الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة للتفاؤل

ناصر المعروف

2005 / 6 / 7
كتابات ساخرة


يستحق المرء منّا أن يقف إعجابا وتقديرا واحتراما للحديث ( ولو قليلا ) عن البعض من المنجزات الحضارية التي تقوم بها بعض المدن الخليجية العربية ، ونقصد هنا بكل التأكيد مدينة ( دبي ) تلك العروسة الخليجية العربية الشابة الجميلة !!

فهذه المدينة الفتية الخليجية العربية الصغيرة قد أثبت بما لا يدع مجال للشك ، أنّ الأسعار المتقلبة لبرميل النفط ( وعوائده المالية ) ليس هو المعيار الأساسي والرئيسي لتقدم دولة ( نفطية ) من عدمه !!

فاستخدام العقل النيرالمنفتح ( وليس المتحجر والمنغلق !! ) هو طريق النجاح والتفوق والسمو ، والمتسم كذلك بالنظرة الشاملة والطموحة ،والمتصفة بالصفات الإبداع وفن الإتقان والجودة في العمل ، إلى جانب تلك القوة في الإرادة والعزيمة والإصرار والحزم المتناهي ( وعدم التردد والخذلان والتثبيط !!) في اتخاذ تلك القرارات ( وخاصة بتلك القرارات الجوهرية والمصيرية ) والتي تتعلق بحقوق ( البلاد والعباد ) فكلّ هذا يعدّ بحدّ ذاته جسرا عظيما وكبيرا نحو النهضة والرفعة والشموخ والمجد !!

وقديما قيل { إنّ الأعمال العظيمة والكبيرة تتطلب همم عالية }
و الحقيقة الواضحة والجلية ، أنّ القائمين على هذه الإمارة الصغيرة لا ينقصهم بتاتا هذا الجانب !! إلى جانب عشقهم لوطنهم وإخلاصهم الواضح له !!

ففي مدينة دبي نجد أنّ الميادين وورش العمل منتشرة في كل أرجاء وأنحاء هذه الإمارة تعمل دون كلل ولا ملل وبعمل يكاد أن يكون متواصلا !!
وذلك لخلق تلك التحف الفنية الهندسية ! والمتمثلة بتلك المجمعات التجارية والأسواق المختلفة الأشكال والأحجام والأغراض والتي يؤمّها المتسوقون من كل فج عميق ، فليس هناك غرضا من الأغراض أو سلعة من السلع إلا وتجدها في متناول يدك بكل سهولة ويسر وسلاسة !!
وبأسعار تكاد أن تكون في متناول الجميع ( فالغني يجد ضالته ، والمتوسط الدخل يجد ضالته ، وحتى الفقير وصاحب الدخل المحدود يجد كذلك ضالته ومبتغاه ) !!

دبي فيها أسواق تجارية ومالية كبيرة وتجارة رائجة ومزدهرة ، يعود على خزينة تلك الإمارة بالخير الكثير والوفير ، لتجعلها لا تلتفت طويلا لشبح تقلبات أسعار براميل النفط !!
و توجد فيها شبكات طرق داخلية وخارجية بنيت تحت شعار كل الطرق تؤدي إلى دبي ( وليس روما !! ) يصاحبه قانون مروري صارم وحازم يحترمه الكبير قبل الصغير !!

هي مدينة التي شيدت فيها الموانئ البحرية والبرية والجوية بجودة المواصفات العالمية والتي يتدفق يوميا إليها أفواجا من البشر والأمم باختلاف جنسياتهم وإشكالهم وألوانهم ولغاتهم !! من مشارق الأرض ومغاربها ( فإذا كنت سائحا أو رجل أعمال ) فدبي هي المكان الصحيح والمريح لتحقق بها متطلباتك واحتياجاتك المالية منها والمعنوية !!

أما المراكز الإعلامية والفنية في هذه المدينة الواعدة ، فحدث والله ولا حرج ، فلقد غدت دبي قطبا رئيسا لكافة الوسائل الإعلامية العالمية منها والإقليميّة والمحلية ، إلى جانب أن دبي هي أول دولة عربية بدأت بإنشاء أول حكومة إلكترونية تدار عبر مدينة ( الإنترنت )
( فعهد الطوابير والانتظار وإضاعة الأوقات دون فائدة تذكر قد ولىّ إلى حيث غير رجعة !! )

عموما لكي لا أطيل وحتى لا يعتقد الواحد منكم أننا هنا نبالغ فيما ندعيه ! أو أننا نعمل دعاية لمدينة دبي ( وإن كانت بالفعل تستحقها تماما ) فإنّنا نكتفي بما ذكرناه ،
فنحن كما نذكردائما الجوانب السلبية لما نشاهده بكل ألم وحسرة وأسى في عالمنا العربي والإسلامي ( وهي من الكثرة ما شاء الله !! )
علينا كذلك أن نذكر الجوانب المشرقة والإيجابية إن وجدت وذلك لتعزيزها وحثّ الآخرين على السير في خطاها إن أحسنوا النية بقلوبهم وأفعالهم !! وهي كذلك دعوة للتفاؤل، فنظرة التشاؤم ( السوداوية ) مرفوض تماما من قبلنا لأنّنا نسير على هدي المبدأ القائل ( لو خليت خربت ) !!

وكذلك نريد إيصال معلومة هامة وضرورية وهي:-

أنّ عملية ( طق الحنك !! ) كما يقال عند أهل الشام هي عملية والله لا تغني ولا تشبع من جوع ! فعالم اليوم غير عالم الأمس تماما !!
فإذا أردت أن يحترمك العالم ويقدرونك ويعترفون بقيمتك ويدخلونك عالمهم المعاصر ، فعدّد لهم منجزاتك العملية والعلمية التي أفدت بها مصالح بلادك وأبناء قومك ( من حيث كم شارعا نظيفا عملت ؟ وكم مستشفى راقي قد بنيت ؟ وكم مدرسة ومعهدا وجامعة تقدم علما نافعا ومفيدا وعصريا أوجدت ؟ 000 إلخ )

فالعالم اليوم لا يمكنك خداعه بتاتا بكم خطابا إنشائيا عربيا إسلاميا قد صرحت به ؟! (عبر ورقة مطبوعة أو إنّك ارتجلته !! )
أو بكم فتوى تحريم وتحريض للقتل بها أفتيت ؟!
أو كم معسكر تدريبي تعلمي لفنون الإرهاب والتطرف أنشأت ؟!

فالإنسان المعاصر :
لا يأكل خطابا إنشائيّة حتى ولو كانت كلماته نارية وملتهبة !!
ولا سوف يعالج نفسه بفتاوي القتل والدمار والهلاك !!
ولا يستطيع أن يتعلم علما مفيدا ونافعا ليفيد فيه نفسه وأسرته ووطنه بإلزامه بالقوة السيف والكرباج !! بالمعرفة التامة لحكم شرعي من مثل :-

( هل يجوز بحكم الشرع أن يرى الخطيب ( إذن !! ) مخطوبته أثناء وقت الخطبة ؟! )



تبقى ملاحظة هامة :

أراهنكم !!

أن معظمكم سوف ( يشغل !! ) وقته ونفسه تماما ! وذلك لمعرفة الحكم الشرعي للسؤال الفائت ؟ !! ولن يرتاح حتى يعرف حقيقة الحكم !!
لتعرفوا فقط ما مدى المأساة الخطيرة التي نحن نحياها كعرب ومسلمين سواء كنا في هذه أحضان هذه المنطقة أو كنّا في دول الشتات والمنافي !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان