الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختطاف رجاء الناصر سيناريو معكوس لاختطاف عبد العزيز الخيّر والهدف واحد

محمود جديد

2013 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


   - بتاريخ 20 / 11 / 2013 وفي حوالي منتصف النهار تمّ اختطاف الأخ المناضل رجاء الناصر في منطقة البرامكة عندما كان يتنقّل سيراً على الأقدام ، وبرفقته الأخ : ناصر مرعي  الذي نُقِلَ إلى طريق مطار دمشق الدولي بسيارة أخرى  .. وهناك تمّ إخلاء سبيله  حيث توجّه عائداً إلى دمشق سيراً على الأقدام وعند وصوله إلى قرب كليّة الهندسة الميكانيكية تمكّن من ركوب حافلة صغيرة وعاد إلى دمشق وأبلغ الهيئة بما جرى ..
- وبعد استعراض حادثة الاختطاف نسجّل الملاحظات التالية : 
1 - إنّ الجهة المتّهمة بجريمة الاختطاف هي أحد فروع الأجهزة الأمنيّة السوريّة ، وخاصّة مخابرات القوى الجويّة ذات السوابق الكثيرة في هذا المجال  .. لأنّ النظام السوري هو المستفيد الأوّل من عمليّة الاختطاف نظراً لأهميّة الدور الذي يلعبه الأخ رجاء في قيادة هيئة التنسيق الوطنية إعلاميّاً وسياسيّاً وإداريّاً.. ولحساسيّة التوقيت بسبب قرب احتمال عقد مؤتمر جنيڤ-;-2  وكون الهيئة إحدى التشكيلات السياسيّة المرشّحة لحضوره ، ووجود اسم الأخ أبي طلال من ضمن الوفد الذي يمثّل الهيئة ..مع العلم أنّه يُعتَبرمن أكثر قيادي هيئة التنسيق وضوحاً وثباتاً والتزاماً بالحل السياسي الديمقراطي  ورفض العنف والعسكرة .... الخ .   
2 - إنّ هدف الاختطاف هو  إرباك هيئة التنسيق وإضعافها وإرهابها وإلهائها عن متابعة نضالها السلمي   
لجمع وحشد القوى والشخصيات المعارضة حقّٰ-;-اً من إجل إسماع صوت المعارضة الوطنية وخاصّة داخل سوريّة في المؤتمر الدولي المحتمل انعقاده .. وإضافة إلى ذلك قد يكون الهدف إحراج الهيئة عند حضور مؤتمر جنيف بدون مشاركة عضوين من وفدها إليه ( الخيّر ، والناصر ) وبالتالي تعليق مشاركتها حتى إطلاق سبيلهما ، وبالتالي جرّها إلى عدم الحضور ، ولذلك من الحكمة والمنطق أن تصرّ الهيئة على المشاركة في كافّة الأحوال ... 
3 - حرمان الأخ رجاء من السفر للمشاركة في لقاء رتّبه مع  نائب وزير الخارجيّة الروسي وبمشاركة الأخ الدكتور هيثم منّاع في الاسبوع المقبل ،  ومن حضور مؤتمر جنيڤ-;- 2 .. ويبدو أنّ النظام الأمني لديه حساسيّة مفرطة من إقامة أيّ فصيل معارض أيّة  علاقة مع جهة خارجية صديقة للنظام ..  
4 - سعي الأجهزة الأمنية للحصول على معرفة آخر مواقف هيئة التنسيق وغيرها من القوى والدول التي تلتقي معها  ، وتجميع أكثر مايمكن من المعلومات والمعطيات وتقديمها للقيادة السورية من أجل استكمال رسم وإقرار الموقف السياسي السوري الرسمي قبيل عقد مؤتمر جنيڤ-;- ، والتصدّي لآراء المعارضة السورية المشاركة في المؤتمر ، ومحاولة دحضها  ... 
5 - من المحتمل أن يكون عدم اعتقال الأخ رجاء ورفيقه من مكتب الهيئة ونقلهما إلى طريق مطار دمشق الدولي ثمّ إخلاء سبيل السيّد ناصر مرعي هناك هو التضليل والتمويه عن الجهة الحقيقيّة الخاطفة وفسح المجال لاتّهام أطراف أخرى ... ولا يعني أنّ الخاطفين قد  سلكوا الطريق نفسه بالنسبة لأبي طلال ،   أمّا في حالة اختطاف الأخ عبد العزيز الخيّر فقد احتفظت برفيقيه حتى تحرم الهيئة وأسرهم من أيّة معلومة تؤكّد اختطافه من قبل المخابرات الجوّية وإلقاء مسؤوليتها على الجماعات المسلّحة لتغطية جرائم تلك الأجهزة بحق سياسيّين اعتمدوا الحل السياسي وسيلة للتغيير الوطني الديمقراطي  الذي حلم به الشعب وناضل من أجله عبر عقود ، وقبل أن تُحرَف الانتفاضة عن شعاراتها وأهدافها الوطنية  وتُجهض بالتسلّح والعسكرة والعنف المزدوج ووصولاً إلى الحرب المجنونة ... 
6 - إنّ مانقلته الميادين عن لسان مندوبها  في دمشق بأنّ اعتقال أبي طلال تمّ بطريق الخطأ وسيُطلَق سراحه قريباً هو انعكاس عن فشل السيناريو الذي أشرناإليه سابقاً وتأكيد على هويّة الجهة الخاطفة ،  وربّما حدث ذلك نتيجة خطأ أحد العناصر الأمنيّة الخاطفة ، أو بإيعاز من طرف ما من النظام بهدف امتصاص النقمة ولفلفة الجريمة ...لأنّ المندوب لن يختلق هذه المعلومة من عنده وإنّما بإيعاز من جهة مخابراتيّة ، وهذا مؤشّر واضح على تخبّط هذه الأجهزة ...  
7 - إنّ إصدار تصريح رسمي من قبل السلطة السورية الخميس الماضي  بعدم وجود أيّ  علم لديها بعملية الاختطاف ، يذكٰ-;-رنا بتصريح وزير الإعلام أبّان اختطاف الدكتور عبد العزيز الخيّر ، وقد يكون التصريح صادقاً إذا سحبنا مفهوم السلطة على الحكومة لأنّ الأجهزة الأمنيّة في سوريّة هي سلطة رابعة  وتنفرد بكثير من القرارات والإجراءات  القمعية ، وبأسلوب قد تتجاوز فيه  رئاسة الوزراء نفسها  ... 
وعلى كلّ حال ،  فإنّنا نشجب وندين عملية اختطاف واعتقال الأخ رجاء الناصر، ونطالب باطلاق سراحه وسراح جميع  المعتقلين السياسيين .. 
  وأخيراً ، نستطيع القول : إنّ اختطاف الأخ رجاء تعبير عن مدى النزق والعصبية التي يشعر بها النظام كلّما اقترب موعد مؤتمر جنيف2 من جهة ، وتخوّفه من خوض معركة الحلّ السياسي ، وإجباره على كشف كامل أوراقه على طاولة المفاوضات  أمام حلفائه وخصومه والمجتمع الدولي بأسره من جهة ثانية ، وهذا ما سيضيّق هامش المناورة لديه ويجبره على القبول  بالاستحقاقات والمتطلّبات الّلازمة الواردة في تفاهمات جنيڤ-;-1 في حال استمراره على  طريق الحلّ السياسي المفروض عليه  ، أو التنصّل من المؤتمر ومتابعة حلّه الأمني العسكري غير آبه بالضغوط الدوليّة  .. 
في 22 / 11 / 2013 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من مسافة صفر.. استهداف دبابة إسرائيلية بعبوة -العمل الفدائي-


.. متظاهر يهتف -غزة- خلال توقيفه بنيويورك في أمريكا




.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب