الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلطات إسلامية للجنس والسياسة

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2013 / 11 / 24
كتابات ساخرة


تصل الشركات إلى احتكار السوق عندما تكون الأرباح تصاعدية مع الإنتاج والبيع , والاحتكار هي الحالة التي يكون السوق فيها عبارة عن شركة واحدة فقط تؤمن منتوج أو خدمة إلى جميع المستهلكين ,والاحتكار أصبح أيضا يأخذ الشكل الإسلامي وهنا لا أتكلم عن احتكار سوق العبايات (النقاب) النسائية ولا عن أدوات التجميل الحلال , بل أتكلم عن احتكار الدين و إستخدامة في تجارة الإسلام السياسي بتجارة العسل المخلوط مع الأعشاب والذي يستخدم كمقوي جنسي والاهم هو أن احتكار الخلطتان من قبل الإسلاميين فقط , فيهما ربح مادي ومعنوي , و تجعل الإنسان تابعاً روحانياً وجنسياً .
الخلطة الأولى هي مكونة من الدين والشيوخ والسياسة , وعبرها يقوم الشيوخ باستغلال الدين للوصول للسلطة , و إرهاب الناس فكرياً وربط الآخرة والجنة والنار والحركة والعمل والعيش وحتى الموت بفتوى منهم وتوجيه الناس إنما شأوا إلى دماج أو العراق أو سوريا , أما خلطة الشيوخ الثانية فهي للتقوية الجنسية ومركبة من العسل ومشتقاته المخلوطة مع الأعشاب الطبيعية كما يدعون , مع تحريمهم للحديث عن الجنس, فهو من وجهة نظرهم يقع فكراً وممارسة في دائرة الحرام والممنوع والعيب المسكوت عنه , وأي موضوع عن علاقة الرجل والمرأة يجب إغلاقه, ولكنها خلطة تبعد الرجل عن شبح الضعف الجنسي الذي يعاني منه بدرجة أولى الشباب المسلم بسبب الشيوخ وضغوطاتهم الفكرية الدينية والتعبئة السلبية للذهن التي تغرق الشباب في مشاكل نفسية وجنسية كبيرة , وبالرغم من إنها تجارة تتناقض مع الخطاب الإسلامي الديني الذي يحرم الحديث عن الأمور والأشياء ذات الصلة بالجنس وثقافته ,إلا أنها مربحة للشيوخ , ومتعلقة بالخوف وبالكبت الجنسي الذي يعتبر مهيجهم الأول والخفي ومرتبطة بغسل أدمغة الشباب وتحويلهم إلى قنابل موقوتة للقاء حور الجنة , و عالميا معروف أن معدلات الإحباط والكبت والضعف الجنسي لدى الشباب العرب من أعلى المعدلات , والسبب أن مجتمعاتنا وناسها هي الأكثر تحريما ومنعا للحديث عن الجنس وعن المرأة , التي يصل هوس بعض الإسلاميين إلى حد اتهامها بسبب جسدها إنها اقرب للشيطان وأن أكثر أهل النار من جنسها , ومعروف أن أكثر الناس تحريماً لشيء هي أكثر الناس هوساً به , ولذلك أصحاب التوجهات الإسلامية هم أكثر الناس مشغولون بالمرأة و بالحديث عنها.
العجيب هو انتشار خلطات الشيوخ الجنسية إلى دائرة المنشطات التي تقبل رواجاً وتنافس حتى الفياجرا في الدول العربية , وفي اليمن تجد محلات بيع الخلطات في كل شارع و تباع بوتيرة عالية أولا بسبب اعتقاد الناس ان الخلطة معمولة من قبل رجل دين يعني فيها روحانية وثانيا الاعتقاد بأن رجل الدين لا يغش وبالتالي فهي خلطة نظيفة و صحية وطبيعية من الأعشاب , خلطة جنسية مباركة هكذا يعتقد المشتري العادي , وتستهلك بكثرة بسبب الضغوطات النفسية وكثرة متعاطي القات الذين يعانون من الضعف الجنسي على عكس ما يشاع بأن القات مقوي ومحفز وإحصائيات 2011 كانت تقول أن 40% من اليمنيين عاجزون جنسياً بسبب القات ويقبلون على الخلطات الجنسية التي يعتبرون مكوناتها طبيعية ولكنها لا تخضع لرقابة وزارة الصحة مثلها مثل حبوب الفياجرا والمنشطات المهربة الأخرى , و الخلطات عبارة عن سوق خاص يدار من قبل الشباب والشيوخ المتدين فقط , الذين يبررون بيع خلطاتهم المقوية والمحفزة من منطلق مفاده أن الرغبة الجنسية من حق الرجل فقط , ويعتبرون الضعف والكبت الجنسي مشكلة تخص الذكور دون الإناث مع أنه تخص الطرفـين بنفس المستوى , وهناك خلطات أخرى عجيبة وغريبة مثل (خلطة الحمل السليم )و( خلطة إنجاب الذكور)و(خلطة لحياة زوجية سعيدة) و (خلطة التسمين والتضعيف)و (خلطة الملوك او خلطة ليلة الدخلة ) والاخيره هي من صدقها وعمل بها أبن صديقي الشاب في يوم دخلته , و لولا ثقافة الكبت والخوف من الحديث عن الجنس , وتصوره كشيء مجهول ورهيب،, لما خاف وفقد الثقة في نفسه هذا الشاب وتناول ملعقتين كبيرتين من تلك ألخلطه العجيبة , والتي اتضح إنها عبارة عن عسل مع خليط مطحون من الحبة السوداء و السيلدينافيل الكيميائية أو حبوب الزواجرا اليمنية الرخيصة , والذي لولا العناية الإلهية لكان أبن صديقي في ليلة دخلته , قد دخل إلى العالم الأخر .
هذه الخلطات أصبحت من العلوم والموضة القديمة ولكنها للأسف لازالت فاعلة في أرض السعيدة , وياريت شيوخ الدين اليمنيين صناع التطرف و تجار الإسلام السياسي يسدون خدمات إنسانية في مجال الخلطات المفيدة للبلاد مثل خلطة سياسية سحرية تعيد ثورة الشباب اليمنية المسروقة لمسارها الصحيح و تزيل ثقافة الاستيلاء والإقصاء و العنف والتحريض المذهبي والطائفي , وخلطة إنسانية أخرى تبعدهم عن القاصرات وتعدد الزوجات والتحريض ضد المرأة , وخلطة شاملة ومقوية للذهن وتوسيع مداركه وإفاقة تحتوي على خليط من المنطق والعلم والواقع والانفتاح نحو الحقائق ومزيلة لثقافة تسطيح و تحنيط وتجميد العقل عند مستوى أفكار خاطئة وإرهاب الذهن والنفس والتلاعب بعقول الناس عبر خلطات الدين بالسياسة والعسل بمادة سيلدينافيل الكيميائية (الفياجرا ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة عبر الزمن من خلال الموسيقى.. السوبرانو الأردنية زينة بر


.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تبدع في الغناء على الهواء في ص




.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء


.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت




.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف