الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضياع الوطن .. وأوهام الذهب ..

محمد عبعوب

2013 / 11 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


الذهب!!! ذلك المعدن الذي يختزل عرق الانسان وجهده في وزنه، اصبح منذ قرابة السنة محط اهتمام الليبيين ووصل بهم أمر البحث عنه في مفازات وصحاري الجنوب الى حد الهوس ، فقبل عقدين تقريبا لم يترك هؤلاء المهووسون بأوهام الكنوز خرابة ولا موقعا اثريا ولا مقبرة إلا وحفروها ، وراجت كتب وأحجيات البحث عن الكنوز، ونشط النصابون والمشعوذون بحكم البيئة المواتية في نصب أحابيلهم للمغفلين الذين سقطوا كالذباب في هذه الفخاخ وخسروا كل ما يملكون من أجل وهم الذهب، ودمروا مناجم حقيقية للذهب لا تنضب ممثلة في آثار تعود لآلاف السنين كان يمكن ان تكون مصدرا للذهب تدره صناعة السياحة.
واليوم يعود نفس الهوس وتنتشر الخرافات عن قطع الذهب الملقاة في صحاري الجنوب الليبي كالحجارة تنتظر من يجمعها ويحولها الى تحف او ارصدة في المصارف!! وراجت تجارة بيع أجهزة اكتشاف الذهب، ونشط المروجون لهذه الأوهام عبر صفحات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، ونشرت صور لكتل ذهب بوزن نصف كيلو واكثر عثر عليها باحثون عن الذهب في صحاري الجنوب!!.. وهناك من يحاول اليوم إثارة حميتنا بهذه الخرافات للدفاع عن الجنوب من غزاة حضروا من دول الجوار لسرقة الذهب المتناثر بين أحجار الجنوب!!! دون أن ينتبه هذا الدعي الى ان هذا الغزو لا يستهدف ذهبه الوهمي بقدر ما يستهدف الارض والوطن في حد ذاته..
الذهب ايها السادة يتم استخراجه بواقع 5 غرامات من طن من التراب وفي أحسن الاحوال 10 غرامات وذلك بعد دراسات مطولة ومكلفة!! فاذا كان الذهب ملقى كقطع الحجر في الصحراء كما يعرض في الصور، لكان ارخص من الحجر وما كان اقتناه الانسان وشن من اجله الحروب وقيم به جهده وعرقه..
قيمة اراضي جنوبنا الحقيقية يا سادة ياليبيين يا من لا زلتم تؤمنون بليبيا كوطن لكم، تكمن في كونها جزء من وطننا حتى ولو لم يكن فيها غير التراب، ولا يجب ان نصطنع الخرفات السمجة لاثارة حمينا تجاهها.. الجنوب يتعرض ومنذ اكثر من سنتين الى عملية تغيير ممنهجة لتركيبته السكانية عبر حركة هجرات جماعية منظمة قادمة من دول الجوار تمولها منظمات تخريبية وعرقية لأغراض سياسية خطيرة تستهدف إعداده ليكون نقطة انطلاق وارتكاز لحركات انفصالية سواء تباوية او امازيغية مرتبطة بمخططات تخريبية ترعاها دوائر استخبارات عربية واوروبية وامريكية تستهدف في نهاية الأمر تفتيت ليبيا كدولة وإقامة كنتونات عرقية وجهوية ضعيفة خاضعة ومرتبطة بقوى أجنبية.. وعلى الليبيين ان ينتبهوا الى هذا الخطر الحقيقي الذي سيضع منابع النفط والغاز والمياه في جنوبنا الغالي في يد جماعات وكتل لا تربطها بليبيا اي رابطة، وولاءها لعرقياتها وكتلها السياسية ولمموليها القابعين خارج الحدود، وتعمل لصالح مشاريع انفصالية يساندها أعضاء فاعلون في المؤتمر الوطني من خلال توفير التغطية السياسية والضغط من أجل شرعنة هذه الهجرات وإعطاء المهاجرين الجنسية الليبية.. ولا زلت أذكر أحدهم وهو يزايد مطالبا بمنح طوارق قادمين من النيجر ومالي الجنسية الليبية بدعوى أنهم أمازيغ، وأن ليبيا أرض أمازيغية وبالتالي يكون حقهم في الجنسية الليبية متقدما على حق غيرهم ممن يتمتعون بها اليوم!! هذا هو المشروع الخطير الذي لو نفذ سيحرمكم من الارض وما عليها وما في باطنها من ذهب ونفط وغاز ومياه ، وسيحولكم الى متسولين على عتبات من سرقوا ارضكم وفتتوا وطنكم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الديموقراطية هي الحل
ميس اومازيغ ( 2013 / 11 / 23 - 17:12 )
لست ادري ما اذا كان الكاتب يدرك معنى الوصف الذي اعطي لهذا الموقع والذي هو (الحوار المتمدن)وسؤالي هذا جاء لما سبق وحجبت تعليقاتي بشان بعض مقالاته بالرغم من انني ما كنت اهدف من ورائها سوى الحوار الحضاري المتمدن واتمنى ان لا تحجب تعليقاتي اليوم كما اتمنى ان يكلف الكاتب نفسه عناء الحوار لأن الأمر يتعلق كما اشار اليه بالأمازيغ الذي يزعم انهم يرغبون في الأنفصال فحاول بمقاله شحذ الهمم لمواجهتهم غير انني اتسائل من هؤلاء الذين يطالبهم بالوقوف دون تحقيق ما ؟زعمه.
ان الرجل بمقتضى ما اورده بمقاله يحاول اعتبار نفسه والموجه اليهم الخطاب غير امازيغ وان هؤلاء يرغبون في الأنفصال عنهم.انه رايه له كامل الحق في ابدائه لكن هل حقا يبلغ حقائق تاريخية وجغرافية للمتلقي وفق ما يجب ان تبلغ موضوعيا ام ان العاطفة والتعالي العربي المغروسين في نفسية الكثيرين في شمال افريقيا على يد العصابات الحاكمة المحمية من قبل المستغل الأجنبي السابق حالا دونهم والنهجين الموضوعي والمنطقي؟لماذا يا ترى لم يهتم الكاتب بالبحث في اسباب ما يقع اليوم في ليبيا على الأقل ؟اليس سبب كل ما يعيشه الليبيون اليوم نتاج ديكتاتورية...يتبع

اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا