الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسم هجوم الشراشيح

محمد علي الزيات

2013 / 11 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من الواضح أن ثورة الـخامس والعشرين من يناير تسبب حرقانًا وآلامًا شديده لدي الكثير من الناس مما يدفعهم للهجوم عليها من آن لآخر بداع وبدون داع.
أكثر من هذا ,فهم يتعمدون وصف ما حدث في الثلاثين من يونيو بثورة التصحيح التي جاءت لعلاج الآثار الناجمه عن "نكسة" 25 يناير .. هكذا يصفونها.
حديثي أعلاه ليس عن المواطن الذي فقد وظيفته أو سُرقت سيارته عقب الثوره فهؤلاء وإن اختلفت معهم معذورون ,وبالمناسبه فأنا لست معترضاً علي تسمية ما حدث في الثلاثين من يونيو بـ"أم الثورات" أو حتي "الثوره الأعظم في تاريخ البشريه" ولا يهمني اعتبارها ثوره أو انقلاب أو حتي نصف ثوره ونصف انقلاب ,فمادامت الغاية قد تحققت فالتفاصيل لا تهم كثيراً.
حديثي هنا عن وجوه خُلِقت لتدلس وتلحس وهذه لا حرج عليها ,وأخري كنت تحسبها حتي وقت قريب أكثر ثوريه من الشهداء أنفسهم , ولا أدري كيف يتبدل الوضع فجأه من حال إلي حال دون أسباب وجيهه أو مبررات موضوعيه ,ولا أريد أن أسترجع ماضيها وأدخل في مزايدات رخيصه لا تفيد.
الهجوم علي الثوره اصبح موضة العصر, بل أصبح مهنة من لا مهنة له مع أن الجميع يوقن في قرارة نفسه أن ما حدث في الخامس والعشرين من يناير هو ثوره حقيقيه رغم أنف الكارهين ولا تحتاج دفاعاً عن نفسها إلا أنهم مصابون بداء الإنكار ويحتاجون علاجاً نفسياً أكثر من الحاجه إلي الاقتناع والقبول بالحقائق علي الأرض.
نحن لا نعبد الثوره ولا نعتبرها معصومة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ولا نتواني لحظه عن تحديد الأخطاء والاعتراف بها ومحاولة تداركها وعدم تكرارها وأصبحنا نتعلم ونستمع إلي منتقديها قبل مؤيديها,كما أن الثوار ليسوا ملائكه شأنهم شأن باقي البشر ,لهم ما لهم وعليهم ما عليهم , لكن أن يصبحوا مضغة في فم كل لحّاس ومعتوه فهذه كبيره والله.
الثوار ليست لديهم حصانه ضد الانتقاد والهجوم لكن الهجوم بلا سبب والانتقاد بلا مبرر زاد عن الحد وبات يستوجب الرد ,كما أن صمت الثوار وترفعهم علي هذه المهاترات لا يعني ندمهم علي القيام بثوره كان مفترضًا لها أن تقود البلد إلي أعلي عليين لولا أولاد الحرام الذين لا هم لهم سوي إبقاء الوضع علي ما هو عليه ودفن كل ما له علاقه برائحة الثوره.
أعلم أن كلمة "ثائر" ليست مهنه ولا مسوغًا لأفضليه وأنها في بعض الأحيان والمواقف لا تختلف كثيراً عن "خبير استراتيجي" أو "فقيه دستوري" وأعلم أن هناك من شاركوا في الثوره وأصبحوا عاراً عليها ,وأعلم ان هناك من الثوار من أضر بالثوره أكثر من أعدائها ,لكن ليس هذا مبرراً لوصفها بالنكسه ولا لوصف شهدائها بالبلطجيه ولا المشاركين فيها بالعملاء والمأجورين ولا الترويج لها باعتبارها مؤامره إخوانيه خُدع فيها الشباب الطاهر البرئ.
لسنا دمي في يد أحد ولا نخشي بعد الله أحد,ولو عاد بنا الزمن ألف مره لما ترددنا لحظه في تكرار ما فعلناه .
يقول الراحل محمد يسري سلامه "لن أندم أبداً علي الثوره وعلي مشاركتي فيها وهي أجمل وأنبل حدث في حياتي وليس ذنبنا أننا قمنا بها وسط إنتهازيين وجهال ومعدومي الوعي".

حرق أقسام الشرطه ومقر الحزب الوطني في وقته وسياقه شرف لا أتمني أن يمنح للإخوان .
إجبار مبارك علي التنحي لم يكن مراهقه ثوريه وبقاؤه كان يعني تعليقنا علي أعواد المشانق كما كان يجعلنا مضحكة للأمم.
إجبار المجلس العسكري علي تسليم السلطه بعد عام ونصف من تعمد الفشل وإفشال الثوره لم يكن تسرعاً ولا طيش ثوار.
لم نتحد مع الإخوان في الموافقه علي الإستفتاء ولم نننتخب الإخوان والسلفيين في مجلسي الشعب والشوري ولسنا من أوصل شفيق ومرسي لجولة الإعاده من بين "ثلاثة عشر" مرشحاً,وبالمناسبه لم نكن من يضيق علي الإخوان ويعتقلهم ويحاكمهم عسكرياً ويصادر أموالهم دون سند قانوني فيكسبون تعاطف الناخبين رغم قناعتي الراسخه أنهم يستحقون الدفن.
من عصروا الليمون ولست منهم لم يرتكبوا جنايه ولا خطيئه,ومجئ الإخوان المسلمين للحكم كان حتماً مقضياً رغماً عن الجميع شاء من شاء وأبي من أبي وكل ما هنالك أننا عجّلنا واختصرنا فتره كانت مقرره قسراً علي البلد.
الثوار الـcute أو شمامو الكله بما لهم وما عليهم ليسوا نادمين ولا مستكينيين وصمتهم لا يعني موافقتهم علي كل ما يحدث وقبولهم به ,ومن يتوهم لوهله أن شعلة الثورة قد انطفأت فهو واهم,كل ما هنالك أنهم يعيدون ترتيب حساباتهم مره أخري ويستمتعون بمشاهدة حلقة مصارعه وتكسير عظام دائره بين حلفاء الأمس .
من استطاع خلع مبارك وهو من هو ,ومن استطاع إجبار المجلس العسكري علي تسليم السلطه ,ومن أسقط شرعية مرسي بعد الإعلان الدستوري وذهب حتي باب قصره وكدر علي الإخوان صفو حياتهم طيلة عام حكمهم قادر علي أن يفعل ما يريد حينما يريد كيفما يريد.
هذا ليس غروراً أو تعالياً ولا تحذيراً أو تهديداً ,إنما هو تنبيه وتذكير وذكر للحقائق ورصد للتاريخ...القريب بالمناسبه,ودعوه ليتدبر كل شخص كلماته قبل أن تتساقط من فمه عسي أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم أوالإعتذار.
نسأل الله أن يعرف كل منا قدره ومقداره وأن يلهمنا رشدنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم