الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقرير -تومسون رويترز- والمرأة الفلسطينية

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2013 / 11 / 21
القضية الفلسطينية


نشرت وكالة الأنباء العالمية "تومسون رويترز" تقريراً يتعلق بأوضاع المرأة العربية، وقد حلت جزر القمر في المرتبة الأولى بمعاملتها للمرأة، من خلال إنصافها وإعطائها لحقوقها أسوةً بالرجل، فيما حلت في المرتبة الثانية سلطنة عُمان وتلتها الكويت في المرتبة الثالثة، هذا وقد جاءت مصر في ذيل القائمة في حين سبقتها كل من العراق والسعودية.

وأما بالنسبة لفلسطين فقد جاء ترتيبها بالمرتبة الثامنة على الدول الأسوأ في معاملة المرأة، حيث سبقتها كل من لبنان، السودان، اليمن، سوريا، السعودية، العراق، مصر. وأشار التقرير إلى أن رأي الخبراء فيما يتعلق بالمرأة الفلسطينية يقع في مجمله على القيود التي تفرضها إسرائيل والتي تشل من حرية الحركة حيث أصبح لها عواقب خطيرة على المرأة الفلسطينية، كما أشاروا إلى أنها تعاني الفقر والبطالة ومعرضة بقوة للعنف الأسري وجرائم الشرف.

وبالطبع أي دولة بالعالم يوجد بها إنتهاك نسبي للمرأة حتى في دول العالم الأول، وإلا لما رأينا تلك الجرائم والحوادث التي تملؤ حياتهم، وأما بخصوص المرأة الفلسطينية فقد كان التقرير غير دقيق نوعاً ما بحقها، وذلك لأن المرأة في فلسطين شاركت ومنذ البداية الرجل الفلسطيني كل همومه وآماله. فشاركته كافة مراحل الكفاح، وكان لها الدور البارز في هذا النضال، الذي خطت فيه بصمودها ملامح بطولية يشهد لها التاريخ. فمنذ الإنتداب البريطاني على فلسطين إلى الإحتلال الإسرائيلي المتغطرس، والذي ما زال جاثماً على صدورنا حتى يومنا هذا، كان وما زال للمرأة دورها النضالي الذي منحها حضور متميز في كافة المجالات والمواقع، مثبتةً للعالم بأنها رمز الصمود والتحدي، وقد تجلى هذا الصمود بأبهى صوره في وقوفها أمام المحتل.

ليس هذا فحسب، بل إندمجت المرأة الفلسطينية في تنمية المجتمع وبناء مؤسساته، فأصبح لدينا الوزيرة والطبيبة والقاضية والسفيرة ورئيسة البلدية والمحافظة وغيرها من المواقع والمهن التي إستطاعت المرأة تقلدها. حيث سبقت الكثير من نساء العالم في هذا المجال، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى التطور ودرجة الوعي التي وصلت إليها المرأة الفلسطينية، والمهم قوله هنا، إن فكرة مشاركة المرأة في بناء المجتمع الفلسطيني لم تكن فكرة مستوردة كما في الدول الأخرى، بل هي متأصلة بالشعب الفلسطيني كنتيجة حتمية للظروف والأوضاع التي مرت بها فلسطين.

هذا وقد أشارت وثيقة الإستقلال إلى عدم التمييز ضد المرأة في كافة المجالات، كتتويجا لجهودها البناءة في معركة النضال والتحرر، ولم يتوقف دور المرأة الفلسطينية عند هذا الحد، بل أخترقت كافة المجالات والقطاعات، فكان لها بصمات واضحة في السياسة والاقتصاد والثقافة...الخ، وبهذا إستطاعت المرأة الفلسطينية نفض غبار التقاليد والعادات البالية، ومقارعة الموروث الثقافي السائد، الذي يقلل من شأنها، ويحط من قدرها، فعُرفت بحضورها المتميز في مختلف المجالات، فإرتفعت نسبة تعليمها وتشغيلها، مما زاد من نسبة الوعي لديها بشكل ملحوظ، الأمر الذي مكنها من المشاركة الفعالة في السلطة وأحزابها السياسية. كما في الاقتصاد والثقافة والقطاعات الأخرى.

وهنا بالطبع لا نستطيع إنزال صفة الكمال على أوضاع المرأة الفلسطينية، فهي كغيرها من نساء العالم، تعاني من بعض التمييز ضدها في مجالات متعددة، كما أنه في كثير من الحالات يسلب حقها بالتعليم والعمل، ويفرض عليها أمور لا تكون راغبةً بها كالزواج وحرمانها من الميراث، وغيرها الكثير من هذه القضايا التي تحد من حقوق المرأة وتعمل على التمييز ضدها، إلا أن هذه النظرة بدأت في العقدين الأخيرين بالتحول تدريجياً، فأصبحت الجامعات الفلسطينية تعج بالإناث، وهذا بحد ذاته بدأ بفرض ثقافة مختلفة عما كان سابقاً، وكنتيجة لهذا أصبحنا نرى المرأة العاملة والتي تساهم في بناء المجتمع بكافة أطيافه.

وبهذا نستطيع القول أن التقرير بحاجة الى دراسة معمقة أكثر حول المرأة الفلسطينية، لا أن يكون مستنداً على رأي شريحة معينة، من الخبراء في مجالات معينة، لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، بل يجب دراسة وضعها عن كثب، وذلك من خلال الرجوع للقوانين والسياسات المطبقة بفلسطين، مستندين بذلك للمؤشرات والإحصائيات المتعلقة بالمرأة في جميع الجوانب، وبهذه الحالة نستطيع الحكم على وضع المرأة في فلسطين، والتي هي برأيي المتواضع في مقدمة الدول العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل