الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رَحَّالة ... تراجيديا النشيد الأخير

غالب محسن

2013 / 11 / 18
سيرة ذاتية



رجلٌ يرتحلُ عِبْرَ التأريخِ
بيدٍ تَنْزِفُ، يُقَلِّبُ صفحاته
يمسحُ دمعةً، وينفضُ عنهُ غُبار
صهيلُ خيولٍ في جنباته
وأغاني وأهازيحٌ وذكريات
يبحثُ في الزوايا، والخفايا
عن شُعلةٍ تحتَ الرماد، وأسرار
في لهيبِ الرمالِ، كان وَهْمٌ
في متاهاتِ الجبالِ، كان حلمٌ
في الوديانِ والكثبانِ والأوطان
وبين السحب والكتب والأقمار
وفي الزنازين، كان أنينٌ وحنين
وفي المقابرِ هاماتٌ أرتفعت
وراياتٌ أرجوانيةٌ رفرفت، وأشعار
بين السطور يفيضُ الماءُ، دماء
ومن العيونِ تقدح قناديلٌ وضياء
يا حارسة الأموات، أرشيكيكال
ينادي دوموز من خلف الأسوار
بلاد الغابات والنخيل، أطلالٌ ودمار
وفي المدى، أمرأةٌ من زمردٍ
تحفر بصمتٍ، نياشيناً من نار
لرجلٍ يرتحل عبر التأريخ


هذا نَشيدُ رَجلٍ مرّ بمحطاتٍ وأحداثٍ قد تكونُ أنتَ جزءاً منها أو ربما مررتَ بها أو في حقيبتك ما يشبهها، من واقعٍ قد نكون عشناه سويةً، يوماً ما، ونظرناه من زوايا مختلفة فكان لكلٌّ منّا صورته. وعلى الرغم من أن بعض العبارات وردت بصيغة الضمير المتكلم " أنا "، فأنها قد تكون قصتك أيضا والبطل فيها أنت.

رحلةٌ أمتدّت في الزمان لأكثرِ من عشرين عاماً. من قرى ومرافئ الجنوب، ومدن المآتم والرمال، فوق قمم الجبال وفي باطنِ الأرضِ والوديان. دموعٌ وعواصفٌ وأمطارٌ وثلوجٌ ووابلٌ من النيران. لكنها كانت أيضاً تحليقاً في سماواتِ الأحلامِ والخيال، وعِبْرَ غاباتٍ من فرحِ النساءِ وصمود الرجال. كثيرون ممن شاركوا في هذه الرحلة أو كانوا جزءاً منها، قد غادرونا وتركوا على الأرجحِ أثراً أو جُرحاً يُذكِّر بهم وبتلك المحطات. آخرينَ غادروا بهدوء متلحفينَ بغطاءِ النسيان.

وإذا كانت هي رحلةٌ عِبْرَ الزمكان فأن الكثير من ذلك الواقع الذي تتحدثُ عنه لم يعد موجوداً ليس بفعل الزمن والتطور المجتمعي فحسب بل أيضاً ما يمكن أن نُسميه بالتدمير المتعمد جرّاء السياسات والحروب التي مرّت بجيلنا.

ليس كتاب تأريخ هذا الذي بين يديك عزيزي القارئ، بل هي قصة أنسان. وما دام هو كذلك فلا يخضع فيه تناول الأحداث للصرامة العلمية والدقة في البحث أو ما يسمى بالتحليل الموضوعي وما تقتضيه الكتب الأجتماعية العلمية. بل على الأرجح تغلب عليها التجربة الفردية وتداعياتها وإن كانت في مرات عديدة تأتي ضمن تجربة مجتمعية أكبر.

وعليه فأن الكتاب من زاوية ثانية، مُطَعّم بزهر الحلم والخيال، وما يقتضيه المقام والمقال من أضافات وتعديلات و" تأويلات " السياسة في المرتبة الأولى، وكذلك مقتضيات التأليف القصصي (الضرورة الأدبية)، فجاءت مثلاً بعض الأسماء وخلفية الأحداث محوّرة قليلاً لكن الوقائع حقيقية طبعاً، فلا يمكنني أختراع الأحداث نفسها أو نفيها. ولن يفوت ذلك على كل من كان جزءاً أو قريباً منها أو حتى لو كان قد مرّ بها " مرور الكرام ".

هذا نشيدي !


د.غالب عودة محسن

من مقدمة كتابي الثاني " رَحَّالة ... تراجيديا النشيد الأخير " قيد الطبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك