الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار طيور سنونو جديدة قادمة الى اسرائيل

تميم منصور

2013 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



في مقدمة التداعيات الناتجة عن زيارة الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند لإسرائيل ، مضاعفة حالات الرعونة والعجرفة والتشدد في مواقف حكومة اليمين الفاشي برئاسة بنيامين نتنياهو ، التشدد في كافة القضايا المشتعلة في الشرق الاوسط ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، تليها الشد على ايادي الاسرائيليين في تحديهم و" حردنتهم " ومعارضتهم لغالبية دول العالم ، وعلى رأسها سيدتهم - ماما امريكا - خاصة في مواقف اسرائيل المعادية للسلام العادل مع الفلسطينيين وموقفها من كسر الجمود خلال المفاوضات مع ايران حول المشروع النووي .
ان سياسة الترضية التي تتبعها امريكا وحلفائها وفي مقدمتهم فرنسا وبريطانيا اتجاه حكومة اسرائيل الرافضة لكل الحلول السلمية ، تذكرنا بسياسة الترضية التي حاول رئيس وزراء بريطانيا " تشمبرلين " اتباعها مع هتلر لمنع نشوب حرب كونية ثانية ، لكن سياسة " تشمبرلين " فشلت ، لأن هتلر كان يريد الحرب ولم ترضيه المناطق التي سيطر عليها في اوروبا قبل الحرب وهي النمسا ومقاطعة السوديت ثم تشيكوسلوفاكيا .
هذا ما يريده نتنياهو الذي يفتعل الغضب و" الحردنة " ويطلق التصريحات التي يحاول من خلالها عض حلفائه ، فهو يريد منع وصول اسلحة روسية الى مصر ، ويريد منع وصول اسلحة روسية الى سوريا ، ويريد ان يرى سوريا دولة محطمة لا حول لها ولا قوة ، ويريد تدمير وتحطيم ايران حليفة اسرائيل السابقة لأنه يرى بإيران قوة اقليمية صاعدة قادرة على دعم المقاومة وقادرة على الوقوف في وجه كل المشاريع الامريكية والصهيونية في منطقة الشرق الاوسط ، اضافة الى ذلك فهو يريد الحرب ويرفض رفع اصابعه عن الفتيل الذي يشعلها ، يريد الحرب لان اسرائيل فاقت في مواقفها العدائية مع جيرانها دويلة اسبارطة اليونانية .
الحرب بالنسبة للمؤسسة الاسرائيلية الحاكمة المدنية منها والعسكرية تعتبر من ضروريات وحتميات وجودها ، غالبية تصريحات قادتها السياسيين والعسكريين لا تتحدث سوى عن الحرب والدمار .
في الذكرى الأولى للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والتي عرفت بعامود السحاب اعترفت السلطات الاسرائيلية بانها قد وضعت خطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة ، وصرح قائد المنطقة الشمالية بأن مسألة الحرب بين اسرائيل وبين المقاومة اللبنانية هي مسألة وقت ، كل شيء جاهز لإشعال فتيل هذه الحرب .
هذه هي اللغة التي يعرفها ويفهمها الاسرائيليون ، لا يعرفون غيرها لأنها لا تجد من يردعها ويعاقبها ، فطيور السنونو القادمة من اوروبا وامريكا لترضيتها والشد على اياديها لا تتوقف ، آخر هذه الطيور كان الرئيس الفرنسي ، جاء لكسب رضاها والانحناء أمام قادتها ، جاء حاملاً على لسانه قاموس كامل من النفاق والدعم ، لقد جعل هولاند من نفسه قاضياً وشاهداً على التاريخ فأعلن أن فلسطين محللة لليهود ، فهم وحدهم من يستحقها دون ان يذكر شيئا عن سكانها الاصليين من العرب الفلسطينيين ، لقد جدد هذا الضيف المنافق وعد بلفور بروح فرنسية.
ذكرني عناقه مع نتنياهو بالمثل العربي الشعبي الذي يقول " طنجرة لاقت غطاها " كلاهما مطابق للآخر في الشذوذ السياسي ، هولاند ملائم لأن يكون اما الغطاء واما الطنجرة وشمعون بيرس ثعلب الصهيونية العجوز لم يكن اكثر من واجهة لأنه بالنسبة لنتنياهو حاضر غائب ، في اللقاء بين الطنجرة وغطاها تطابق العنف والاحتلال والتوسع وسياسة القبضة الحديدية مع زعيم فرنسا الاستعمارية المذدنبة دائما لسياسة امريكا وبريطانيا ، فرنسا التي كانت دائما تحاول المشاركة في كافة المعارك العسكرية لم تنتصر في معركة واحدة ، من معركة واترلو مع نابليون الى معركة سدان سنة 1870 بقيادة نابليون الثالث ضد المانيا ، ألى معارك الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية الى هزيمتها في معركة بيان بيان فو في فيتنام سنة 1955 ، وهزيمتها في الجزائر رغم اقدامها على ارتكاب مذابح ضد حركة التحرر الوطني الجزائرية ، فرنسا هي فرنسا ، هناك عداء مزمن بينها وبين قوى التحرر والتقدم العربية ، انها مبنيه على ذلك ، انها تتعامل مع هذه القوى بروح الاستعمار القديم والحديث ، فهي لم تكتف بالمساهمة في تقسيم وتجزئة العالم العربي بالتعاون مع بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى ، اليوم هي تعمل على تجزئة ما جزأته في اتفاقيتي " سياكس بيكو" و " سان ريمو " من أجل ذلك هي لا تتوانى على دعم اسرائيل في احتلالها وعدوانها ، كما انها لم تتأخر عن المشاركة بالعدوان على العراق سنة 2003 ، ونتيجة هذا العدوان معروفة ، كما أن فرنسا كانت السباقة في العدوان على ليبيا رغم الرشوات التي قدمتها عائلة القذافي للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي ، كانت نتيجة هذا العدوان تجزئة ليبيا الى دويلات وامارات وعشائر لا حصر لها .
ومنذ بداية المؤامرة على سوريا قبل حوالي ثلاث سنوات ، كانت فرنسا السباقة في دعم عصابات القتل والتكفير في سوريا ، وحاولت اكثر من مرة استصدار قرار من مجلس الامن يجيز تكرار مأساة العراق وليبيا في أرض الرباط سوريا ، لكنها فشلت بفضل وقوف الشعب الروسي والشعب الصيني الى جانب الشعب السوري ، وعندما حاولت امريكا ركوب رأسها وبدأت بالاستعداد للعدوان على سوريا ، وقف الرئيس الفرنسي هولاند وحكومته الى جانب امريكا ، رغم رفض غالبية الشعب الفرنسي لهذا العدوان .
الملفت للنظر بأنه أصبح متبعاً أن كل شخصية سياسية امريكية اوروبية هامة تقوم بالحجيج الى اسرائيل ، لا بد الا وان تعرج الى رام الله وتمر من فوق البساط الاحمر الفلسطيني لدخول المقاطعة ، كل المعطيات تؤكد بأن هذا المعراج ما هو الا عبارة عن رشوة سياسية واحيانا مالية يقدمها هؤلاء الى سلطة رام الله .
لقد عرج الرئيس الفرنسي هولاند من القدس الى المقاطعة ، وقدم كسابقيه فاتورة زائفة ورخيصة من الترضية للفلسطينيين تمثلت بزيارة ضريح الشهيد ياسر عرفات ونثر تصريحات من باب رفع العتب ضد الاستيطان ، كما فعل وزير خارجية امريكا قبله ، وقد كحل هذه التصريحات وزينها بحفنة مالية سوف تقدمها فرنسا لخزينة السلطة لصرف رواتب امرائها وعسكر دايتون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حجاج بيت الله الحرام يواصلون رمي الجمرات وسط تحذيرات من ارتف


.. حملة انتخابية خاطفة في فرنسا.. وأقصى اليمين في موقع قوة




.. استمرار جهود وحملات الإعمار في الموصل بعد 7 سنوات من القضاء


.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد مع لبنان




.. أطفال غزة يحتفلون بثاني أيام العيد مستذكرين شهداءهم