الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار رابعة 1

فؤاد قنديل

2013 / 11 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عاشت مصر خلال عام 2013 فترة عصيبة ولا تزال تعاني من العدوان الهمجي والوحشي على يد عصابة إرهابية من المصريين الذين قطعوا كل صلة بالوطن وأعلنوا بكل صراحة ووضوح الحرب علي كل من فيه من البشربوصفهم كفرة ، وما فيه من مؤسسات رسمية وأهلية فضلا عن المنشآت العسكرية والشرطية والتعليمية ، دون أن يتحرك في قلب أحدهم –إن كان له قلب – نبضة واحدة من الإحساس ، ودون أن يتذكر شخص واحد منهم أية علاقة أو ذكري طيبة كانت تجمعه مع جار أو صديق أو مكان . حالة غريبة تلبستهم جميعا ضد الوطن الذي كانوا يعتزمون الصعود فوقه نحو خرافة اسمها الخلافة الإسلامية .
جنون مركب احتل عقول المئات من القيادات الإخوانية وانتقل بحكم السمع والطاعة لمئات الآلاف من العميان والجهلة والبلطجية والمنتفعين ليمارسوا الإرهاب في كل أنحاء المحروسة من مطروح حتى أسوان وسيناء مرورا بكل مدن و قرى ونجوع البلاد في حملات تدميرية ضارية تعجز الشياطين عن مجاراتهم فيما يقترفون من الجرائم .
انطلق السعار بالجماعات الملتاثة منذ ما قبل اعتصام رابعة وتفاقمت الحالة بصورة مرعبة بعد فض الاعتصام الذي صبرت عليه الحكومة صبرا طويلا ومملا حتى ثارت الجماهير ضد ما تصوروه تواطؤا مريبا ، وظل الاعتصام في حد ذاته حتى بعد أن انفض حالة غامضة كالقنفذ يخفي أسراره حتى كشفت جانبا كبيرا منه باحثة اجتماعية مجتهدة ومخلصة للعلم والوطن تميزت دون شك بجسارة وإصرار نادرين ، يقتضيان التعرف بعمق علي شخصيتها وإجراء المزيد من الحوار معها لأنها أقدمت على تجربة أقل ما توصف به أنها بطولية .
دخلت الباحثة «سامية سليمان» مقر الاعتصام وعاشت وسط المعتصمين
وساعدها على ذلك أنها منتقبة ولكي تتقن الدور راحت تردد عبارات تلقي قبول المعتصمين وعلي رأسها - حسبما قالت - عبارة «إنها حرب علي الإسلام»، وبهذه العبارة السحرية تمكنت من الحديث مع آلاف المعتصمين وتمكنت أيضاً من النفاذ إلي عقولهم وإلي قلوبهم فتكشف لها في النهاية كل أسرار الاعتصام والمعتصمين.
طبقت الباحثة أسس البحث العلمي علي معتصمي رابعة طوال فترة تواجدها معهم، واعتمدت علي المشاهدة والمعايشة وعلي استمارة بحثية طبقتها علي 900 معتصم ومعتصمة في رابعة، وفي النهاية توصلت لصورة متكاملة لهذا التجمع الذي شغل مصر والعالم لأسابيع طويلة، وتحول الآن إلي أيقونة يتفاخر بها حتي الآن الإخوان، ومؤيدوهم.
عدد المعتصمين
أول مشهد رصدته الباحثة هو عدد المعتصمين وفئاتهم العمرية..قالت: لم يكن عدد المتظاهرين ثابتاً فكان يختلف من يوم لآخر بل ويختلف من وقت لآخر في اليوم الواحد ولكن أعداد المعتصمين لم تقل في وقت من الأوقات عن 3 آلاف معتصم ولم تتجاوز أبداً 70 ألف معتصم وجميعهم ينتمون لمحافظات الوجه البحري والقاهرة وبني سويف والمنيا.
وتضيف: 70٪ من هؤلاء المعتصمين كانوا رجالاً و30٪ سيدات، وكان 80٪ من المعتصمات بنات لم يسبق لهن الزواج، والباقي متزوجات أو مطلقات أو أرامل.
وبعد حصر الأعداد اقتربت «سامية سليمان» أكثر من عقلية المعتصمين وأسباب اعتصامهم، فقال: 30٪ من المعتصمين ينتمون إلي جماعة الإخوان و60٪ شاركوا في الاعتصام من أجل الحصول علي مبالغ مالية، و10٪ سلفيين وجهاديين وشيعة عراقيين.
سألت صاحبة الدراسة: شيعة عراقيون أم سوريون؟
فقالت: شيعة عراقيين، أغلبهم مقيم في 6 أكتوبر.. ولما سألت عدداً منهم عن سبب مشاركتهم في الاعتصام قالوا إنهم شاركوا لمساندة الدكتور محمد مرسي الذي تقارب مع الشيعة في إيران، وعاش الشيعة في مصر في عهده أفضل فترات حياتهم!

فلوس المعتصمين

ظلت حكاية حصول معتصمي رابعة علي مبالغ مالية مثاراً للجدل، فالبعض يراها كذبة بلا أساس، وآخرون يؤكدون أنها حقيقة حدثت بالفعل، الباحثة «سامية سليمان» قالت القول الفصل وحسمت هذا الخلاف، ورصدت حقائق مثيرة.. أولي هذه الحقائق هي أن 60٪ من المشاركين في الاعتصامات كان هدفهم الرئيسي هو الحصول علي المال.. وقالت: كل أسرة من المعتصمين كانت تحصل علي 300 جنيه يومياً، أما إذا كان المعتصم بمفرده فكان يحصل علي 150 جنيهاً يومياً، وكانت المبالغ توزع علي المعتصمين بعد صلاة التهجد التي تعقب صلاة العشاء والتراويح.
وروت الباحثة واقعة عاشتها بنفسها، فقالت: في يوم حادث المنصة شاركت في إسعاف المصابين داخل المستشفي الميداني ففوجئت بشخص لا أعرفه يقترب مني ويقدم لي 1000 جنيه ويقول «نشكر جهودك يا أخت».
وواصلت: رفضت أخذ المبلغ وقلت لمن يقدمه لي: «أنا أعمل لوجه الله».. فقال: «ربنا يبارك فيكي».
وأشارت الباحثة «سامية سليمان» إلي توزيع وجبات مجانية علي أغلب المعتصمين، وقالت: بعض المعتصمين كانوا يأخذون طعامهم معهم وهؤلاء قلة قليلة جداً والباقي كانوا يحصلون علي وجبات مجانية يتم شراؤها وتوزيعها علي المعتصمين جميعاً، وسعر كل وجبة حوالي 25 جنيهاً.
ومعني هذا الكلام أنه يومياً كان يتم شراء ما لا يقل عن 40 ألف وجبة لإفطار المعتصمين ومثلها في السحور وهو ما يعادل 2 مليون جنيه يومياً، وإذا كان الاعتصام قد استمر لمدة 43 يوماً فمعني هذا أنه تم إنفاق أكثر من 86 مليون جنيه علي إطعام المعتصمين، وذلك بفرض أن المعتصمين ظلوا يحصلون علي وجبتين فقط في الأيام التي تلت شهر رمضان.
سألت الباحثة «سامية سليمان»: إذا كان يتم شراء وجبات بعدد المعتصمين فأين كانت تذهب لحوم الذبائح التي يتم ذبحها في ميدان رابعة والطعام الذي كان يتم طهوه داخل رابعة؟
فقالت: هذا كله كان طعاماً إضافياً يأكل من يريد أن يأكل أكثر من الوجبة الجاهزة التي يتم توزيعها علي الجميع!
وأضافت الباحثة سامية سليمان: بحثت عمن يمولون المعتصمين بكل هذه الأموال فلم أجد إلا إجابة واحدة «إنها تبرعات أهل الخير

أوضحت الباحثة أن كثيراً من المعتصمين لم يكن لديهم مانع في أن يأكلوا الطعام بأيديهم، وقالت: كل خيمة من خيام المعتصمين مزودة بمروحة كبيرة وبمصابيح مضاءة بكهرباء مسروقة من أعمدة الكهرباء المحيطة بميدان رابعة وفي كل خيمة حصيرة بلاستيك
ونفت الباحثة ظهور مرض الجرب بين المعتصمين، وقالت: لم تظهر بين معتصمي رابعة سوي أمراض الإسهال والقيء وحمو النيل ولم يصب معتصم بالجرب كما ردد البعض

التسليح
تقول الباحثة: كل الذين كانوا يتولون تأمين مداخل الاعتصام كانوا يحملون بنادق وطبنجات إضافة إلي جهاز لكشف المعادن ، وبعضهم كانت معهم سيوف وشوم ودروع يتم تصنيعها خارج الاعتصام وتصل في سيارات نقل ، وكان هناك استعداد عاجل لتحضير زجاجات المولوتوف عند الاستعداد للهجوم ، مثل ما جري في أحداث المنصة والحرس الجمهورى ، وكان هناك تدريب على القتال بعد الفجر وأحيانا قبل الغروب .
وتضيف: وسط خيام المعتصمين كانت هناك 3 خيام محكمة الغلق وممنوع الاقتراب منها، كل خيمة منها مساحتها حوالي 12 متراً مربعاً، وفي الغالب كانت تلك الخيام تخفي داخلها أسلحة، ولهذا كان المسئولون عن تنظيم الاعتصام يفرضون سرية تامة حولها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بحث الكوميديا الانقلابية
عبد الله اغونان ( 2013 / 11 / 21 - 01:24 )
من سامية سليمان هذه؟
هل هي عميلةمخابرات؟
ماالذي يثبت من مصادر أخرى أن هذا الهراء صحيح؟
الم تستطع هذه الجاسوسة أنتلتقط صورا حية لتوزيع الأموال ووجود السلاح؟
زارت وفود أجنبية واعلام رابعة ولم يلتقطوا هذه المعلومات والأسرار المفبركة
لكن اعتصام رابعة صور بالصوت والصورة بما فيه الكفاية وظهرت بشاعة الانقلابيين والقتلة والجرافات التي تدوس حتى الجثث المتفحمة
أسألوا الجزيرة مصرمباشر الأشرطة الحية موثقة علميا بالصوت والصورة
من يمول اليوم كل هذه المظاهرات في الشوارع والجامعات بما فيها الأزهر؟
لو تتم هذه الصحفية العلمية بحوثها فيما يقع في الجامعات والأزهر وشوارع الانقلاب
بحث علمي قال هههه ؟؟؟وقالت ..من يصدقكم ؟ربما لاتصدقون أنتم أنفسكم هذا الاخراج . انه أشبه ببطولات رأفت الهجان الذي دوخ كل جميلات اسرائيل العانسات المكبوتات وأخرج أسرارا
هزمت اسرائيل في السيناريو السينيمائي طبعا
ياللمهزلة
كم ذا بمصر من المضحكات --- ولكنه ضحك كالبكا


2 - هوّن عليك يا سيدي
ماجد ( 2013 / 11 / 25 - 14:47 )
الذي يثبت من مصادر أخرى هذه الحقائق هو ما شاهدناه و ما سمعناه من الخطباء و الأهم ما ستسمعه من المجرمين عند محاكمتهم .. ثقافة الكراهية و القتل و الكذب ، الكذب البشع الذي يمارسه المهوسون لم يعد خفيا و لن ينطلي على البسطاء بعد اليوم ... قال الجزيرة قال ... قصدك الخنزيرة ... هون عليك يا اغونان فنحن نصدق الباحثة من تجاربنا المريرة مع هؤلاء منذ أن كنا طلابا في مقاعد الدراسة و محسوبك كان عضوا في الجماعة لمدة تزيد عن الخمس أعوام و أعرف أساليبهم الشيطانية جيدا .

اخر الافلام

.. غارات جوية عنيفة من الاحتلال على رفح في قطاع غزة


.. 6 شهداء وجرحى وصلوا مستشفى الكويت التخصصي برفح جراء قصف إسرا




.. الخارجية الأمريكية: لا ينبغي أن تكون هناك مساواة بين إسرائيل


.. وجوه جديدة تظهر في سدة الحكم أبرزها محمد مخبر النائبِ الأولِ




.. العلماء يكتشفون فيروسات نادرة عملاقة عمرها 1.5 مليار عام