الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعالوا نتصالح

رفعت السعيد

2013 / 11 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


وللإيضاح المبكر فالدعوة ليست موجهة للإخوان وإنما لخصومهم أو الذين يقولون ذلك. إنها موجهة للذين يفترض أن توحدهم أوجاع الوطن وطموحاته نحو مستقبل ليبرالى ديمقراطى وعقلانى وعادل. وهم فى التعداد الظاهر كثيرون وإن توحدوا كانوا قادرين.. ولكن؟ وإذ تأتى و«لكن» هذه الى أى عبارة حواراً كانت أم كتابة فإنها تعنى الحسرة على ما هو كائن وعلى ما هو فائت.

ولقد يتصور البعض أن هذه الحسرة تدفعنا حتماً إلى التباعد الذى يدفعنا إلى الانشقاق، والانشقاق يقتادنا إلى الصراع.. فتكون و«لكن» وتكون الحسرة. ولكن هذه الدعوة تستدعى رغبة جماعية لشىء أساسى وهو التصارح. فنحن مثلاً نمتلك كثيراً من الغيظ إزاء تصرفات د. الببلاوى وعدد من أركان حكومته. وأعود فأكرر أن فى الوزارة عديد من الأصدقاء وعديد من العناصر الفاعلة وبإخلاص وتفان من أجل تحقيق شىء ما نافع للوطن والشعب.

تتأملهم فيكون الإعجاب ولكن عندما يضافون إلى بعضهم البعض ويكون اجتماع مجلسهم تكتشف دخول النقص الفاضح على ما يقررون. بعضهم ممتازون كأفراد والطبيعى أن يزداد الامتياز فى الأداء إذ يتجمعوا لكنه ويا للأسف ينقص بل يتلاشى فيأتى كل شىء باهتاً وخائفاً ومرتعشاً. هناك إصابة لدى البعض بحول العينين يقول إنه ضد جماعة الإخوان وضد تصرفاتها وضد إرهابها وإفسادها، ويقول إن الشعب رفضها وأسقطها لكن عينيه لا تتجهان إلى الشعب وإنما إلى جهات أخرى.. أمريكا؟ ربما، أوروبا؟

ربما أيضاً. وربما كان الهدف إظهار حالة من المرونة أمام خصوم بالخارج فنكون ضعافا وضائعين فى مواجهة خصوم الداخل. ولولا قدر عال من الشجاعة والكفاءة يتمتع بهما الجيش والشرطة لكانت حكومة د. الببلاوى قد انهارت فى مهانة أمام حفنة من طلاب الجامعات ومتظاهرى الجماعة وألتراس الجماعة. والأصل أننا نسعى نحو مواجهة فكرية وثقافية وقانونية مع الإرهاب الإخوانى، لكن الشهداء من الجيش والشرطة يتساقطون بينما لم يزل بعض الوزراء يتمتعون بحالة من الضعف والهزال ليس فقط أمام متظاهرى الإخوان وإنما أمام الخارج.. وكأنهم يقولون لهم كونوا شهوداً نحن ندعوهم للتصالح، ونلح عليهم فى التصالح وهم يعرضون ما يسمونه مصالحة ولكنها تصفية للثورة وحماية للقتلة وعودة لحكم الإخوان.

إنهم يخرقون القانون ولا نفعل شيئاً يوجهون الإساءات، يمارسون العنف ونلح فى التصالح، يرفضون ونلح فى التصالح.. وكل الشكر يأتيهم من الخارج على كرم أخلاق وسماحة البعض فى الحكومة، بينما يواصل الخارج دعم الإخوان والدفاع عنهم.. والعينان لم تزالا مصابتين بالحول.

ويأتى حزب النور محاولاً أن يتحدث باسم السماء وهو الذى خضع وتملق وشارك وفعل وأسهم فى كل نقيصة فعلها الإخوان من تزوير الانتخابات والتصويت لمرسى وسلق دستور بائس ثم يأتى الآن ليتملعن مدعياً الحديث باسم السماء، وما كانت السماء بحاجة إلى منافقين ليتحدثوا باسمها.

ونأتى إلى إخوة النضال فى جبهة الإنقاذ، تلاحمنا بقدر مقبول من الإخلاص فنجحنا، فإذ جاء زمن الحصاد صار الكثيرون يتخفون خلف ابتسامات مصطنعة، ونعرف ونتأكد بوجود اتصالات وتحالفات وقوائم جرى إعدادها والبعض يتلاعب بالبعض.. ولكن بسماحة وحسن خلق. ولقد سعيت فى اجتماعات قيادة الجبهة إلى إيضاح أن الجميع يعرف ما يفعل الجميع. وعندما يؤكد واحد من القيادة أنه يتمسك بالاتفاق الذى سيتم، فقد لا يصدقه العض لكنه يواصل التأكد مبتسماً.

وفى غمار الإعداد لمعارك انتخابية طاحنة مقبلة قد يستشعر البعض أن التحالفات الخفية هى نوع من المناورات المقبولة، ولكنه قد لا يعرف أن من يناور معهم ضد الآخرين هم أيضاً يناورون ضده. وربما لأن البعض حديث العهد بالسياسة فإنه يتصور أن السياسة هى فن المناورة وفن الكذب، بينما هى فن الصدق القادر على العمل المشترك المخلص والقادر على النجاح، أما ما عدا ذلك فيمكن أن يضعف الجميع لصالح خصوم الجميع. فلنتصارح كى ننهض معاً موحدين لنحمى مصر وشعبها ونبنى وطناً حراً ليبرالياً عادلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حمي الوطيس
عبد الله اغونان ( 2013 / 11 / 22 - 23:50 )

لاخير يرجى من الانقلابيين
لن يتفقوا على شيئ بأسهم بينهم شديد
يدعي الكاتب أن البعض يخدم أجندة أمريكا والأروبيين وهذا غير صحيح فأروبا وأمريكا
مازالوا يقدمون دعمهم السياسي والمادي اضافة الى الدعم الخليجي.
جل الانقلابيين من العسكر/الشرطة/ البورجوازية/ القبطجيون /اليسار الهجين/أزهر وكنيسة العسكر/الاعلام المضلل/ المهزومون انتخابيا... هم مرتبطون بالخارج طبقا وايديولوجيا ولايهمهم الشعب المصري
اللهم اضرب الانقلابيين بالانقلابيين واخرجنا بينهم سالمين


2 - المفلس
د. حيدر إسماعيل ( 2013 / 11 / 23 - 17:10 )
كم اتمنى أن يخرس هذا الدعي (أغونان) .. ولا أدري ماذا يفعل هنا في الموقع العلماني، الذي يعتبر في وجهة نظره موقعا كافرا، وبالتالي فإن مشاركته هنا لايحسب له ثواب غير الاثم في يوم القيامة
ألم تدرك حتى الآن أن عهد الإخوان والاسلام السياسي المصلحي قد انتهى
ألم تلاحظ بعد أن الاخوان قد اسقطوا نفسم بيدهم، كونهم لايفقهون العمل السياسي.. وما زالوا مستمرين كحمقى في البغي وحرق الارصدة
انقل عويلك وبكائك إلى موقع من جنسك وفكرك


3 - لايمكن اخراسي الا بالحجة والحوار
عبد الله اغونان ( 2013 / 11 / 24 - 17:51 )
أناقش العلمانيين والمسيحيين وحتى اخواني المسلمين وأصحح المفاهيم وانتقد المغالطات
لايهمني من يعارضني بل يهمني ذلك القارئ الذي يمكن أن يمارس عليه النصب والاحتيال
الفكري والتلبيس
أنا لاأكفر أحدا مع أن هناك من يعلن الكفر
عهد الاخوان انتهى بانقلاب صحيح ولكنه انقلاب لايملك خارطة طريق جادة لتسيير الأمور
ودلالة ذلك انه استعان في انقلابه بمن باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل
هل يرجى منهم خير
هاهي المظاهرات يوميا في كل القطاعات طلاب عمال مواطنون قنينة الغاز منعدمة وغدا سينعدم الرغيف القطارات توقفت والسجون امتلئت دماء الشهداء صارت هدرا مبارك وزمرته صاروا ابرياء
بدأ الصراع بين الانقلابيين وكل التركيز على تقسيم المناصب والمهام العسكر سيرشح الانقلابي السيسي ويضع له حصانة وحصانة للوزراء بدعوى حسن النوايا
حمي الطيس
الاخوان عائدون وبقوة
فشل الانقلابيين ظاهر السؤال متى؟
قريب ان شاء الله
وسيعلم الذين انقلبوا أي منقلب ينقلبون
بالتأكيد الاخوان عائدون

اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو