الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة السادسة عشر بعد المئة من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 11 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وصول غازي للحكم
أدى وصول غازي إلى الحكم سنة 1933 , وهو الرجل الضئيل الفهم لمشاكل بلده والذي يملك بالكاد أيه أهلية للحكم , إلى هبوط مفاجيء في نفوذ القصر . وهذا ما أدى بدوره إلى دخول الجيش ميدان السياسة , كما ذكرنا سابقاً . أما هنا فلابد من تكريس بعض الانتباه لتأثيرات هذه الأحداث على الشريفيين السابقين ومصائرهم .
يمكن اعتبار انقلابي 1936 و 1941 , بغضّ النظر عن مظاهرهما التي بحثت قبلاً , على أنهما حركتا عصيان وتمرد قام بهما الشريفيون السابقون الأكثر شباباً أو الذين هم من الصف الثاني , أو شريفيي ما بعد 1918 , ضد العنصر الشريفي السابق المسيطر والذي يقدم الوزراء للحكم . فالعميد بكر صدقي والعميد عبد اللطيف نوري , اللذان قاما بانقلاب 1936 كانا من الشريفيين السابقين من دفعة ما بعد 1918 , وكذلك كان العقداء الأربعة الذين كانوا وراء حركة 1941 العسكرية , أي صلاح الدين الصباغ وكامل شبيب وفهمي سعيد ومحمود سلمان .
وإضافة إلى هذا , فإن التمايز بين عراقويين و عروبيين , الذي ظهر في هذه الفترة داخل سلك الضباط , إنما حصل , هو أيضاً , في صفوف شريحة المثقفين السابقين في السلك .
وفوق هذا كله , فإن كلاً من الشريفيين السابقين المسيطرين كان يقوم بتنمية مجموعة عملائه الخاصة به , ومال خلال هذه السنوات التي تميزت بعدم التوازن السياسي إلى أن يعمل لأهداف متعارضة مع أهداف الآخرين , ولم يتجمع هؤلاء ثانية إلا في ذروة أزمة 1941 , عندما وجدوا أن ليس هنالك تحتهم ما يشكل دعامة لهم , واضطروا إلى الهرب من البلاد .
وبالنسبة لأوسع كبار الشريفيين السابقين , نوري السعيد , كانت الأمور قد بدأت تتجه إلى السوء حتى قبل موت فيصل , كما رأينا .ونظراً لأنه لم يكن يملك إلا القليل من قنوات الاتصال بغازي , فقد تراجع نفوذه أكثر وأكثر في النصف الأول من الثلاثينات . وكان مما ساهم في ذلك أيضاً تزايد أهمية ياسين الهاشمي . ولكن نوري كان لا يزال يحتفظ بوزن كاف , خصوصاً داخل الجيش , ليجعل ياسين يعترف للسفير البريطاني في كانون الأول ( ديسمبر ) 1935 , خلال وجوده في رئاسة الوزارة , إنه (( لا يستطيع الوقوف على قدميه من دون نوري )) . وإضافة إلى هذا , فقد كان نوري يعتمد على السفير البريطاني الذي ـ (( نظراً لأن نوري تعامل دوماً بود مع سفارة صاحب الجلالة )) ـ أفهم غازي (( أهمية )) منحه حقيبة الشؤون الخارجية , وهو منصب كان يشغله بما يشبه الاستمرار منذ 1933 وحتى انقلاب بكر صدقي سنة 1936 . ومهما يكن من أمر , فإن ارتباطات نوري المتزايدة بالسفارة , التي أصبحت معروفة للجميع تقريباً , قضت على أي تأييد كان يحظى به لدى الجمهور عامة . ومن ناحية أخرى , يبدو أن نوري كان يستخدم علاقاته بالسفارة البريطانية لأغراضه الخاصة . , تاركاً لدى زملائه في مجلس الوزراء كان أفكاره كانت مستوحاة من الحكومة البريطانية عندما كان ـ في الواقع ـ لا يعبر إلا عن رغباته الشخصية . يتبع
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ