الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما تحتاجه ليبيا اليوم..

محمد عبعوب

2013 / 11 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مر أزيد من عامين، وقبله إثنان واربعون عاما ومشاهد العسكرة وتجييش الجيوش وتكديس السلاح واستعراضه في شوارع المدن لترهيب الناس تسيطر على المشهد العام في ليبيا، وكأن السلاح والقوة والعنف اصبحت هي أكسير الحياة لليبيين، ولا يرومون غيرها وسيلة للحياة!! ازيد من اربعة عقود عاشتها الأجيال في أجواء حرب او تطبيل لشنها، إن ضد دل مجاورة ، أو ضد بعضنا البعض.. ثارت الناس وانتفضت لما ضاقت بها الحياة واضطرت لحمل السلاح لإزاحة زارع العنف ومنظره، وتم لهم ذلك بفضل الله ومساعدة دولية يتقدمها حلف الناتو الذي لم يكن يوما حليفا لتحرر الشعوب وتطلعها للتقدم.. وبعد زوال هذا النظام ، هل بادر اللييبيون شعبا وحكومة لإلقاء السلاح الذي أدمى أجسادهم، وحطم نفسياتهم وحولهم من بشر يتطلعون الى الحياة، الى أدوات لزرع الموت والقتل العبثي بينهم؟ لاء.. لم ولن يتخلى الليبيون في ما أراه عن هذا الخيار المرضي؛ بل نرى بأم أعيننا ونرصد كل يوم الحكومة التي يفترض فيها ان تطلق مشروعا لبناء مجتمع مدني ، تبادر وتعلن عن تشكيل المزيد من الكتائب العسكرية وترسل أفواج الشباب الى كل أصقاع الدنيا لتلقي التدريبات العسكرية ، بدل ارسالهم الى مصحات نفسية لعلاجهم من حالة الهستيريا التي تسيطر على تصرفاتهم وحياتهم بعد ما خاضوه من قتال واقتتال طيلة السنوات الماضية..
اقول لهذه الحكومة وللشعب الليبي، يكفينا تجييشا للجيوش والكتائب المدججة بالسلاح والقيافات المموهة التي سيطرت على حياتنا على مدى ازيد من اربعة عقود من حياتنا.. ايها السادة إن ليبيا اليوم في أشد حاجة الى جيش من الخبراء التربويين والأطباء النفسانيين والمصلحين الاجتماعيين ، لإعادتنا الى جادة الصواب وتبصيرنا بمخاطر ما ننحدر اليه من تدهور أخلاقي وتراجع في الحس الوطني وتفكك اجتماعي وتحلل من القيم النبيلة لديننا الحنيف كما وردت في القرآن الكريم وليس الدين الارضي الذي وضعه كهنة الدين الجدد.. نحن في حاجة اليوم للسواعد والعقول التي تبني الأوطان والانسان، كفانا تكديسا للسلاح وعبثا بأمننا .. إن هؤلاء الشباب سواء الذين قاتلوا لاسقاط النظام السابق أو الذين اندمجوا في صراعات قبلية وعرقية وجهوية وشخصية، يستوجب اليوم وضعهم وباسرع وقت في معسكرات تأهيل وعلاج نفسي تعيد بناءهم نفسيا للمشاركة في إعادة البناء وتحقيق السلام والاستقرار، بدل إغراقهم في المزيد من أجواء العنف والقوة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع