قال :

- ليس مقدرا ان تخرجي الآن.. هناك دورا عليكي القيام به .
نظرت له نظرة استنكار وتساءلت :
- دور ؟ دور إيه ؟ أنا لن أبقى ولا دقيقة ، انا لي بيت وزوج وعمل وحياة كاملة يجب ان أعود إليها.
فقاطعني قائلا :
- ليس مقدرا .
- ليس مقدرا
- ليس مقدرا
تلفت بحثا عن البوابة اللعينة، لا أراها رغم إنقشاع الضباب بالكامل وإتضاح الرؤية تماما ، صمتت الموسيقى، واختفى العدّاء وذوي الأحذية الثقيلة ... أغمضت عينيَّ حتى لا أرى هذا المكان الموحش، وجثوت على ركبتي فوق الأرض يأسا وقد أُنُهِكَت قواي تماما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قطعه موسيقية
منتظر البغدادي ( 2013 / 11 / 18 - 18:00 )
تحياتي للاستاذه والرفيقة الصديقة فاتن
تنقلت في قصتك هذه كما يتنقل الانسان ببساتين ورد ملونه كلما مشى قليلا بخطواته البطيئه شاهد ورده مختلفه يجذبها نوعها ولونها ... قصه جميله جدا امتعتني جدا جعلتني منشد لقراءتها حتى اني كنت اسمع زفرات بطلتك وهي تضغط مكابح سيارتها خائفة ويديها ترتعشان واقدامها متشجنه من الخوف وكنت ارى ولست أقرأ فقط كيف تقلب كفيها مندهشه من اختلافهما حين وصلت لمقطوعه مشاهدتها واستغرابها لكفيها احداهما شاخت والاخرى نظرة شابه متألقه كنت اخرجها كفلم سينمائي قصير بمخيلتي انا وكان فلم رائع وجذاب جدا .. ورغم قراءتي لها كقصه تشابهت بنظري من حيث محتواها كالقصص ذات الطرح النقدي القصص التي نصفهن بالمدروسه فهي تطرقت لنقد الخيالات الفارغه التي تسيطر على عقليه مجتمعاتنا الشرقية .. اسلوب رشيق وساحر يشد بعضه بعضاً . وبالنهاية اتطلع لقراءة المزيد دائما منك . تحياتي واحترامي


2 - الاستاذ منتظر البغدادي الصديق العزيز
فاتن واصل ( 2013 / 11 / 18 - 18:19 )
لمرورك وقع خاص ، فأنت قارئ غير عادي تقرأ ما بين السطور وتحلل ونقدك لا يُستهان به. سعدت بأن جذبت إنتباهك مخاوف البطلة لدرجة أن تحولت إلى مشاهد سينمائية ، حكايات الجدود والأمهات التى سيطروا بها على مخيلتنا ونحن أطفال ، بهدف ردع شقاوة طفولتنا وما كانوا يلجأون إليه من حيَّل لإقناعنا بعدم الذهاب هنا أو هناك فى غفلة منهم على سبيل المثال، هذا بالاضافة لما حشرته فى أدمغتنا الأديان بالزخم اللانهائي من القصص الخرافية ، كل هذا يترك أثره وبصماته على عقولنا ونحن بعد صغار ويبقى فى عقلنا الباطن ، إلى أن يأتي يوم فيخرج رغما عنا. لا أخفيك انه تحول عندي إلى طاقة تعبيرية وللمصادفة نالت إستحسان قارئ فى مثل رقي ثقافتك.
شكرا على المرور والتعليق. تحياتي وتقديرى


3 - اسلوبكِ مشوق عزيزتي فاتن
فؤاده العراقيه ( 2013 / 11 / 18 - 19:37 )
الأسلوب مشوق للغاية وافق واسع الخيال وكذلك يشد القارىء كلما توغل بالقراءة ومع الشد متعة اكيد
اكثر ما اعجبتني جملة ( لا تخافي ، فخوفك يقف حائلا بينك وبيني) وميت مرة أقولك ، المعلومات مش ممكن تثبت فى مخك طالما وصلتك بسهولة ، دوري عليها ولما تلاقيها مش ممكن تضيع منك تاني أبدا) رائعة انتِ عزيزتي فاتن ولكني اقولها بصراحة لم اتوصل للغاية المنشودة في نهايتها, ربما لأنني مرهقة من قلة النوم والنهار صار في آخره , أو ان احاطتكِ لها بهالة الغموض تلك كان مقصودا ؟ لا ادري


4 - مبدعـــه
حامد حمودي عباس ( 2013 / 11 / 18 - 20:09 )

حقا لقد شعرت بالتعب ، وأنا أجري وراء سيارتك لاكتشف ما بها من أسرار .. وحقا كنت بارعة في الوصف .. كتبت أنا مرة بأنني أجد في وحدتي الكثير من الشعور بالراحة ، حين يتفرغ خيالي ويمنحني فرصة الاختلاء مع ذاتي التي تبدو في كثير من الاحيان عاشقة للتواصل مع اشخاص تصنعهم هي ، من غير اولئك الذين يلقي بهم علي ، ومن حولي ، واقع ثقيل الحضور ، واتذكر بانك دفعتني لمغادرة تلك الوحدة ، قائلة لي بان العيش مع الاخرين ، من شأنه أن يشحذ الروح لاطلاق العنان للخيال بان يتفنن فيما يرسم .
وحدتك وانت في السيارة ، وانت تتنسمين هواء الليل البارد ، الخوف المشبع بأمل الوصول الى اضواء تعيد لك الاحساس بالأمان .. كل تلك المشاعر عشتها أنا حين كنت اجوب الصحراء ضمن واجبات عملي الميداني .. وأصدقك القول بانني احسست برغبة جامحة ، وانا اقرأ تفاصيل سفرك الجميل ، لأن القي بجسدي في المقعد الخلفي لسيارتك ، لكي اتابع معك مشوارك
السحري الرائع
حقا .. انت مبدعة .


5 - الصديقة الكاتبة المحترمة فؤادة العراقية
فاتن واصل ( 2013 / 11 / 18 - 20:57 )
كل ما أتمناه فى وجود كاتبة رائعة مثلك هو ان أسنجح فى جذب إنتباهها وهذا ما أسعدني اني استطعت تحقيق هذا ، ولك انت وحدك هذا السر ، أنا لم أحاول قط ان أحيط القصة بهالة من الغموض ، إنما الحياة هي الغامضة ووجودنا هو الأكثر غموضا ، وكل منا فى رحلته تائه فى دنياه لا يعرف متى تنتهي متاعبه والى متى سيظل باحثا عن الحقائق ، لذا أنت لست مرهقةً كل المسألة أن وصف حيوات البشر ليس بالرحلة السهلة، والتى قد تبدأ والانسان على يقين بغايته ثم وبطريقة ما يجد نفسه حيث لم يكن أبدا يحلم او يرغب ولا فى أشد كوابيسه ضراوة.
سعدت أن نالت رضاكِ . تحياتي وتقديرى.


6 - فاتن التي تفوقت علي داروين
محمد البدري ( 2013 / 11 / 18 - 21:01 )
قصة تضيف بعدا جديدا الي براهين نظرية داروين لتؤكد التحولات من كثرة الممارسة مضافة الي الطفرات في نوعية الحواس من الصوتيات الي المرئيات. ماذا لو استمعت الاستاذة فاتن بنفس الشغف والعشق الي مقطوعة وليمة العنكبوت لالبرت روسي. نوبل في انتظارك يا اختي العزيزة فتعبيرك الادبي وتصويرك الفني وروح الاحساس تنطق بها قصتك القصيرة هذه. اما بالنسبة لتبادل الوظيفية في الحواس فذلك اعجاز يؤكد تفوق فاتن ليس فقط علي داروين الذي كشف اكاذيب نظرية الخلق الجامدة فجاءت هي لنا بالمتحول متفوقه به علي الثابت.


7 - الكاتب الفنان حامد حمودي عباس
فاتن واصل ( 2013 / 11 / 18 - 21:13 )
إليك تشخيص مجاني لتعبك كالذى وصفته قارئة الفنجان لحليم ، فتعبك يا بني ما هو إلا بسبب لهاثك خلف المزيد من كشف الستار عن الحقائق، سبرك لأغوار النفس البشرية بهدف الوصول لماهية الحياة وأسرار الانسانية التى لم تكتمل ملامحها بعد ، كل هذا يصيبك بالتعب والانهاك .. لكن يا ولدي لا تحزن واستمر فانت من المقدر لهم أن يظلوا طوال حياتهم فى مقدمة الركب يفتشون ويضحون بوقتهم وجهدهم لتسليط الضوء حتي ينيروا الطريق ويطردوا الشياطين المختبئة فى زوايا النفس المظلمة. مسموح لك أن تلقي بأحمالك بمقعد سيارتي الخلفي ولكن بشرط ألا تشكو الخوف او اليأس لو ضاع منك الطريق أو تهت عن الهدف - المقدر - .. وأعلم ان هناك بقاع على تلك الأرض لم تكتشف بعد.. سعدت بمرورك ، مع تحياتي وتقديرى


8 - الاستاذ الرائع محمد البدري
فاتن واصل ( 2013 / 11 / 18 - 21:33 )
الموسيقى مصدر إلهام، الروائح غالبا ما تكون مفجر لمخابئ فى نفسي لم اكن أدري بوجودها ، سقوط شعاع ضوء يتسرب من خلف زجاج على سجادة يمكنه أن يملأ نفسي بالشجن ويقلب حياتي إلى بركان لا يهدأ إلا لو تحول إلى طاقة تعبيرية بعدها تهدأ نفسي، أما تفوقي على داروين من وجهة نظرك فهذا أكبر بكثير من أحلامي إلا إذا كنت تقصد داروين الذي أثبتوا ان نظرياته خاطئة كما قال أستاذ كلية أصول الدين فى ضحده الجبار للأسانيد التى كان يعتمد عليها الشاب الملحد الغلبان فى البرنامج إياه. أن تلقى تلك القصة القصيرة استحسانك أستاذ محمد فهذا من أشد دواعي غبطتي وسروري. إحترامي لمرورك الجميل والتعليق الرائع.


9 - المبدعه فاتن
على سالم ( 2013 / 11 / 19 - 04:15 )
الاستاذه فاتن تهنئتى اليكى على مقاله رائعه ,انت بدون جدال مبدعه ,واضح انك تتمتعى بدرجه مذهله من الخيال والتبحر والتعمق فى هذا الوجود اللانهائى الغامض ومحاوله حل الغازه وشفرته ,اكرر اعجابى بعملك الرائع


10 - الاستاذ المحترم والكاتب الكبير على سالم
فاتن واصل ( 2013 / 11 / 19 - 05:27 )
أشكر حضرتك على المرور وهذا التعليق المشجع من كاتب له تاريخك الرائع فى الكتابات المسرحية والتي شكـّلت مساحة كبيرة من وجدان كل المصريين وانا منهم، فلو ينال عملي القصصي هذا إعجاب حضرتك، وأحظى بتعليقك لهو شرف كبير. مع كامل تقديري وإحترامي.


11 - للتوضيح
على سالم ( 2013 / 11 / 19 - 06:20 )
استاذه فاتن يجب ان انوه اننى لست الكاتب المسرحى على سالم ,انه تشابه فى الاسماء فقط ,انا مصرى اعيش فى بلاد المهجر منذ سنوات عديده وهذا للعلم


12 - الاستاذ المحترم على سالم
فاتن واصل ( 2013 / 11 / 19 - 08:07 )
سواء حضرتك الكاتب المسرحي علي سالم أو الاستاذ علي سالم المهاجر منذ سنوات ، فقد تشرفت بمرورك والتعليق . ألف شكر.


13 - رحلة سحرية الى عالم جديد
رويدة سالم ( 2013 / 11 / 19 - 10:54 )
عمل ادبي رائع استاذتي فاتن
تعجبني قدرتك على وصف الاماكن والمشاعر والتحولات التي تتطرأ على الانسان ما ان يتغير ضرفه
ننتظر المزيد منك فانت بالفعل قادرة على الافضل وتمتلكين ملكة مفاجئتنا بالاجمل دوما
مودتي


14 - الصديقة والكاتبة الرائعة الاستاذة رويدا سالم
فاتن واصل ( 2013 / 11 / 19 - 11:14 )
يشرفني أن ينال ما خطته يداي استحسانك ، وأتمنى أن أبقى دوما عند حسن ظنك، وصف التفاصيل هو من الأشياء المحببة إلى نفسي، والحياة بالنسبة لى هى ملايين المشاهد التى نستطيع التجول داخلها ومن خلالها كل منا بفكره وانطباعاته وخبراته ، لنخرج بتنويعة على اللحن الكبير ،وهو لحن الحياة. شكرا لمرورك والتعليق.


15 - سيمفونية العصور الحديثة في ربوع العين السخنة
ليندا كبرييل ( 2013 / 12 / 9 - 08:11 )
أو العالم الجديد، هذه السيمفونية الرائعة عرفتها عن طريق الكاتب المعروف أنيس منصور الذي كتب مرة مشيراً إليها فتعلقت بها عندما سمعتها
أتمنى أن أرافقك إلى العين السخنة ونحن نستمع إلى واحدة من أجمل ما أبدع الإنسان

بدأت معك بالرحلة المشوقة، ثم بدأ الخيال ، وشعرت مثلك بالرهبة ، أحسست من خلال وصفك للغموض الذي لفّ رحلتك بالغموض الذي يلف حياتكم أنتم المصريين،
لعل الأحداث والمفاجآت في حياتكم أملتْ عليك هذه المقطوعة الأدبية الفنية، ونحن بشكل عام نستلهم من وقائع حياتنا
الغموض الذي نعيشه يجعلنا نستجرّ ذكرى أيام الجهاد الصادق نحو حياة مفعمة بالأمل، كانوا أهالينا المثال لنا ، اليوم نتخيل عودتهم، فلا نحظى إلا بذكرى عابرة كأنها الحلم كانت

عزيزتي، عملنا اليوم ونحن نمر بفترة من أحرج الفترات ، أن نجاهد رغم اليأس لرؤية الأمل في ظلام الليل الدامس، فأن نسير وحدنا في صحراء .. شيء مفزع ، لكن المسير يطيب رغم الظلام والخوف
عندما تتشابك أيادينا فنشعر بالأمان

لك التحية والاحترام لمجهودك الكبير وأسعدني أن أقرأ تعليقات الإخوة الأساتذة الكرام الذين أكنّ لهم المحبة والتقدير
محبتي


16 - الاستاذة والصديقة العزيزة ليندا كابرييل
فاتن واصل ( 2013 / 12 / 10 - 09:35 )
الموسيقى مصدر إلهام ومحفز للمشاعر والذكريات معا، فى ظل ظروف مفعمة بالغموض والتشوش فكان هذا العمل هو فعل الموسيقى معي.
كل الطرق أصبحت تؤدي لمجهول ، وعدم الثقة في الأجواء العامة وفى المستقبل بات هو المحرك الأساسي لقلم لم يعد قادرا على التخطيط او التنبؤ بأربعة وعشرين ساعة قادمة.
وتبقى أشياء قليلة وبسيطة هى ما يدخل بعض السعادة والسرور إلى قلوبنا ، مقطوعة موسيقية ، لحن أو أغنية قديمة ، نبتة جميلة ، ضحكة طفل بريئة ، مرور أصدقاء أعزاء وتعليقهم مثل مرور حضرتك المتفائل دوما والباعث للأمل .. تصبح تلك الأمور التى قد يراها البعض بسيطة هى كل ما نعيش اليوم عليه من مسرات. ألبي دعوتك الكريمة وأشبك يدي بيدك لأنال بعض الطمأنينة أن هناك عقل راجح ونفس كريمة وخطى تعرف أين وجهتها. تحياتي واحترامي.

اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر