الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعصام مخول لا يجيب

يعقوب ابراهامي

2013 / 11 / 23
القضية الفلسطينية


ليس أدل على العقم الفكري الذي يعاني منه قادة الحزب الشيوعي العربي في اسرائيل من صمت أبي الهول الذي أصاب عصام مخول، عضو المكتب السياسي للحزب، في حواره مع قراء وقارئات "الحوار المتمدن" حول: "امتحان اليسار الشيوعي ومصداقية النهج الأممي في ظروف إسرائيل والمنطقة". _"الحوار المتمدن" – 13/10/2013).
لم تفد كل صرخات الإستغاثة من المتحاورين (نبيل عودة : "اين المحاور .. ماذا ينتظر؟" . محمد سعيد : " لماذا الاستعلاء؟").
لم يجدِ نفعاً أيضاً السؤال الإستفزازي الذي وجهه كاتب هذه السطور.
"كيف تفسر" – سألته – "إن كل طرفٍ من الأطراف المتنازعة في العالم العربي يتهم الطرف الثاني بأن الصهيونية العالمية، وإسرائيل، هي التي تحركه، تسلحه وتموله؟"
عصام مخول التزم الصمت المريب. وبعد مرور ما يقارب الشهرين على بدأ الحوار المفترض لا يتجاوز الحصاد حتى الآن ثلاثة إطلالاتٍ بائسات.
في أحد هذه الإطلالات برّر عصام مخول غيابه عن ساحة الحوار بانشغاله في معركة انتخابات السلطات المحلية (انتخابات انتهت بفشلٍ غير مفاجئ أكد الإفلاس السياسي الذي يعاني منه حزب عصام مخول).

في الإطلالة الثانية ردّد كما تردد الببغاء، أو كاسطوانة مشروخة، شعاراتٍ عقيمة جوفاء خالية من كل معنى حقيقي، ولا تربطها أية رابطة بما يجري على أرض الواقع.
"إن شيوعية الشيوعيين" – ألقى علينا "المفكر الماركسي" عصام مخول محاضرة في الشيوعية – "تقاس بالموقف من ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ومشاريعها في المنطقة وفي العالم".
(برافو على هذه الدقة في التشخيص. القاعدة من الآن هي: إخنق شعبك بالكيماوي! إقتل إسجن وشرد! خرّب المدن والقرى! يكفي أن تعلن أنك تقاوم "الثلاثي" وستنال تأييد عصام مخول وحزبه. سنعود إلى هذا الإبداع الماركسي بعد قليل. نكتفي الآن بالقول إن هذا الإختراق النظري يفسر بكاء شيوعيين عرب، من طراز محمد نفاع وعصام مخول، على مصير صدام حسين الملطخة أيديه بدماء الشيوعيين العراقيين).
السيد مراد حسين حاول أن يُنزل عصام مخول إلى أرض الواقع: "ألا ترى يا سيد عصام" – سأله - "أن الأسد أسفل من الصهاينة ألف مرة. الصهاينة هجروا عام 1948 750 ألف فلسطيني والأسد في العام 2013 يهجر من سوريا 7500000 سوري، أيهما أسفل؟". غنيّ عن البيان طبعاً إن محاولات السيد مراد حسين باءت بالفشل.

مع الإطلالة الثالثة (ثالثة الأثافي) جاءت "الجدلية" وليس "مفكرٌ" من وزن عصام مخول يدع "الجدلية" تفلتُ من بين يديه.
وهكذا كتب صاحب "الجدلية": "إن أهمية هذه العوامل هي في قدرتنا على تمييز علاقاتها الجدلية (!!!) وتفاعلاتها. فالتطور الاجتماعي السياسي ليس معادلة رياضية". ونحن كنا نظن حتى الآن، والله أعلم، ان التطور الإجتماعي والسياسي هو معادلة رياضية. (هذا يذكرني بما يرويه آرثر كوستلر، مؤلف كتاب "ظلامٌ في الظهيرة" عن تجربته مع الحزب الشيوعي الألماني. آرثر كوستلر يروي أنه عندما كان ينتقد قادة الحزب الشيوعي على التقلبات في شعاراتهم ب-180 درجة، بين عشية وضحاها، الجواب الذي تلفاه دائماً كان واحداً: "أنت لا تفكر بطريقة ديالكتيكية، يا رفيق!". أين أنت حسين علوان حسين؟).

* * *
عصام مخول أخذ على عاتقه مهمة "تحرير مصير الشعب اليهودي في اسرائيل نفسه، ومصير اليهود في العالم، من القبضة الايديولوجية والسياسية الصهيونية الخانقة التي تشكل مصدرا لخطر وجودي حقيقي داهم على الجماهير اليهودية سياسيا واجتماعيا وحياتيا".
نحن إذن أمام خطرٍ وجودي وحقيقي وداهم، مصدره (كيف لا؟) " القبضة الايديولوجية والسياسية الصهيونية الخانقة". وهذا الخطر الوجودي والحقيقي والداهم يهدد يهود اسرائيل والعالم على ثلاث مستويات: سياسيا واجتماعيا وحياتيا. (لم أفهم هذه ال-"حياتياً". منذ أن قرأتُ هذه الجملة لم يغمض لي جفنٌ: ماذا يقصد عصام مخول ب-"حياتياً"؟).
ليس واضحاً من أوكل لعصام مخول القيام بهذه المهمة الدونكيشوتية، كيف يريد تنفيذها، ما هي مؤهلاته لذلك وما هي نجاحاته في هذا المضمار حتى الآن؟

مسلحاً بالأرقام حاول مثنى حميد مجيد أن يشرح لعصام مخول إن مهمة الشيوعي الأولى هي أن "يحرر" شعبه هو من " القبضات الايديولوجية والسياسية الخانقة" قبل أن يشرع بتحرير الآخرين:
"إسمح لي أن أقول لك ان المفهوم الذي تطرحه عن -النضال الأممي العربي اليهودي المشترك في إسرائيل-هو مفهوم وهمي خالٍ من المحتوى الماركسي والأممي فالعرب والفلسطينيون بحاجة إلى معونة أممية لإنقاذهم وتحريرهم من النازية والدليل هو هذه الإحصائية للتفجيرات التي قام بها الإنتحاريون بحق إخوتهم في القومية والدين فأي معنى يكون للنضال العربي اليهودي مع هذه الوحشية التي تفوق وحشية هتلر:
عدد الفلسطينيين الذي فخخوا اجسادهم بالعراق 1201 إنتحاري فلسطيني
عدد السعوديين الذين فخخوا اجسادهم بالعراق 300 إنتحاري سعودي
عدد السوريين الذين فخخوا اجسادهم بالعراق200 إنتحاري سوري
عدد اليمنيين الذين فخخوا اجسادهم بالعراق 250 إنتحاري يمني
عدد التونسيين الذين فخخوا اجسادهم بالعراق 44 انتحاري تونسي
عدد المصريين الذين فخخوا اجسادهم بالعراق 90 انتحاري مصري
عدد الليبيين الذين فخخوا اجسادهم بالعراق 40 انتحاري ليبي
قطر والامارات والبحرين 20 انتحاري .
هذه الارقام صادرة عن وزارة الداخلية العراقيه."
هل يجب أن أخبركم إن السيد مثنى حميد مجيد رجع بخفي حنين؟

ليس واضحاً أيضاً من أية صهيونية يريد عصام مخول أن يحرر اليهود في العالم وفي اسرائيل: من صهيونية يوسي سريد (عدو المستوطنين) أم من صهيونية بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء المستوطنين)؟
من صهيونية "بيتسيليم" و"السلام الآن" أم من صهيونية "أرض اسرائيل الكبرى"؟
من صهيونية العالم والفيلسوف المتدين يشعياهو لايبوفيتش: ("إن "أرض اسرائيل الكبرى" هي فحشٌ وعبادة أوثان. "أرض اسرائيل الكبرى" ليست، ولن تكون أبداً، دولة الشعب اليهودي") - أم من صهيونية عبدة الأوثان، مقترفي الفحشاء، أنصار "أرض إسرائيل الكبرى"؟ أم إن عصام مخول لا يفرق بين الإثنين؟
عندما تقف زهابة غلعون، زعيمة حزب ميريتس اليساري، أمام مؤتمر ال-J Street في الولايات المتحدة، وتقول: إن اليمين المتطرف هو العدو الحقيقي للصهيونية ونحن هم الصهاينة الحقيقيون - هل يريد عصام مخول أن يحرر شعب اسرائيل من صهيونية زهابة غلعون وحزب ميريتس اليساري، أم من صهيونية اليمين المتطرف؟
في أي عالم يعيش عصام مخول؟ هل هناك مواطن اسرائيلي يهودي واحد سيفهم كلمة واحدة مما يقوله عصام مخول عندما يأتي إليه هذا ويقول له: "جئتُ لأخلصك من هيمنة الصهيونية الخانقة التي تشكل مصدرا لخطر وجودي حقيقي داهم عليك سياسيا واجتماعيا وحياتيا"؟ في أحسن الأحوال سيظن هذا المواطن الإسرائيلي، بعد أن يتغلب على دهشته، أن عصام مخول يريد أن يمزح قليلاً وأغلب الظن أيضاً أن نكتة عصام مخول سوف تضحك المواطن الإسرائيلي، لأن كلمة الصهيونية هي حقاً مصدرٌ للمزح والنكات بين اليهود في اسرائيل.
يسارٌ اسرائيلي (يهودي) مناهض للصهيونية موجود فقط في مخيلة عصام مخول.

* * *
وراء كلمتين سحريتين: "الثلاثي الدنس" أو "التآمر الثلاثي" يختفي كل العقم الفكري، الكسل الذهني والجمود العقائدي لدى عصام مخول وقادة الحزب الشيوعي العربي في اسرائيل.
يقول عصام مخول: "امتاز الدور الأممي للشيوعيين العرب واليهود في تاريخ هذه البلاد ، في فضح التآمر الثلاثي بين الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ، على المنطقة وعلى حقوق الشعب الفلسطيني القومية ، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير . وتميز دورهم في فضح ومواجهة مسؤولية هذا الثلاثي عن نكبة الشعب الفلسطيني".
لا ثلاثي، لا تآمر ولا بطيخ. هذه خرافات اخترعها أناسٌ مفلسون سياسياً وعاجزون فكرياً، من طراز عصام مخول ومحمد نفاع.
لا "تآمر ثلاثي" مزعوم بين "الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية" هو الذي حرم الشعب العربي الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بل إن قيادته الوطنية (والدينية) البائسة هي المسؤولة الأولى عن ذلك.
الشعب العربي الفلسطيني لم يستطع أن يمارس حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة لأن قيادته الوطنية (والدينية) تمسكت حتى اللحظة الأخيرة بشعار "كل فلسطين للعرب" ولم تكن مستعدة بأي شكلٍ من الأشكال أن تتنازل عن شبرٍ واحدٍ من أرض فلسطين، أي إنها أنكرت حق الشعب الثاني (الشعب اليهودي) في "جزء" من الوطن المشترك وفي حقه في تقرير مصيره بنفسه وبالشكل الذي يريده.
الدول العربية والزعامة العربية الفلسطينية (الوطنية والدينية) رفضت قرار التقسيم واعلنت الحرب لأحباطه ولمنع إقامة دولة اسرائيل. هذه هي الحقائق التاريخية الأساسية التي أوجدت "النكبة" وخلقت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. لا "ثلاثي دنس" ولا "تآمر ثلاثي".
لولا ان الزعامة العربية الفلسطينية، في السنوات الحاسمة 1947-1948، رفضت قرار التقسيم، ولولا ان الدول العربية أرسلت جيوشها ل"إنقاذ فلسطين"، لقامت الدولة الفلسطينية عام 1948، لما وقعت "النكبة" ولما نشأت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. (هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال تبرئة القيادة الصهيونية من مسؤوليتها).
"يقولون أننا اقتلعنا عرباً من أماكنهم" - يكتب موشيه شاريت في مذكراته فيما بعد – "لكنهم هم أنفسهم لا ينكرون أن أصل القضية هي الحرب: لولا الحرب لما قام العرب وتركوا قراهم ونحن ما كنا لنرحِّلَهم. لو أن العرب كانوا قد وافقوا على قرار التقسيم منذ البداية لقامت دولة اسرائيل مختلفة تماماً عن دولة اسرائيل الحالية: عندها كانت تقوم اسرائيل ذات أقلية عربية كبيرة تترك طابعها على الدولة، على أجهزة الحكم وعلى سير الحياة الإقتصادية، وتؤلف جزءً عضوياً من الدولة". (مقتبسة عن كتاب "1948 – تاريخ الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى" لبني موريس. بني موريس يُعد من "المؤرخين الجدد" في اسرائيل. موشيه شاريت كان ثاني رئيس وزراء لإسرائيل وشغل مرتين منصب وزير الخارجية)

* * *

كتبتُ مرةً إن أحد المشاكل التي يعاني منها اليسار العربي (وربما المشكلة تكمن في اللغة العربية نفسها) هي أنه لا يميّز بين مفهوم "لا صهيوني" (Non-Zionist) ومفهوم "معادٍ للصهيونية" (Anti-Zionist).
ليس هناك إنسانٌ عاقل واحد يطلب من عصام مخول أن يكون صهيونياً. بل أن هناك كل الأسباب في العالم أن لا يكون صهيونياُ، أي أن يكون Non-Zionist.
معاداة الصهيونية (Anti-Zionism) هي أمرٌ آخر. معاداة الصهيونية (في الوقت الراهن، أي في أيامنا هذه، ولا تقتبسوا لي هنا من فضلكم ما قاله لينين عن الصهيونية قبل أكثر من قرن) هي الثوب الجديد الذي ترتديه "معاداة السامية"، هي الستار الذي تختفي وراءه معاداة اليهود لمجرد كونهم يهود. مناهضة الصهيونية (الأسم المحبب لدى عصام مخول) هدفها الوحيد هو القضاء على الدولة التي أقامتها الصهيونية، أي على دولة اسرائيل التي تُدعى أحياناً "الكيان الصهيوني".

إن الصراع التاريخي حول حل "المسألة اليهودية"، بين "الحل الشيوعي" من جهة (ب-"الحل الشيوعي" أقصد هنا الحل الذي تبنته الحركة الشيوعية العالمية: إندماج اليهود في الأمم التي يعيشون بينها والنضال المشترك من أجل إقامة مجتمع اشتراكي يلغي كل الفوارق بين الأمم، يقضي نهائياً على ظاهرة معاداة السامية ويحل المشكلة البهودية من أساسها)، و"الحل الصهيوني" من الجهة الأخرى (ب-"الحل الصهيوني" أقصد هنا القاسم المشترك لكل الإتجاهات والنزعات في الحركة الصهيونية العالمية: إقامة وطن قومي لليهود يكون مركزاً سياسياً وثقافياً ليهود العالم وملجأً لكل يهودي يرغب في العودة إلى وطنه التاريخي القديم) – هذا الصراع التاريخي بين "الحل الشيوعي" و"الحل الصهيوني" انتهى في القرن العشرين بفشل "الحل الشيوعي" ونجاح "الحل الصهيوني".
هذه حقيقة تاريخية. يمكن أن نحب هذه الحقيقة ويمكن أن نكرهها. لكننا لا يمكن أن نتجاهلها.

أربعة أحداث تاريخية كبيرة اسهمت في تقرير نتيجة هذا الصراع وإيضاح معالمه:
1. الهولوكوست: عملية الإبادة الجماعية المنظمة ليهود أوربا على أيدي البربرية النازية. الهولوكوست لم يخلق الصهيونية. لكن الصهيونية بعد الهولوكوست هي ليست نفس الصهيونية قبل الهولوكوست. ونظرة العالم المتمدن إلى "المسألة اليهودية" بعد الهولوكوست هي ليست نفس نظرته إليها قبل الهولوكوست. يكفي أن نقرأ الخطاب "الصهيوني" الذي ألقاه غروميكو في هيئة الأمم المتحدة عام 1947.
2. الحرب العالمية الثانية: في الوقت الذي كان فيه مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني يؤلف فيلقاً إسلامياً للحرب إلى جانب المانيا الهتلرية (ويوصم بالعار الحركة القومية العربية والفلسطينية)، كان محاربون يهود (في فرق الأنصار والمقاومة، في صفوف الجيش الأحمر، في الغيتوات، في جيوش الحلفاء وتحت راية الوحدات اليهودية الخاصة) يدافعون عن الحضارة البشرية جنباً إلى جنب مع كل شعوب العالم المتحضر. هذا أكسب قضيتهم عطف وتأييد شعوب العالم.
3. فشل الحل الاشتراكي للمسألة اليهودية في الإتحاد السوفييتي: بعد ازدهار لغة وثقافة اليديش ليهود الإتحاد السوفييتي في السنوات الثلاثين الأولى التي أعقبت الثورة، وبعد إقامة جمهورية سوفييتية يهودية ذات حكمٍ ذاتي في بيروبيجان (رغم أن "التعاليم" الماركسية كانت تدعو إلى خلاف ذلك – مما يثبت أن الحياة أقوى من كل نظرية. وبالمناسبة إلى الجمهورية السوفييتية اليهودية في الإتحاد السوفييتي توافد يهودٌ من كل أطراف العالم)، رفعت اللاسامية في وطن الإشتراكية رأسها من جديد وأنتهى الأمر بإنزال ضربة قاضية على الحياة الثقافية اليهودية، بمقتل خيرة أبناء الشعب اليهودي في الإتحاد السوفييتي وبحملة معادية لليهود بتهمة الكوسموبوليتية. كل العالم كان شاهداً لظاهرة غريبة لم تكن تخطر ببال أحدٍ من آباء الماركسية: "لاسامية" في وطن الإشتراكية. معاداة السامية (=معاداة اليهود)، التي كانت النظرية الماركسية تقول أنها ظاهرة مرافقة للنظام الرأسمالي فقط وإنها ستزول بزوال هذا النظام، إذا بها تنتعش في ظل نظام اشتراكي يقف على رأسه حزبً شيوعي. هذا انهيار تام ل-"الحل الشيوعي" ل-"المسألة اليهودية".
4. قيام دولة اسرائيل: هذا هو الإنتصار النهائي والحاسم للصهيونية حتى أن هناك من يعتقد أن الصهيونية قد أنهت مهمتها التاريخية بقيام دولة اسرائيل ونحن الآن نعيش في عصر ما بعد الصهيونية.
لا هكذا يعتقد عصام مخول. وكنظيره الذي حارب طواحين هواء في القرن السابع عشر، يشهر عصام مخول، في القرن الحادي والعشرين، رماحه الصدئة ل-"مناهضة الصهيونية".

صراع الحضارات:
في "الكيان الصهيوني"، بخلاف أقطارٍ عربية متحضرة، من يقتل شخصاً (أيّاً كان هذا الشخص، حتى إذا كان مجرماً وقاتِلاً وإرهابياً) منزوع السلاح، مكبل اليدين، ويمثل بجثته، يُقدم إلى المحاكمة.
السيد أحمد حمدي، رئيس "اللجنة الشعبية للدفاع عن شبان شفاعمرو" في اسرائيل، له رأيٌ آخر.
"هؤلاء الشباب" – قال أحمد حمدي في تعريفٍ جديد للكرامة - " دافعوا عن كرامة مدينتهم". (للتذكير فقط: "هؤلاء الشباب" متهمون بقتل إنسانٍ منزوع السلاح، مكبل اليدين، والتمثيل بجثته).
ثم أضاف (في المظاهرة التي أقيمت أمام قاعة المحكمة التي انعقدت يوم 11/11/2013 للبث في قرار الحكم): "ان المعركة مستمرة ومتواصلة ولن يهدأ لنا بال حتى إغلاق الملفات كافة وتبرئة الشباب جميعهم لانهم يستحقون أوسمة شرف وليس محاكمة جائرة."
يستحقون أوسمة شرف.
إن لم يكن هذا صراع حضارات – ما هو صراع الحضارات؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين أنت حسين علوان حسين؟).
على عجيل منهل ( 2013 / 11 / 23 - 22:17 )

الاستاذ علوان -- يناضل استاذنا ابراهامى-- لاثبات - وجود الصراع داخل البوزون / فى مقاله الجديد
تحياتى لك لهذا المقال الواضح والصريح والمعبر عن الحاله السياسية السائده


2 - السيد مثنى حميد مجيد رجع بخفي حنين؟.
على عجيل منهل ( 2013 / 11 / 23 - 22:30 )
تحياتنا الى الاخ مثنى حميد كشف الامور-- بالارقام


3 - الدكتور علي عجيل منهل
مثنى حميد مجيد ( 2013 / 11 / 24 - 08:45 )
الدكتور علي عجيل منهل
تحياتي العطرة
في الحقيقة هذا الرجل عصام مخول لا عتب عليه فملامحه في الصورة تؤكد إصابته بالزهايمر وإلا لماذا وافق على دعوة الحوار المتمدن لمحاورة القراء إذا كان يعرف مسبقا أنه سينشغل بالإنتخابات ؟ إذا لم يكن مصابا بالزهايمر فهو كذّاب وهذا إحتمال ضعيف وغير وارد بالنسبة لي لأن صورته تؤكد الزهايمر تماما ولذلك أتمنى له الشفاء!


4 - الاخ مثنى المحترم
على عجيل منهل ( 2013 / 11 / 24 - 10:04 )
تحياتى لك
وحكمة اليوم
للذكاء حدود .. ولكن ليس للغباء حدود .


5 - تحية
شوكت خزندار ( 2013 / 12 / 16 - 03:43 )
اولاً تحية لكاتبنا المبدع يعقوب ابراهامي وبعد.. لو تجاوز الذكاء
النسبة المئوية المعقولة لخلايا الدماغ لأصيب المرء بالجنون ..
أما الغباء فالمرء يعطي إجازة مفتوحة لعدم استخدام الدماغ طواعية
وذلك للهروب أمام كافة المشاكل الحياتية في المقدمة الفكرية
والسياسية فلا تشغل بالك أخي يعقوب. محبتي


6 - يوسفني!
شوكت خزندار ( 2013 / 12 / 16 - 16:35 )

وجدت دولة إسرائيل لتبقى نعم لتبقى .. يؤسفني القول، أن
يبدأ الحزب الشيوعي العربي ل(عرب إسرائيل) من حيث
انتهى حركة القوميين العرب المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية
بشقيها، فتح وحماس، بحمل أثقل وهو تحرير اليهود من الصهيونية.
الدكتور عبد الحسين شعبان المتمسك بماركسيته والمدافع عن القضية
الفلسطينية بثبات، ففي إحدى مقالاته وصل إلى الفكرة التالية : توقع
أن ينتهي القضية الفلسطينية بمديرية عامة في إحدى الوزارات
الإسرائيلية ومقاله الذي أشير إليه موثق في موقعه الفرعي في الحوار
المتمدن .


7 - إلى شوكت خزندار 6: أين اختفى تعليقك؟
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 12 / 16 - 19:43 )
شكراً لك على التعليق (المتأخر). قصة الحزب الشيوعي العربي في اسرائيل هي قصة محزنة
أردتُ أن أشكرك أيضاً على مشاركتك في النقاش حول خرافات قوانين الديالكتيك ولكنني لا أعرف أين اختفى تعليقك. أنا قرأته بنفسي ولكنني لم أعثر عليه بعد ذلك. على كل حال شكراً لك على المساهمة وعلى الثناء
تحياتي لك

اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا