الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهرة السحاب

حاتم الشبلي

2013 / 11 / 22
الادب والفن



علي مقربة من الحلم أو علي مبعدة من الصحو كان لقاؤنا الاول ،كنت أجلس وحيداً في تلك الحديقه حين باغتتني تلك الصوره ، الصوره التي ستأخذني إلي فضاءات ملائكيه ملونه بالسحر والغموض ، في البدء ظننتني الملم صديً باهتاً لأحدي بنات أفكاري اللائي أرهقن بفعل المساحيق الروحيه ، وتعلمت حينها درساً لازعاً عن كيفيات الصدفه وسخاء المخيله الاصطناعيه ،وضعت حقيبتي -الصديقه الوحيده التي لم تفارقني - بجانبي واستسلمت لنوبه من الخدر الذي تسرب من اطرافي متمهلا كالراتب الشهري ليضعني علي منصة الإقلاع المفاجئ ، وبالرغم من انني ومنذ فترة ليست بالهينه أستننت لنفسي قانوناً يحكم ردَاتي إزاء الفعل النسوي الحريف (إذا أردت أن تفعل شيئاً فأفعله حالاً ودون تردد) إلا أن قدماي تحركتا تلقائياً وبدون سابق إشاره ، وخارج إطار هذا القانون نفسه ،لدرجة أنني لم افعل شيئاً ، كنت أقف مشدوهاً كطفل يتيم معدم في سوق المدينة ، أحدق في الصوره وأجتهد لأضع علي فمي كلمة تحررني من ذلك الأمتلاء ، فخانتني جميع الحروف ، كأن الصوره قد كسرت سجن المعاني فهربت جميع المفردات عارية كما ولدتها أمها وأنا أطاردها لأرد لها بعضاً من الحكمه ، أخذتها من يدها وأنطلقنا مع أول غيمه طائشه عبرت سماء المدينه ، حدثتها عن فينوس الماكره وكيف صارت (قًواده) لتدرك مجداً كان ولا زال وسيبقي حلماً أنثوياً أبدياً عصياً علي النسيان ، ثم أقترحنا أن نعيد تشكيل الذاكره الجماليه بما يتماشي مع المعطيات الإستوائيه لتصبح فينوس الجديده الكنداكه المتوجه علي عرش الجداره والإمتياز ، فأرتسمت علي شفتيها الناعمتين إبتسامه غامضه لم أدرك معناها بعد ، ومنذ ذلك الحين أختفت الموناليزا من اللوفر ولم تعد تطل من علي الجدران ، حدثتني عن تأريخ السلطه الذكوريه وعسف الطبيعه ونضوب الروح ، وقلت لها : ) كل شئ جائز ياحبيبتي ، فكوني حذرة في مواسم الصيد) ثم أخبرتها عن ولعي بالإكتشافات والمدن الجديده والسفر وإن بداخلي ظمأ لايرعوي لأجرد الأشياء من غموضها وغلالتها الساتره ، عن هوسي بالأنحناءات والدوائر والأقواس والكرات لأعتقادي أن بداخلها روح سحريه تطيل العمر وتمنح الخلود ، فقالت : ( أسطورة الشبق ) .....
فقاطعتها : ( إنها ليست أسطوره إنها الحقيقه )
قالت : (وكيف عرفت ذلك)
قلت :( من أ سفاري وتجاربي )
قالت : ( أنت تمارس غوايتي لتنال من حريتي )
قلت : ( الأمر ليس كذلك ، الحريه تبدأ من الداخل ، من هنا ) وغرست أصبعي مابين نهديها الطافرين فأنتفضت وزجرتني ...... وفي مساء عبورها الحفيف هددتني بالحرمان فأتهمتها بالأستخدام المفرط لقوانين الترويض فأصابها ذلك الأحساس المفرح المرافق للقوة ، وأخذت تمسح دموعي بمناديل أفتراضيه صنعتها من قماش صدريتها الدافئه ، ورسمت علي جبينها وديان صغيره كأنها صورة مصغره لأنهار الجنه، صامته، وعنيده، وتنوي علي شئ ما .
بعد مايقرب المائة حلم ،وجدتني ضائعاً، تائهاً وسط الفضاءات الضبابيه ، اطارد نجمات أحلامي واحدة تلو الأخري أبحث عن صورتي المقدسه ولا اجدها أبداَ ، تركتني ومضت في غيابها السحيق مخلفة فوضي وحرائق وإبهام كثيف ، مضت دون أن تمهلني وربما لم تكن تدري أنها أخذت معها حلماً .

تمت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا