الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خربشات على زجاج الوطن

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2013 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


• فكرة لعينة تطاردني منذ زمن طويل، أن أقصى ما تحتمله الشخصية المصرية، هي الحياة الزراعية البسيطة البدائية، وأن المصريين لا يحتملون وغير قادرين على استيعاب وتمثل تقدم حضاري أبعد من هذا، وأن ما نراه في كافة المدن والمراكز المصرية الآن من سلوكيات، هو نتيجة لدخول البلاد مرحلة حضارية تفوق قدرات الناس.
• "أجراس الإنذار والأنوار بالمزلقان كانت تعمل، وفى حراسة خفيرى المزلقان إلا أنه لعدم التزام سائقي الاتوبيس والسيارة النقل باتباع تعليمات المرور عبر المزلقان وقع الحادث". . المصريون أعداء أنفسهم، وسنظل ندفع ثمن سلوكياتنا دماء وفقراً وتخلفاً!!. . لو كنت وزيراً للنقل، لقدمت أمس استقالتي في مؤتمر صحفي، واجهت فيه المصريين بموبقاتهم وسلوكياتهم المخربة المدمرة القاتلة، وألقيت بورقة الاستقالة في وجوههم. . لا نحتاج لوزراء أكثر كفاءة في تأدية مهامهم. نحتاج لعدد هائل من الأطباء النفسيين، ليخبرونا لماذا يتصرف المصريون في حياتهم اليومية بهذا الشكل. . منتهى الدناءة أن يتصرف شعب بهذه الهمجية والعشوائية والاستهتار، وعندما يدفع ثمن سلوكياته دماء، يصرخ مطالباً بشنق حكام، كل جريمتهم أنهم أبناء وحكام هذا الشعب. أظن أنني أعيش الآن في واحدة من أسوأ مدن العالم. . فسلوكيات الناس لا تمت للمدنية بصلة!!
• طريف أن أسمع أحدهم يقول، عن عبد الناصر الذي محى اسم مصر، واستبدله باسم بلا معنى، وأدخل البلاد في سلسلة من الهزائم والخيبات، أنه كان وطنياً ورفع اسم مصر عالياً. وإن كان من المرجح أنه قد رفعه بالفعل في هلاوس الغياب عن أرض الواقع، والضياع في عالم مواز من نسج الأحلام والكوابيس. إذا كانت الفاشية الدينية هي الفيروس، فالعروبجية والناصرية هي من ضمن أعراض المرض.
• من يبيع دستور مصر للسلفيين مقابل أصواتهم، علينا أن نلقنه درساً موجعاً بخسارة أصوات قوى التقدم والحداثة بكافه انتماءاتها. بعدما أثبت الأقباط وجودهم، وأنهم ليسوا جثثاً هامدة في ثورة 30 يونيو الخالدة، نأمل أن يثبتوا وجودهم بالتكاتف مع قوى مصر المدنية في رفض الدستور، إذا تم طبخه سلفياً. لاشك أن كتاب دستور لجنة الخمسين سيتفوق على كتابي "كليلة ودمنة" و"الأغاني للأصفهاني". السؤال الذي يحيرني هو: لماذا لم يضموا للجنة الخمسين واحد بيفهم في كتابة الدساتير؟!!. . البداية الحقيقية لحكم الشعب وتفعيل إرادته، تكون بإسقاط دستور قندهار الجاري طبخه. . ربما بعدها سيرتدع الجميع عن محاولاتهم تضليل هذا الشعب. نعم نجح الأرزال في ركوب ثورة 25 يناير، فهل سينجح الأكثر رزالة في ركوب ثورة 30 يونيو؟. . هذا هو السؤال. أتمنى أن يوفر الشعب جهده في الخروج للتظاهر، حتى يخرج ربما بعد عام أو أكثر قليلاً، ليسقط حكم السلفيين وعاصري الليمون للمرة الثانية.
• التصويت برفض الدستور هو أقل ما يجب فعله، هذا إذا لم تخرج مظاهرات لإسقاط النظام كاملاً كما حدث مع نظام مبارك ونظام الإخوان. فالتعمية والمداهنة هي كل ما يساهم به من نعتبرهم رموز الدولة المدنية في لجنة الخمسين لكتابة الدستور. هم يأخذون مصر الآن لمستقبل أشد سواداً مما كان يدفعنا إليه حكم الإخوان المسلمين. إذا كانت هذه هي نتائج ثورة 30 يونيو، فربما يجدر بمثلي رفع إشارة "رابعة"!!
• أيهما أكثر جرماً في حق الذات الإلهية، إنكارها، أم ادعاء أنها تحرض على القتل والكراهية؟!!. . منذ 25 يناير وحتى الآن دأبت القنوات الفضائية المصرية على استضافة كافة فصائل الإرهابيين قتلة المصرين والأجانب، وتقدمهم بكل احترام وتوقير ومهابة، وعندما استضافت إحداها شاباً ملحداً واحداً، حاولت تصويره كمريض نفسي، أو ضحية ظروف تنشئة غير طبيعية، فهل يعني هذا أن الكراهية والإرهاب هي الأساس في المجتمع، وحرية الفكر هي الشذوذ؟!!. . يجب التوقف عن الحديث عن حرية الفكر، إلى أن نمتلك عقولاً قادرة على التفكير، ونفسيات لديها الجرأة عليه. . أظن أن الاستنارة الفكرية التي يلمسها كل من استمع إلى أحد الآباء الجزويت، دفعهم أو أجبرهم عليها ما شهدته أوروبا من نزعة عقلانية ترفض التهاويم والخرافة. أما حين يتحدث رجل الدين والكل يصغي في رهبة وخنوع، فهذا يفتح له الطريق ليقول ما يشاء دون أن يتدبر ويعقل ما يقوله. . بعضنا يقرأ التاريخ المصري بروح وطنية مقدسة ملؤها الخشوع، فيهيم في "عبقرية المكان"، و"عبقرية الشعب صانع أول حضارة إنسانية"، ويغفل عن التفاتة بسيطة إلى دنيا الواقع الراهن، ليرى كم تغير هذا الشعب كلياً على مدى العصور، حتى وصل إلى درجة التحلل والتفسخ الراهنة.
• تخف على الأرض الآن في منطقة الشرق الأوسط سخونة الصراع العربي الإسرائيلي، والإسلامي المسيحي، لتبدأ حرائق الصراع السني الشيعي، سواء داخل مكونات الشعب الواحد، أو بين شعوب ودول المنطقة.
• هناك فرق بين تعبير "تيارات سياسية" وبين تعبير "قوى سياسية"، فالتيار السياسي أفكار عامة يتبناها بعض من النخبة، وتؤيدها أعداد من الجماهير، وتأثيره في الحياة السياسية هلامي غير محدد، أما القوة السياسية فهي تنظيم منضبط يستند للقاعدة الجماهيرية، وقادر على التأثير في الحياة السياسية بالتناسب مع حجمه. هكذا يكون لدينا تيارات مدنية، ونفتقد للقوى المدنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فهل سينجح الأكثر رزالة ؟
هانى شاكر ( 2013 / 11 / 19 - 03:27 )


فهل سينجح الأكثر رزالة ؟
________________


نعم !

مصر ألأن مُستعمرة سعوديه .. و أخطبوطها فى مصر رأسه ألسيسى و ذنبه حزب ألنور ...

ألوهابيون ألمُشردون فى ألدرعيه قبل قرنين .. يملؤن قبورهم أليوم صخباً و ضحكا .. و يُنشدون : مصر ألأن مدوسة لأرجلنا و أجدع شنب فيها أليوم للبيع !

أما ألنسوان ؟ فهم غنيمة مجانية لنا ... بفضل ألله !


....

اخر الافلام

.. فوز الغزواني برئاسة موريتانيا وخصمه يشكك في النتائج |الأخبار


.. ما السيناريوهات المتوقعة في الجولة الثانية من الانتخابات الت




.. نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل هي


.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بفرنسا.. تحالفات ومسا




.. ملء خامس لسد النهضة.. كيف تتفاعل مصر مع إعلان إثيوبيا؟ • فرا