الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا تعود للشرق الاوسط باوراق جديدة

فالح الحمراني

2013 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



ان تداعيات ما يسمى بالرييع العربي على اصطفاف القوى في المنطقة، مهدت الى عودة الروس الى منطقة الشرق الاوسط وبعد 22 عاما مضت على انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. وبلغ نفوذ وتاثير روسيا حاليا على التطورات في المنطقة الى اعلى مستوى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. ان روسيا تعود للمنطقة من دون خلفيات ايديولوجية او فرض صيغ سياسية على احد او التدخل يشئونه الداخلية وانما بروح برجماتية لتحقيق مصالح تؤكد انها مشتركة وذات منفعة للجميع!.
وتمكنت روسيا في السنتين الماضيتين من تاكيد حضورها بصورة لا يستهان بها في الساحة الدولية، حيث تكلل دعمها للتسوية السلمية للملف النووي الايراني بحدوث بانفراج واعد للمشكلة، وبفعل جهودها لاحت افق انعقاد جنيف 2 للدفع نحو ايجاد تسوية سلمية للنزاع في سوريا. ان نجاح الدبلوماسية الروسية في تجنب سوريا من التعرض لضربة صاروخية من قبل الولايات المتحدة الامريكية واقناع الرئيس الاسد بتسليم الاسلحة الكيماوية، عززت من مكانتها في المنطقة كدولة داعية لتسوية الخلافات الناشبة بالطرق السلمية وعبر المساومات السياسية.
وفي محاولتها لتسوية المشاكل التي لاحت ان لاحلول لها اصبحت روسيا واحد من اللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية. ومن الواضح ان روسيا تعود، بما في ذلك الى منطقة الشرق الاوسط التي تنظر لها على انها احدى مناطق مصالحها الحيوية بما في ذلك الامنية.ان تطلعات روسيا اليوم تشمل كافة خطوط خارطة المنطقة، وثمة دلائل على انها تتقدم في كافة الاتجاهات وتكسر الجمود التي حدث في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية وقطر وتفعل علاقاتها بالعراق، وتجلى ذلك في المحادثة الهاتفية بين الرئيس بوتين وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ومن المباحثات التي جرت بين مسؤولين في وزارتي حارجية روسيا قطر وزيارات رئيس وزراء العراق نوري المالكي لموسكو.
وتمثل التطور الاهم في عودة روسيا الى المنطقة في الزيارة، التي قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيين إلى مصر خلال 13و14 نوفمبر الجاري للقاهرة التي فتحت صفحة جديدة للعلاقات مع مصر.
و تعتزم روسيا ومصر تطوير التعاون بين الدولتين وخاصة في المجال العسكري ـ الفني. وسيجري ذلك في الوقت، الذي تقلص فيه واشنطن حجم تعاونها مع القاهرة في هذا المجال..والتقى وزيرا الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو في القاهرة خلال زيارتهما مع وزيري الخارجية والدفاع المصريين نبيل فهمي وعبد الفتاح السيسي، وذلك لأول مرة في إطار"2+2". وخلال ذلك الاجتماع ناقش الجانبان القضايا المتعلقة بالأمن العالمي والإقليمي وآفاق تطور العلاقات بين الدولتين. وتؤكد القاهرة أنها تنوي إعادة العلاقات مع موسكو إلى المستوى، الذي كان سائدا خلال العهد السوفيتي.
وليس صدفة أن موضوع التعاون العسكري ـ الفني ظهر من جديد في جدول أعمال المباحثات الروسية - المصرية، ففي أكتوبر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن رفضها بيع مصر قطع غيار وسلاح للجيش المصري. وأعلنت أنها ستقلص حجم مساعداتها العسكرية السنوية /التي تبلغ حوالي 1,4 مليار دولار/ لمصر بمقدار الربع. وهذا يعني فقدان مصر لمروحيات ومقاتلات وكذلك لصواريخ مضادة للدبابات، كانت القاهرة موعودة بها من قبل واشنطن، التي أعربت عن عدم رضاها على عدم تحقيق مصر لأي تقدم في تكوين سلطة مدنية في البلاد.
جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن في غسطس الماضي وقف توريد السلاح والمعدات العسكرية إلى مصر. وهو ما دفع القيادة المصرية الحالية للبحث عن مصادر للسلاح في دول أخرى. وستقوم موسكو بملء الفراغ، الذي ظهر في هذا المجال وأعلنت عن استعدادها لتوريد السلاح والمعدات العسكرية لمصر بشروط ميسرة. والحديث يدور عن أسلحة تصل قيمتها إلى 4 مليارات دولار وذلك بعد أن وعدت العربية السعودية بتعويض المصريين عن خسارتهم المالية بسبب العقوبة الأمريكية
وتؤكد روسيا أنها لا تنوي إبعاد أحد عن مصر. وقال لافروف معلقا "نحن لا نعقد الصداقة ضد أي أحد". ووصف مصر بالشريك المجرب عبر الزمن.وأشار لافروف إلى وجود مواقف متقاربة لدى الدولتين حول النقاط الأساسية في التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، وحول طرق حل النزاع في سورية، وحول عقد المؤتمر الدول الخاص بحظر انتشار السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط.
وانتهت المباحثات بين وزيري الدفاع في الدولتين بالاتفاق على إجراء مناورات تكتيكية في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية، وتوسيع التعاون بين القوات البحرية والقوات الجوية في الدولتين.كما تم خلال المباحثات التطرق إلى المسائل الاقتصادية...ويجب القول إن المباحثات الروسية - المصرية توافقت مع زيارة الطراد الصاروخي الروسي "فارياغ" الى ميناء الاسكندرية.
وتدلل التطورات على وجود احتمالات لتغير الوضع ي منطقة الشرق الاوسط. وهذا يعود ليس فقط لقوة روسيا وانما لتغير اولويات امريكا اضافة الى ان شعوب المنطقة لم تعد تطيق الحروب والاضطريات والتوتر، وتتطلع الى القوى التي يمكن ان تساعدها على احلال الاستقرار واقناع الاطراف المتحاربة بالجلوس الى طاولة المفاوضات لحل المشاكل القائمة ولو عبر التنازالات المتبادلة والحلول الوسط، لما في مصلحةالدول والشعوب وليس للطوائف والاحزاب والبطانات، وتلمح روسيا انها احدى تلك القوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال