الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الرابعة عشر بعد المئة من ثورة 14تموز

وصفي أحمد

2013 / 11 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


نوري السعيد متهم بقتل معارضيه
وليس من الواضح ما كان عليه دور سمعة نوري كرجل لا يعرف الإحجام عن أي اسلوب يرفعه إلى مركز السلطة . فقد كان بعض منافسيه يشعرون بالرعب منه , بكل ما للكلمة من معنى . وعلى سبيل المثال , سنة 1930 خشي السويديان ناجي و توفيق على حياتهما , وفي تعليقه على هذا في اجتماع خاص قال محسن شلاش , الذي كان وزيراً للمال ذات مرة , واستناداً إلى ما ورد في سجلات الشرطة السياسية , أن باستطاعة نوري (( أن يرتب بسهولة اغتيال أي من معارضيه كما فعل في حالة توفيق بك الخالدي )) . وكان الخالدي وزيراً سابقاً للداخلية ذا ميول معادية للشريفيين وموالية لبريطانيا , وقتل سنة 1924 بتحريض من نوري سعيد , كما يعتقد عموماً . وفي الفترة 1943 ـ 1948 , كان الرجل الذي اتهم باغتياله , وهو شاكر القرة غولي , نقيب عسكري سابق وتابع أمين لنوري , يجلس في مقعد في مجلس النواب . ويبدو أن نوري كان متورطاً في قضية آخرى أقل شهرة , ففي سنة 1930 , قام ضابط جيش متقاعد وهو تحت تأثير الكحول بإخبار عبد الغفار البدري , أحد زعماء الحزب الوطني وناقد لا يلين لمعاهدة 1930 , بان نوري وعده بإعادته إلى الجيش إذا ما تمت (( إزاحة )) عبد الغفار من الجيش , ولكن , لعل هذا لم يكن أكثر من محاولة من نوري لإخافة عبد الغفار وإجباره على الصمت .
والأمر الذي لا شك فيه أن نوري استخدم اتصالاته الوثيقة و الواسعة النطاق مع الضباط و المسؤولين البريطانيين لتقوية موقعه السياسي . ولكن , حتى سنة 1930 , عندما تحمل مسؤولية المعاهدة الجديدة , وهو حمل كان لمعظم كبار السياسيين أن ينؤوا بع , كان البريطانيون ينظرون إليه بكثير من الشك . وكان في رأيهم يتمتع (( بقدرة رائع على الركض مع الأرانب والكلاب في آنٍ واحد )) . فبينما كان على علاقة جيدة بهم , كان يحث العنصر الوطني , وكان هنالك من يعتقد بأنه كان القوة التي تحرك القلم المتصلب لجريدة (( الاستقلال )) الوطنية . وبكلمات أخرى , فإن تكتيكه كان يتفق مع سياسة فيصل , بالرغم من أن عملاء البريطانيين أفادوا في أنه كان يفعل كل ما بوسعه (( لوضع الملك بين يديه )) وليجعل من نفسه (( أقوى رجل في المملكة )) , كان ذلك في سنة 1923 . ووصل شك الانجليز في نوري ذروته سنة 1927 خلال أزمة العلاقات الانجليزية ـ البريطانية , يومها بدا أن نفوذه و نفوذ الملك , وياسين الهاشمي كذلك , يهدد المصالح البريطانية إلى درجة أن القائم بأعمال المندوب السامي و مستشاره ذهبا بعيداً إلى حد التلويح بأنه لن يكون هنالك ما يضمن (( السلامة )) إلا اذا طرد هؤلاء الثلاثة من العراق . وإضافة إلى هذا , بينما كان البريطانيون يسلمون بأن نوري داهية وأنه (( استراتيجي جيد )) في الحرب , فإنهم لم يكونوا يقيمون خلال العقد الأول للعهد الملكي قدراته السياسية بشكل عال جداً . وعلى سبيل المثال , فعندما سعى الملك إلى وضعه على رأس وزارة ائتلافية مشكلة من كبار السياسيين سنة 1929 , اعترض المندوب السامي , ولاحظ أنه ((لا يبدوا أن نوري السعيد يمتلك لا المؤهلات ولا وزن التجربة الذي يمكنه من المحافظة على وحدة مثل هذه الوزارة حتى ولو لفترة قصيرة )) . وعلى العموم , فبعد سنة 1930 غيّر البريطانيون رأيهم في نوري وتوصلوا أخيراً إلى أن ينظروا إليه (( كصديق قديم ومجرب )) , مع أن بعض مسؤوليهم استمر في الاعتقاد بأنه (( ما زال بطبيعته عفريت الإزعاج المشاغب )) الذي اعتادوا معرفته في أيام خالية . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا