الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصاحف المفخخة

نبيل محمود والى

2005 / 6 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


بعد عملية شقة الخالدية الإرهابية فى مكة المكرمة والتى اشتبكت فيها قوات الأمن السعودية مع عدد من الإرهابيين الذين قتلوا جميعا ذكر بيان للداخلية السعودية أن الإرهابيين كانوا قد أعدوا مجموعة كبيرة من القنابل والمتفجرات وعدد من المصاحف المفخخة قدتم ضبطها داخل الشقة حيث قام الإرهابيون بإستخدام المصاحف فى زرع المتفجرات حتى لايشتبه فيهم أحد أثناء سيرهم فى الشوارع أو تحميل هذه المصاحف على سيارات نقل فى حالة القيام بعملية إنتحارية من عينة العمليات التى شهدتها المملكة العربية السعودية .

الإستخدام السياسى للمصحف الشريف والتأويل وفق الأهواء الخاصة لكلام الله ليس بدعة مستحدثة للسياسيين المعاصرين سواء من أرباب السلطة أو من بعض رجال الدين أو حتى من نزلاء السجون والإرهابيين وخوارج العصر الجدد ، والواقعة الأكثر شهرة فى التاريخ الإسلامى حين رفع جيش معاوية ابن أبى سفيان المصاحف على أسنة الرماح حيث مثلت تلك الحادثة المرجع الأول لهذا السلوك السياسى فى العالم العربى فبعد أن فرغ أمير المؤمنين على بن أبى طالب من موقعة الجمل ضد فريق السيدة /عائشة أم المومنين وزوح الرسول وجه من مركزه الجديد فى الكوفة الدعوة الى معاوية للبيعة والولاء وحقن دماء المسلمين وفى المقابل تشدد معاوية معلنا رغبته فى تسليم المسؤلين عن مقتل عثمان بن عفان ثالث الخلفاء واعتبر البعض أن هذه الحجة لم تكن سوى تبرير سياسى لخروجه عن طاعة على ابن ابى طالب واخفاء عزمه على القتال وخوض الحرب التى وقعت فعلا عام 36 هجريا فى سهل صفين .

وكان سير المعارك ابتداءا يتجه لصالح جنود على ابن ابى طالب الذين أصبحوا على وشك الإنتصار الى أن جابهتهم المصاحف المرفوعة على أسنة الرماح وطرح شعار التحكيم للنظر فى مسألة الخلافة بين الطرفين فتوقف الجيش الذى أوشك على الإنتصار ومرت الخديعة باستخدام كتاب الله على هذا النحو وأرغم أمير المومنين على بن أبى طالب على قبول التحكيم تحت ضغط الأكثرية فى صفوف جيشه وأصبح مركز على أكثر اهتزازا حيث خرج من معسكره مجموعة من 12 ألف محتجة على مبدأ التحكيم مستخدمة شعار لاحكم إلا لله فى تلاعب واضح بأوراق الدين وعرفت تلك المجموعة فيما بعد بالخوارج وكان لثوراتها تأثير كبير فى التاريخ الإسلامى ، ووقع الإقتتال الجانبى فى جيش على مما ساعد معاوية على توطيد قواعده والإستعداد للهجوم لتنهار جبهة على بن أبى طالب ويقتل أمير المؤمنين فى مسجد بالكوفة وينتصر الحزب الأموى الى الأبد .

تلك هى المحنة التى تعيشها الأمة فى الإستخدام السياسى للمصحف الشريف مرة من قبل رجال الحكم سواء من الرؤساء المؤمنين أو غيرهم ومرة من قبل الذين يختصرون مهمة خدمةالإسلام فى طبع المصاحف وتوزيعها على الحجاج وعابرى السبيل ومرة من قبل رجال الإرهاب و التمرد والعنف المسلح وأخيرة من قبل نزلاء سجن طرة وسجن المزة وسجن أبو غريب الى سجن جوانتانامو لتبقى الأمة رهينة التيار الأموى من صفين الى عواصم العالم العربى ويبقى الأبرياء من الذين يندفعون فى مظاهرات الغضب أدوات فى معركة سرية بين الذين يحافظون على عروشهم أو هؤلاء الذين يحلمون بالقفز على تلك العروش حيث أصبح المصحف الشريف على أسنة الرماح فى ظل ثقافة المصاحف المفخخة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط