الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد الأخوان المسلمون؟

عمرو البقلي

2005 / 6 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لا زلت أذكر ذلك الخبر الذي طالعتنا بة جريدة الحياة اللندنية ورغم مرور أكثر من عاميين علي الخبر إلا أنني لا زلت أذكرة رغم غياب رقم العدد و تاريخة عن ذاكرتي , و كان يتحدث هذا الخبر عن الدعوة التي وجهها الدكتور سعدالدين إبراهيم لقيادات بارزة في جماعة الأخوان المسلمين للحوار مع مندوبين من الأتحاد الأوربي في النادي السويسري بالقاهرة في أواخر مارس/ أذار 2003 , و كيف أن السيد عصام العريان غضب و كان علي وشك مغادرة اللقاء إثر رد أحد المندوبين الأوربين علي إقتراح السيد العريان بالسماح لحملات تبشيرية إسلامية بالعمل في أوربا بأن يفتح المجال أيضا لحملات تبشيرية مسيحية بالعمل في مصر .

الخبر رغم صغر حجمة و عدم سردة لتفاصيل اللقاء ربما لا يثير الأهتمام و لكن تصرف السيد العريان يدل علي إذواجية عالية في فكر الأخوان المسلمين , الذي هو بالطبع أحد قيادتهم و أحد المتحدثين عنهم , فهم يعطون الحق لأنفسهم ثم في ذات اللحظة ينكروة علي غيرهم في نوع غريب من أنواع الشيزوفرينيا الفكرية التي تدل علي حقنا في إنعدام ثقتنا دائما في خطاب الأخوان المسلمين لأنه كالحرباء القادرة علي التلون في أي وقت لمجاراة الواقع.

قفز الي ذهني هذا الخبر عندما كنت أتابع التصريحات و المواقف الساخنة أحيانا و المائعة في احيان أخري الناتجة عن جماعة الأخوان المسلمين في الفترة الأخيرة و قد أدركت بالفعل حجم المراوغة التي يمتلكها دائما ممثلين تلك الجماعة .

وقد عودنا الدهر أن يظهر هذا دائما في خطابهم السياسي فهم يهاجمون كل الأنظمة بلا هوادة مع وضح دروب و إحتمالات للرجعة دائما

و يظهر هذا جليا في الفترة الأخيرة منذ ان بدأت قوي المعارضة في مصر تنتفض ضد النظام الحاكم, ففي البداية إنضموا للحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" ثم و بدون اي مقدمات إنسحبوا منها بل ووصل الأمر الي وصفها علي لسان المرشد العام للجماعة بأنها حركة شتامة في خطوتين في قمة التناقض , ثم صعدوا من نغمة المعارضة للنظام منفردين في صورة تصريحات ساخنة واصفة النظام بالأستبداد و الأحتكار و في نفس الوقت يخرجون عليك بأية قرأنية مضمونها أن الحكم هو هبة من اللة لا يستطيع أحد أن يتدخل فيها , و بعدها بأيام يسيرون المظاهرات المطالبة بالأصلاحات السياسية و بتفعيل الديموقراطية , ثم و بعد حملة إعتقالات في صفوفهم يعلنون رفضهم ترشيح مرشح للرئاسة والأن يحذرون النظام المصري من سحب البلاد لدائرة عنف لا تنتهي و كأنها تهديد أو إشارة لأمكانية إستخدامهم للعنف في مواجهة النظام , و لا أعلم ماذا سيكون التصريح القادم للجماعة علي لسان مرشدها العام لمحاولة إزالة هذا التصعيد الأخير فأنا أتوقعة خلال أيام إن لم يكن ساعات .

و من يراقب تلك التحركات يري أنها دائما ما تتأرجح بين المولاة أحيانا و المعارضة في أحيان أخري .

و هنا تبرز الأسئلة

هل يريد الأخوان السلطة ؟

هل يريدوا الأبتزاز من أجل بعض المزايا كماقعد في البرلمان أم وزارة من الوزارات أم نقابة من النقابات؟

أم يريدوا لعب دور الحمل المسكين الذي يسقية النظام المصري يوميا أقسي ألوان الضنك و العذاب و التنكيل و السحل , في مسرحية مفضوحة بينهم و بين النظام المصري لكي ترتفع أسهم التعاطف معهم في الشارع المصري فيعود النظام مرة أخري لكي يبتز بهم الأمريكيين و يلعب لعبتة المشهورة إما أنا و إما الأخوان؟ و هذا في مقابل بعض الفتات يلقية النظام لهم .

هل هي العبة القديمة التي حفظناها عن ظهر قلب منذ أن لعب بها السادات في الماضي من أجل ضرب المعارضة؟
هل يحاول مبارك الأن أن يعيد الكرة و يستمتع هو الأخر بنفس اللعبة مقابل فترة أطول علي صدور البلاد و العباد ؟
ألم يتعظ من أن تلك اللعبة هي التي إنتحر بها السادات في الماضي ؟

و المثير للسخرية بعد كل هذا التمثيل المفضوح يخرج علينا البعض بقول ساذج مفادة أن الأخوان قد تغير فكرهم و اصبحوا ديموقراطين و مسالمين و يتقبلون الفكر الأخر و يطالبون بالتعددية , في صورة تدل إما علي سذاجتهم أو ظلمنا للأخوان.

و لكي ابرهن علي أنني لست ظالما للأخوان و لا أتعمد الأفتراء عليهم سأذكر عدد من الأقوال لقيادات سابقة في الأخوان المسلمين تدل دلالة صريحة علي كفرهم بالديموقراطية و التعددية, و إذا إفترضنا فعلا أن الأخوان قد تدمقرطوا , فإن الواجب يحتم عليهم إعادة تقييم الأفكار القديمة أو التنصل من هذة الأقوال و إعلان تاريخيها أو أي شئ أخر يروة مناسبا لكبريائهم و يبعث علي إثلاج صدورنا من أدبياتهم السابقة التي كانت تكفر بالديموقراطية كفرا بواحا .

و أسرد بعض هذة القوال فيما يلي :

1- حسن البنا : " إن حزب اللة هو الحزب المأمور بقيامة , وعكسة حزب الشيطان الممنوع إقامتة " , " إن الحزبية السياسية التي تفشت بين الناس فرقت الكلمة و مزقت الوحدة و أفسدت الأعمال وعطلت كل النواحي" , " إن الأسلام يحرم هذة العصبية الحزبية " .
2- عمر التلمساني : " إن كلمة الأحزاب وردت في القرأن مقرونة بالشر " , " أن الأحزاب ما هي إلا لعبة استعمارية كما أن الدستور فكرة استعمارية "
3- صالح عشماوي : "عند أول عهدي بعضوية مكتب الأرشاد ثار البحث هل الشوري في الأسلام أم غير ملزمة؟ أي هل يتقيد فضيلة المرشد العام برأي مكتب الأرشاد أم إن المكتب هيئة إستشارية لة أن يأخذ برأيها أو أن يخالفة إن شاء ؟ و كان رأي فضيلة المرشد أن الشوري غير ملزمة و أن من حقة نخالفة رأي المكتب "
4- مصطفي مشهور : " إننا نقبل بمدأ التعددية الحزبية الأن , لكن عندما يقوم حكم إسلامي فإننا نرفضها و لا نقبلها "

و لا أريد أن أزيد من السرد لأن الصفحات لن تكفي و الأقلام لن تستمر لسرد تلك الأقاويل و المواقف و طبعا مهما جهدنا و مهما نقدنا فلن نحصل علي رد من جانب الأخوة المتدمقرطون الجدد , فهم دائما يصمتون كالقبر .

في النهاية فقط أريد أن اتسائل و بصوت ربما يكون أكثر إرتفاعا من ذي قبل " ماذا يريد الأخوان المسلمون ؟؟ "









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل