الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والجنون – 10 التجنين – 2

عبدالله الداخل

2013 / 11 / 23
الادب والفن



-"فهمتُ الآنَ معنى اليأس من الوصول الى المدينة؟"

-"محظوظ ٌمَنْ يفقد الذاكرة َالقصيرةَ والماضي الطويلَ فإنَّ في الحظ زَيْفَ سعادة ِالأسماكِ وذعرَها المستديمْ

بها الخوفُ جنونٌ يُنضي الجفونَ حملقة ًفيُلغيها فلا تغفو ولا تَغمُضُ العينانِ بل لا تطرِفُ من بؤسِ ما في القلب من رعبٍ قديمٍ قديمْ

لها حَرقة ٌفي الوجودِ وفي الذاكرات آونة ٌ قليلاتٌ وتأريخٌ ضئيلٌ تعُـُبُّ فيهِ الماءَ لاهثةً ًأو سعيدة ً تبدو ولكنْ لا تـُطفئُ الأنهارُ ولا البحارُ فيها جُذوة ًمن غليل

فما يميّز النسيانَ ذاكرة ٌ، وما يميّزُنا عن الأحياءِ بحثٌ في التفاصيل عن دليلٍ للوصول سيَهدينا بمنعطـَفاتِ الطـِّرادِ الى سَواء السبيل!

فبئسَ ما تذكّرْنا أو نسِينا من تواريخ الطرائدِ التي تظلُّ تعدو في دواخلنا وبئسَ العدوُّ وبئسَ الطريدُ وبئسَ الدخيل!

وبئسَ ما في الجنون مما يرتدي من مُسوحِ أو حرير العقلِ المشوّهِ حينَ يدّعي وجودَ ما ليس موجوداً، كذا الدعيُّ والوكيلُ والمُدّعى والأصيل!

فالعيونُ تبحث في العيون فجراً وضحىً أو أصيلاً ثم ليلاً بهيماً عن الصدق في الخَبال أو الحكمةِ المزيّفةِ التي تـَشبَّثُ ظلاً لكل حقيقةٍ صغيرةٍ مؤقتةٍ وُلِدَتْ من بطونِ المستحيل

فمن يدافعُ حدَّ ارتكاب الجرمِ عما يُدرِكُ أو لا يُدرِكُ من وجودِ ما يَرى أو لا يَرى، فلا يُحِسّ ُبالإعصار القريب من رأسه والنهرِ من كفـّهِ أو أنفِهِ كمن نام بحفرةٍ بجُزَيْرةٍ كيف يرى المحيطَـَ البعيدَ أو يعي تلاطمَهُ على ضفاف الأرخبيل؟

فحينَ يصيرُ القتلُ فارساً وحارساً للجنون بكل مكانٍ والموتُ خادمَهُ الأمينَ يكون الخوفُ عدوَّ الحكمة الأولَ الذي ما زال جزءاً من جنوننا المعقول

جنونِ طفولتنا السرِّيِّ والعلنيِّ الذي صار مقدَّساً لأنـّا وُلِدْنا به ثابتاً من سِرِّيَّةِ الحربِ التي تعلنها العيونُ ضد العيونِ كما العقولُ ضد العقول

حربٍ ضد أنفسنا لنَخضعَ للجنون فنـُقنـِعُ أنفسَنا بأنْ ننسى عصيانَنا ضدَّ حروبِ الملوك على الملوك فلن يكونَ في الساحات سوى الحقِّ وعقـْلِنا من قتيل

فينسى العبيدُ والفقراءُ خبزَهم وثورتَهم وننسى اللصوصَ المقامرين الحاكمينَ بأمر الله وأنهم في كل حالٍ قلة ٌمهزومة ٌوفلول

لذا يطولُ النزاعُ على الأرض التي لا يعود أيُّ شبرٍ بها على كرِّ الزمان مُلـْكاً لمعتوهٍ خطيرٍ يَحُدّ لنسلِهِ فيها الحدودَ ببولهِ والعمرَ بسيفهِ والعصرَ من دماءِ الأبرياءِ جيلاً بعد جيل

حينَ نرضى بقسمةِ اللهِ الزمانَ على كل رأسٍ جميلٍ أو عليلٍ، فتموزٌ ونَوْروزٌ للفَراشِ والحُباحِبِ، لكنْ للجنادبِ آبٌ وأيلول

وكلَّ الشهور ِالتي بعدَها أو قبلها للبعوض وللصراصر والذبابِ وهكذا تظل كلُّ أزماننا الأخرى بسنينها وقرونها وعصورها حصة ًللرجل اللئيم أو الدنيء أو الذليلْ

فإنـّا نحاكي قرودَ قارَّتِنا في طعامِنا المسروقِ من الأحياء والفقراءِ والقتلى، كذلك في النموِّ أو الموتِ ووجهةِ الهجراتِ بقاءاً نحو موتٍ في مكانٍ ثابتٍ أو رحيلْ

لذا بقِينا في أماكننا لأنَّ الحدودَ في الهجراتِ مرسومَـــٌة على شجر السفوح أو صخور المنحَدَراتِ وفي سيول التلول

فالحدودُ حيث نحتمي لمّاعة ٌ ببرد المدى العالي من بياض الذرى البعيدة عنا وفي الرمضاءِ أو أعاصير الغبار التي تُحوِّمُ حولنا في الجانب الشرقيِّ أو الغربيِّ من وطنٍ أبداً ظليل

حدودٌ قد لا تنتهي فينا وقد لا تنتهي حتى عند نهاية الأرض لكِنـّا ثبَتنا طويلاً هناك أشجاراً حيث بدأنا من الضفةِ في ذاك المكان الصغير المستطيل عليها كحافتها فالعبورُ أو المُضيُّ ظماً وذبول

فقلنا هنا بعد المسير سننتهي وما جئنا من مكانٍ بعيدٍ لأنا نشأنا من الماءِ ذاكَ فانتهينا هنا وإنْ صار مريراً فلن ننتهي إنـّما مغيبٌ مؤقتٌ واُفول

لن ننتهي إلاّ بالتوقف فينا فـُرادىً لأنّ الموتَ يطارد الضعفاءَ منا كالضواري الجائعاتِ فيُبْقِينا معاً، وإنه لمغفـَّلٌ أو نبيل!

فالمسير سيبقى وقد كان إلى الأمام ِمذ كنا معاً حُفاة ًحتى يكون المرورُ على ألفِ ألفٍ من طوابق الحديد التي تغطي في الختام شوارعَ العرباتِ وآثارَ سيرٍ ثقيل

نحققُ الأحلامَ بزرع كل البَوادي وحتى الصحارى من الشرق الى الغرب ظلالاً وواحاتٍ طوالاً ومرايا وصفوفَ نخيل

نشْتـُلـُها بالطول وبالعرض شموعاً صغاراً مصفـّفة ًعلى سكّرِ كعكةٍ هشةٍ فتغطي تلالَ الرماد التي فوقها خضرةً داكنة ًونورَ أصيل

وكلُّ قناةٍ سوف تنسابُ من الروافد كلِها مدفوعة ًبالحُب تسحبُها إرادة ٌتنمو في قلوب الفسيل

فما الأشياءُ التي نُصِرّ على فهمها حتى قـُبَيلَ الموت إن لم تكن أحلامَنا العذِباتِ أو معنى الحماسة حتى النفس الأخير في تـَحَدٍّ قريبٍ حميم؟

لذا الإصرارُ على حريةٍ حقةٍ كبرى بالدماء تعمّدَتْ، تجلدتْ، تصلدت في الصميم

(لا يعودُ احترامٌ كاذبٌ كاتماً فيها صريحَ احتقارٍ) نـُحرِّقُ الاُرَّمَ فيها لفعل الحق وقول الصدقِ حتى عند أبواب الجحيم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب