الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يسمعني؟

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 11 / 19
الادب والفن


من يسمع كلماتي، من يسمع صرخاتي وصيحاتي، من يسمع أنّاتي، من يتحمل آلامي، إنني أتألم أشد الألم، إني بمصاب بغمّ، لا بهمّ، كرب من يكشفه، من يرفع عني الأغلال التي في عنقي، من يسقني خمرا لذة للشاربين، من حرمني من ابتسامة تعلو شفتي، من يحرك فيّ كوامن الفرح، من يحرك شجوني، من يغرقني في بحر الهوى، من يصر على إنقاذي، من يزيح الستار، من يكتشف الحقيقة، من يتجرأ على قول الحقيقة، من لا ينافق في هذا الزمان، من لا يجامل في هذا العصر، من يقول الحق ويصدع به، من يصارح الناس، من يصارع نفسه، من يحب الهدوء، من يحب السلام، من يحب الصراع، من يمشي في الهواء، من ينفخ في الصور، من يرى النور، من يشبع من وراء ستار، من يهتف بلا، من يكرس نفسه للجوء، من يعبر الحدود، من يجري وراء سراب، من يركض ليحصل على جواب، من يهدي لك وردة كل صباح، من يشم رائحة العطور كل مساء، من يقبّل رأس والديه، من يسبّح الله أناء الليل وأطراف النهار، من يهرول نحو الله، من يحصد ما زرع، من يفكر في الولد، من يعطي قيمة للإنسان، ماذا يريد غير الربح، هل الإنسان رخيص مثل الحيوان، أم هو طربال يغطي به ما خفاه، من يجري خلف الركب، من يحصل على مراده، من يصنع المعجزات، من يؤمن بربه حتى النخاع، من يرى وجه ربه يوم القيام، من كره الجلوس وحيدا أمام الشباك، من أراد المشي وراء فتاة، من سكب الدخان على شفتيه، من أراد أن يهلك الحرث والنسل، ويقرع العباد، من رجم أمه بلا رحمة ولا أمان، من سعى لدربه بغير جهاد، من أحب الجلوس أمام القمر، من كره أشعة الشمس، من ينادي ربه في ظلمات الليل، من رأى كوكبا يمشي في السماء، من بعث في نفس الطفل السأم والشقاء، من جعل الليل سوادا والنهار مبصرا، من أراد أن يخرجني من أزمتي، من يجلس بجانبي، من يرميني بحصى حتى أفيق من غفلتي، أنا أعشق الصبح، أليس الصبح بقريب، من يركض ليغسل ذنوبي إن أبيت، من يكشف الأسرار، من يحول الغبار، من يقرع الأجراس، من يحمي الأشجار، من يطعم الصغار، من يجعل النمل يبتسم في وجه سليمان، من رأى نورا في عينه، من تبحر في علم، من كان على خلق، من سعى لخير، من رأى شيئا، من يمضي قدما، من قعد على كرسي، لا يدري الغبار ولا الفجار، يبحث عن الهموم والغموم، من يرفع الألم، إني أتوجع كل يوم، أتألم كلما اعوج طرف، أرفع صوتي ولم يستجب، أرفس في كلماتي لعلها تنبض بحق، إنها تمشي كالإنسان في بحر من الظلمات ربما تجد نورا في الأفق تستنير في الدجى أو تتعثر فتسقط ولا تنهض من جديد، ثم يأتي من يدفنها للأبد، يا ويلي إن حدث، فالزمان قد انتهى والعمى قد أبصر والنور قد انقشع، ولم يعد لي طريق إلى الرجوع إلى الفتن، ما ظهر منها وما بطن، دنيا لا يحلو فيها وسن، من يأتي لإنقاذي أم الكل يخاف ويظن، أني لا محالة غارق في بحر من الطمّ ولا مجال للولوج مرة أخرى للنعم، بل النقم تدور والمحن تلفك والإحن، أن لا خروج بعد اليوم إلى النعم إلا ما اكتسبت من الخير في متاع الدنيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان