الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة الافريقية العربية الثالثة بالكويت

كور متيوك انيار

2013 / 11 / 19
السياسة والعلاقات الدولية


القمة الافريقية العربية الثالثة بالكويت

كور متيوك

بداء في الكويت اليوم الثلاثاء التاسع عشر من نوفمبر اعمال القمة الافريقية العربية الثالثة التي يجمع عدد من القادة الافارقة و العرب لمناقشة الصعوبات التي تواجه المنطقتين الافريقية و العربية و سبل التعاون في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك ، يعتبر قمة الكويت هي الثالثة من نوعها منذ بدءها في العام 1977م في القاهرة و مضى على قمة مصر اليوم ما يقارب 36 عاماً ، اقرت القمة الاولى على ضرورة التعاون المشترك في كافة الاصعدة التجارية و الاستثمارية و المشاريع المشتركة و تشجيع توظيف الاموال العربية في الاستثمار بالقارة الافريقية ، إنعقدت القمة الثانية في العاصمة الليبية طرابلس في العام 2010م تحت شعار " نحو شراكة استراتيجية عربية افريقية " .
تاتي القمة الثالثة بدولة الكويت تحت شعار " شركاء في التنمية و الاستثمار " و هي تنعقد في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية التي لم تخرج بعد ، من هول صدمة ثورات الربيع العربي التي ادى إلى إحداث تغييرات كبيرة في مصر مستضيفة اول دورة افريقية عربية حيث تم الاطاحة بالرئيس حسني مبارك و إنتخاب محمد مرسي و الإطاحة بمرسي حيث يتولى شؤون البلاد الان مؤقتاً المستشار عدلي منصور ، و لقد كان وضعية مصر محل نقاش بين المنظمين للقمة ، حيث جمدت الاتحاد الافريقي عضوية مصر بعد تدخل الجيش في العملية السياسية بمصر و هو ما يتعارض مع النظم الاساسية للاتحاد التي ترفض الانقلابات وسط الدول الاعضاء ، لكن لحسن حظ مصر إن لها وضعية ثنائية حيث هي عضوة في الاتحاد الافريقي و في نفس الوقت عضو اصيل في جامعة الدول العربية ، و لا تخضع لاي عقوبات عربية بالتالي لا شي يمنع مشاركتها ، ايضاً الاوضاع في ليبيا رئيس الدورة الثانية ليست مختلفة بل هي اسواء حيث اصبحت المليشيات تسيطر على البلاد و تتحكم بامنها بعد إن تم الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي الذي إنعقد القمة الثانية تحت رعايته في العام 2010م .
إن القمة الافريقية العربية الثالثة تاتي في ظروف إستثنائية و في ظل متغيرات جيوستراتيجية شهدتها المنطقة الافريقية بنيل جنوب السودان استقلالها عن السودان بعد حرب استمرت لاكثر من نصف قرن من الزمان و بالتالي جنوب السودان يشارك في القمة للمرة الاولى بوفد رفيع المستوى بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت .
إن القارة الافريقية هي واحدة من اكثر قارات العالم التي لم تحظى بتطور اقتصادي و انساني على عكس بقية قارات العالم التي نالت حظها من الاهتمام و هذا يرجع للدور الاستعماري السلبي الذي جعل القارة تكون متاخرة في الجوانب التنموية بالاضافة إلى إن الاستعمار ترك العديد من القضايا الكبيرة التي مازالت تؤرق مضاجع الدول الافريقية و تمنعها من الاهتمام بالاولويات التنموية مثل قضايا الحدود و الحروبات التي مازالت تخصص لها الجزء الكبير من ميزانيات الحكومات الافريقية مع تهميش قطاعات التعليم و الصحة ، على الرغم من إن العديد من القادة الافارقة لم يتخلوا بعد عن الانانية حيث يركزون على تحقيق ذاتيتهم الشخصية مثل البقاء على السلطة اطول فترة من الزمن و نهب اموال الشعب و هو ما يجعل عملية إنهاء الحروبات و توفير بيئة استثمارية ملائمة عملية صعبة جداً لانهم يميلون عادةً الى إختيار استمرار الحروب بدلاً من توفير الامن و توفير الظروف المهيئة للحوار مع كافة مكونات الدولة ، حيث يعطى الحلول الامنية الاولوية ، لكن من الواضح إن مقاومة عملية التغيير اصبح عسيراً بالنظر الى ما انتهى عليه العقيد معمر القذافي و حسني مبارك و لوران باغبو في ساحل العاج لذلك اصبح بعض القادة يعملون من اجل تحسين الاقتصاد و تهيئة الاجواء المناسبة للاستثمار و ربما يعتقدون إنها ستطيل من امد بقاءهم في السلطة ؛ لقد ذادت الاهتمام بالقارة الافريقية مما جعل الدول و بعض المنظات الاقليمية لعقد اتفاقات للتعاون المشترك و مثال على ذلك مؤتمر " تيكاد " و هو مؤتمر خاص للشراكة الافريقية اليابانية بدات منذ العام 1993م و اطلقت عليه مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية تهدف من خلالها اليابان لجذب انتباه العالم الى مدى اهمية منطقة الافريقية و ضرورة المساهمة في تنمية القارة بالاضافة الى منتدى التعاون الصيني – الافريقي الذي إنطلق في العام 2000م من اجل تقوية العلاقات بين الجانبين و لمواجهة تحديات الاهداف التنموية للالفية و العولمة الاقتصادية هنالك العديد من النمازج للشراكة الافريقية مع العديد الدول الكبرى و المتقدمة و هو ما يشير إلى إن المنطقة اصبحت مهيئة اكثر من اي وقت اخر لاستضافة استثمارات كبيرة .
على راس قمة الكويت العديد من القضايا على راسها الامن الغذائي و كيفية استفادة الدول العربية من الاراضي الافريقية الشاسعة الصالحة للزراعة و النقاش اكثر حول قطاعات الاستثمار في القارة و الاولويات الاستثمارية و تحتاج افريقيا للاستثمار في كافة المجالات البنى التحتية و الكهرباء و المياه و وسائل الاتصال و النقل و المواصلات بالاضافة الى إن العديد من الدول الخليج لها تجارب رائدة في مجال البترول حيث استغلت عائدات صادراتها البترولية لتحقيق التنمية من كافة النواحي و هو ما يمكن إن يستفيد منها الدول الافريقية المصدرة للبترول لتحقيق المزيد من التنمية و الاصلاحات الاقتصادية في حال عمل الجانبين على تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه خلال قمة الكويت فلا بد إن الامر سيساعد و يساهم في تحقيق المزيد من الاستقرار و الازدهار في المنطقة الافريقية .
قمة الكويت لها اهميتها الخاصة بالنسبة لجنوب السودان ، حيث تعمل جنوب السودان من اجل جذب اكبر عدد ممكن من المستثمرين لذلك تعمل من اجل عقد مؤتمر للاستثمار هذا العام بالاضافة الى إن علاقات جنوب السودان بالكويت قديمة منذ فترات النضال ، و لقد اشار وفد كويتي زار جنوب السودان في العام الماضي الى امتنانهم العميق و شكر الكويت حكومةً و شعباً لشعب جنوب السودان لوقوفه مع الكويت في التسعينات اثناء حرب الخليج الثانية و اضاف إنهم سيعملون ما بوسعهم من اجل المساهمة في التنمية بجنوب السودان ؛ و وقتها ايد السودان الغزو العراقي ، و موقف صدام حسين بينما ادان الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان الغزو ، للكويت استثمارات عديدة في جنوب السودان و اكبرها شركة زين للاتصالات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما