الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- زعامات البلدان العربية لم تكن كلها مخلصة للقضية الفلسطينية -

الياس سليمان

2013 / 11 / 18
القضية الفلسطينية




قبل ايام قليلة وفي ساعات المساء، كنت جالسا في مكتبتي، مع خير جليس في الزمان، اتصفح بعض الكتب وبعد ان انتهيت قمت وعن طريق الصدفة بتفحص قنوات التلفاز، وتوقفت عند قناة الشرقية وهي على ما اعتقد قناة تلفزيونية عراقية. اللافت للنظر ان البرنامج الذي كانت ثبته القناة هو برنامج "خير جليس" وكان على وشك الانتهاء.
المعدة والمقدمة السيدة او الأنسة ميسون نويهض، على ما اذكر، وقد استضافت في برنامجها الاستاذ الكاتب والصحافي اللبناني فؤاد مطر الذي الف كتاب تحت عنوان " للقائد التاريخي قلم ينصفه ". ويبدو ان الكتاب يتكلم عن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والملك السعودي الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل ال سعود. ودار حديث بين مقدمة البرنامج والضيف السيد مطر عن العدوان الثلاثي على مصر، وكان الموضوع مهما لي لأني اصدرت كتابا تحت عنوان " جمال عبد الناصر في يوميات ومذكرات دافيد بن غوريون وموشيه ديان – حرب السويس 1956 -1957 " في الكتاب عرض وشرح تاريخي مذهل يعتمد على الوثائق الاولية، الارشيف الاسرائيلي، الفرنسي، البريطاني، الامريكي، اليوميات والمذكرات وغيرها.
تستمر المحاورة، ويتطرق الكاتب السيد مطر الى موقف الملك الراحل عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية من قضية فلسطين، حيث اعتبره، على ما اذكر، موقفا قوميا عربيا مشرفا، حتى ان مقدمة البرنامج اقتبست قول للملك عبد العزيز: " التنازل لإسرائيل خيانة للرسول ".
عند سماع ذلك عدت بذاكرتي الى كتاب الدكتور حسان حلاق اللبناني تحت عنوان " التيارات السياسية في لبنان 1943 – 1952 ، مع دراسة للعلاقات اللبنانية -العربية والعلاقات اللبنانية -الدولية " الصادر عن معهد الانماء العربي. اعتقد ان كتاب الدكتور حلاق احد اهم المراجع التاريخية الاكاديمية الموثقة المعتمدة لتلك الفترة، وعلى ما اذكر وجدت نسخة عنه في جامعة حيفا.
وانقل اليكم حرفيا ما جاء في كتاب الدكتور حلاق حول موقف السعودية من قضية فلسطين، اعتمد الدكتور حلاق على ملف وزارة الخارجية البريطانية وفيه النصوص الكاملة باللغة العربية للمراسلات بين الملك عبد العزيز وعلماء السعودية، مذكرة الملك الى المستر ايدن حول موقفه من قضية فلسطين ومذكرة الوزير المفوض حافظ وهبه الى الحكومة البريطانية:
Hafiz Wahba to F.O. No.E.5726,of 18 Sept 1937, in F.O. 371/20815/31.
ويقول الدكتور حلاق: "... والامر الملاحظ ان زعامات البلدان العربية لم تكن كلها مخلصة للقضية الفلسطينية لا سيما وان اكثرهم كانوا يخضعون بطريقة او بأخرى للسياسة البريطانية ، وقد كشفت العديد من المحفوظات البريطانية عن تلك المواقف ومنها على سبيل المثال لا الحصر موقف المملكة العربية السعودية، ففي 18 ايلول (سبتمبر) 1937 ، وكانت قضية فلسطين في ذروتها فاذا بحافظ وهبه وزير المملكة المفوض في لندن يرسل مذكرة الى الحكومة البريطانية اشار فيها الى ان سبب استدعائه للرياض " هو رغبة جلالته في اطلاعي على حقيقة الصعوبات التي يعالجها جلالته مع العلماء ورؤساء العشائر بسبب مشكلة فلسطين لا سيما مسألة الفتوى التي طلبها بعض من اهل فلسطين ومصر من علماء نجد. وجلالة الملك يفضل ان تكون هذه الامور مكتومة بقدر الامكان خشية من احداث مشاكل للحكومة البريطانية بسبب اذاعتها وجلالته يحرص اتم الحرص على تقليل الصعوبات عن الصديقة بريطانيا. ولذا فانه لم يحب ان يخابرني بشأنها بالبريد او البرق".
وكان رجال الدين في السعودية قد اصدروا فتوى اسلامية تنص على الضرر الفادح من قيام دولة يهودية في فلسطين وقد اخبروا بهذه الفتوى صراحة للملك عبد العزيز، ومما وجهوه اليه من كلام انه " لا تظن ان اعمال الدولة البريطانية في فلسطين سوف لا ينتج منها غير القضاء على العرب والاسلام بإنشاء الدولة اليهودية، واننا لا نخفي عليك ان من واجبنا استنهاض المسلمين .. ".
وقد رد الملك على علماء السعودية مؤكدا دفاعه وعمله من اجل فلسطين مبررا تعاونه مع انجلترا بان هذه اهون شرا من غيرها " وتمتاز على غيرها بكثير من المزايا منها الاناة والتباعد عن الشر والرغبة التي نراها منها في موادة العرب، ولا ازال ارى ان مصلحة بلادنا ان نكون وبريطانيا في مسالمة وتواد وصداقة ".
ثم طلب منهم عدم نشر الفتوى لئلا تصدم " صديقتنا " بريطانيا بلا مبرر. غير ان الملك الذي اراد عدم احراج موقفه وموقف بريطانيا بنشر الفتوى، ارسل مع وزيره المفوض في لندن مذكرة رفض فيها مشروع تقسيم فلسطين وما صدر من قرارات عن اللجنة الملكية البريطانية حول هذا الموضوع، ثم اقترح تأسيس حكومة دستورية في فلسطين وتحديد الهجرة اليهودية مع التأكيد اخيرا على صداقة بلاده لبريطانيا وحرصها على المصالح البريطانية في المنطقة ".

*باحث ومتخصص في تاريخ الشرق الاوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدور المخزي لآل سعود في قيام دولة اسرائيل!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 11 / 18 - 15:15 )
هذا عهد عبد العزيز آل سعود للانجليز بعد ان ساعدوه على احتلال الجزيرة العربية:(بسم الله الرحمن الرحيم)
(انا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود اقر واعترف الف مرة للسيد بيرسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من اعطاء فلسطين للمساكين اليهود او غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا اخرج عن رايها حتى تصبح الساعة) وعلى هذا العهد سار الابناء البررة. لمزيد من الاطلاع على خيانة آل سعود الرجاء قرآءة الكتب الآتية:
1 ـ تاريخ الجزيرة العربية للشهيد تاصر السعيد
2 ـ مذكرات الجاسوس البريطاني (هنفر)
3 ـ كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب للسيد الاميني
4 ـ دور الاسرة السعودية في قيام الدولة الصهيونية لـ حمادة امام.
محاولة الاعتراف باسرائيل:
باوامر من البلاط السعودي اصدر ابن باز فتوى بموجبها يسمح لآل سعود الاعتراف باسرائيل علنا مستندا بذالك على صلح الحديبية لولا ان تصدى له الحبر الاكبر القرضاوي وابطلها لان في صلح الحديبية المتصالحون هم اهل وطن واحد وفلسطبن مغتصبة فلا يصح القباس ولا شك ان ابن باز يعرف هذا ولكن هو التدليس باسم الدين واطاعة ولي الامر وان كان عميلا للصهيونية.

اخر الافلام

.. أمريكا تخفق في إبقاء قواتها في النيجر بعد فشل المحادثات بين


.. مصطفى البرغوثي: ما حدث اليوم يمثل نهاية عصر الحصانة لإسرائيل




.. جوزيب بوريل: الدول التي صدقت على النظام الأساسي للمحكمة ملزم


.. مانشستر سيتي بطلاً للدوري الإنجليزي للمرة الرابعة




.. حكومة الحرب الإسرائيلية تبحث مقترحاً لاستئناف مفاوضات صفقة ا