الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تصبح مدير عام

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2013 / 11 / 22
كتابات ساخرة


أطرق سيد علاء رأسه نحو الزولية المبللة في الغرفة التي أعمل بها وهو يخبرنا حاملا (لفّات الفلافل) بأن صاحبنا (ثائر) صار مدير عام , أقسم بأنه رآه (مترندحا) في الخانة الخلفية لسيارة بماركة أميركية مظللة تشبه دبابة برامز وهو يمر في شارع الكفاح وأمامه سيارة شرطة , نزل الخبر علينا مثل الصاعقة , معقولة قلتها بطريقة (أنا أخوك ) مع شهقة وصفقة باليدين , تقمصها معي صاحبي (سمير) وفعل نفس الشيء , وكأن الخبر أعلان لحالة وفاة , ياخسارة , ترجل فارس آخر عن جواد الغيرة والأخلاق , فنحن (بالتحديد) نعرف كيف يصبح المرء مديرا عام خصوصا هذه الأيام , ربما في أعماقنا حسد وغيرة مثل الجمرة المستديرة نتقلب معها في رغبة وشغف و أمتناع , فالزمن صعب والحياة تحتاج مزيدا من الموارد والأموال , أولاد ثائر مثل أولادنا كبروا وراتبه دون المليون دينار , ومن يرى الرقم كبير عليه أن يستعرض الكم الهائل من المتطلبات فرضها تطور الحياة , الهاتف المحمول لوحده يحتاج أكثر من خمسين ألف كمصرف شهري ولكم أن تتصوروا كم تكون تكلفه ستة هواتف محمولة في البيت الواحد موزعة على الأفراد معها أجور الأنترنت و الغاز والبنزين و الكهرباء مع غذاء بأشكال عديدة , اليومي والأسبوعي والشهري , طبعا الملابس و الطبيب والمناسبات لها أعتبارات لاتسع الكلمات لوصفها , وأمور أخرى عبارة عن حزمة من الألتزامات فنحن في العراق ولسنا في الدنمارك وأن مايحصل عليه (صويحبنا ثائر) لم يكن ليوصله الى منتصف الشهر بكل الأحوال , أستطرق سمير:
الرجل كفوء , لكننا نعلم بأنها لا تأكل في العراق , و يبقى السؤال الأهم :
- كيف أتم الصفقة و لمن باع نفسه ؟
- هل وقّع على صك بدون رصيد بمليار ؟
- أم أنه ألتزم بكمبيالة بقيمة مليون دولار؟
أجبته : الكمبيالة أفضل من الصك , فالأخير تهلكة مصيرها العبودية الأبدية أوالحبس , لاتقل أنه سيسرق تالي عمره هذا الرجل المصنوع من الشرف وطيب والاصل , بل قل كم سيسرقون بـ (رأسه) وذلك هو السؤال الصعب ..
سمير:- سيتخذ له خدامه مثل حجّي مجيد و سيكون له حماية يقفون في الباب , لن نتمكن أن نراه فهو سيضيع مابين الأجتماعات و الأيفادات , هل تتذكر يوم دعانا الحجّي وطرح علينا نفس الفكرة , أحنا مو وجوه نعمة , كانت وليمة تاريخية لم أتخيل أنها لفردين أثنين فقط , تصور أنه جلب لنا طعام قيمته 750 ألف دينار (حتى بعرس أمّك مشايف مثله), أراد أن يجعلنا مدراء عامّين , أنتَ على التخطيط وآني على الأبنية , (تالي دفرنا النعمة برجلينا على أساس شرفاء , ماعم علينا غير هالمباديء الكَشرة وتاليها نبقى للأبد فراريش مانتقدم خطوة للأمام ) كنا أصبحنا الآن وكلاء وزارات أو على الأقل سفراء ..
- على كيفك سمير , أنت تعرف الوضع قبل أربع سنوات , أحنا ناس فقره نخاف على جهالنا ومابينا حيل طلايب ولعب مع الحيتان
سمير - شغلة الولاء صارت أمر واقع , لازم نشوف الحجي ونبصم له بالعشرة , وخلّي يحط علينا كومة صكوك وكمبيالات , عمي أذا بقينا على وضعنا ما نكَدر نعيش ومراح تفيدنا المباديء , أشحصلنا منها غير العوز و الضيم , كلها كذب مالها علاقه بالواقع والمتطلبات , الله وكيلك كلها كلاوات ...
مولاي سيدّ علاء وين صار الچاي ؟
خلي نحتفل بسقوط رجل آخر من جماعتنا المبدئچية المحترمين .. نحو حضيض المحسوبيات , تاليها حط راسه ثائر بالربج وأرتاح
حين شربنا حد الثمالة الشاي الزنكَين من يد مولانا أبو النور (سيد علاء) رددنا نحن الثلاثة أهزوجة (حبوبتي) التي تستخدمها كتعويذه حين (يتعوّر) أحدنا عندما كنّا أطفال لكي ننسى الألم بتشتيت الأنتباه :
ياعكَروك شكَ الكَاع وأطلع .. مرتك عرسّت و التفكَ يركَع .. للكَاع .. للكَاع ..

سيناريو حقيقي جرى في وقت ما .. أودعناكم أخوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حلوه
علي العبيدي ( 2013 / 11 / 22 - 16:14 )
سالوفه جميله تحكي واقع غريب في زمن غريب بات فيه كل شيء غريب!!!يحكي صديق لي كان مديرا عاما ثم اغضب بعضهم فطرد من منصبه انه فوجيء برسول من مرجع ديني ورئيس حزب(يحمل اسم الاسلام!!!!) ان يطلب منه ان يساهم ببعض ما تجود به وظيفته كمدير عام من عطايا ومشاريع ومقاولات كي يدافعوا عنه ويقفوا بجانبه!!!يقول صديقي -بهت وصعقت وقلت للرسول-اذا كان المرجع الديني هذا حاله فكيف بباقي قائدي هذا الشعب المسكين والقائمين على حكمه والتحكم بشؤونه؟؟؟؟
وكان ان يجد صديقي نفسه بعد يومين لاغيرهما عاطل عن العمل!!!

اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف