الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين فلسطين في اتفاق ايران مع الغرب؟

خالد الحروب

2013 / 11 / 24
القضية الفلسطينية


من المشروع تقديم السؤال التالي والذي يتطلب اجابة من الإيرانيين الذين فاوضوا الغرب ووقعوا على اتفاق معه حول الملف النووي: اين كانت فلسطين في اجندة المفاوضات ونتيجتها, خاصة وان الخطاب الايراني “المقاوم والممانع” اعتمد مناصرة فلسطين والفلسطينين ومعاداة اسرائيل كحجر الاساس في كل التعبئة والدعائية الرسمية وغير الرسمية, وارتبط ذلك بشكل مبطن بالحق في امتلاك القدرة النووية؟ اذا كانت فلسطين, وكما دأب ذلك الخطاب على التوكيد والقول, قضية المسلمين الاولى, وقضية ايران الاولى تبعا لذلك, فلماذا لم تبرز في جدول اعمال المفاوضات مع القوى الكبرى؟ لماذا لم تضع طهران ولو شروط الحد الأدنى من مثل تطبيق الشرعية الدولية والقانون الدولي في القضية الفلسطينية, وتربط تنازلاتها في الملف النووي ببروز سياسة غربية جديدة إزاء فلسطين والفلسطينين؟ ولماذا ينزوي خطاب المقاومة والممانعة عندما يجد الجد مع الغرب, الداعم الرئيس لإسرائيل, ولا نرى على طاولة التفاوض إلا المصالح الإيرانية القومية البحتة؟ كيف نوائم بين خطاب المقاومة والممانعة الذي توجهه طهران نهارا وليلا إلى “الجماهير الايرانية والعربية” معاً, والخطاب البراغماتي القائم على التقديرات الاستراتيجية للمصلحة القومية الايرانية؟ من ناحية سياسية بحتة وتحليل بارد نفهم إنهماك طهران وتركيزها المطلق على مصالحها السياسية والاقتصادية ومحاولة تعظيم ما يمكن ان تحققه في المفاوضات والصفقة مع الغرب. وربما لم يكن لأحد ان يطلب منها غير ذلك لولا انها تتشدق بخطاب “المقاومة” الذي ضلل ولا زال يضلل الملايين في المنطقة ثم لا يلبث ان يتبخر عندما تأتي اية لحظة اختبار جدية, كما الآن.
من حق كثيرين ان يسألوا ايضا انصار ايران وانصار خطابها الإدعائي حول المقاومة والممانعة عن موقف البلد القائد وشطبه القضية الفلسطينية في الاجندة التفاوضية, ولماذا تتبخر هذه القضية في الممارسة السياسية الايرانية عند اللحظات الحاسمة, ثم نراها تشتعل من جديد عندما يكون الظرف محملا بالمزايدة اللفظية والعنتريات اللغوية؟ لماذا لا يظهر هذا الخطاب في السنوات الاخيرة إلا في سوريا ولمناصرة النظام الاسدي ضد شعبه, وما هو نوع “المقاومة والممانعة” الذي تجسد هناك سوى الوقوف ضد حرية الشعب السوري وتحرره من النظام المستبد والبائس, ثم تسليم السلاح الاستراتيجي الكيماوي للغرب, والاستسلام الكامل للضربات الاسرائيلية المتلاحقة من الحين للآخر؟ من حق كثيرين القول الآن ان الموضوع الفلسطيني وكل خرافة المقاومة والممانعة في الخطاب الايراني, كما هي في الخطاب الاسدي, لم تكن يوما سوى توظيف سمج ومتواصل لقضية تحظى بتعاطف الملايين. وأن وطأة تلك القضية تجعل من اولئك الملايين يواصلون إعطاء الفرصة تلو الاخرى لكل من يتشدق بها, بما في ذلك طهران.
من حق كثيرين ان يتساءلوا لماذا لم تضع طهران شروطا إقليمية تخدم فلسطين والفلسطينين على طاولة المفاوضات في الوقت الذي تضع إسرائيل فيه شروطها عبر ممثليها غير المباشرين, سواء الامريكيين او الالمان, بل ومن خلال الرئيس الفرنسي نفسه الذي صار يتحدث بلسان نتنياهو في المفاوضات وليس بلسان مصالح فرنسا؟ حتى من ناحية براغماتية وسياسة ومصلحية بعيدة عن المبادىء وإدعاءات خطاب المقاومة من حق كثيرين ان يتساءلوا عن هذا الغياب الفاضح لكل ما له علاقة بفلسطين والقضية الفلسطيية والإختفاء الكلاني لها عن أجندة الاهتمام الايراني.
مرة اخرى واخرى تتبدى السياسة الايرانية في جوهرها الحقيقي وهو انها مُقادة ببوصلة المصلحة القومية الايرانية لا اكثر ولا اقل. واحد جوانب هذه المصلحة القومية هو الدفاع عن مصالح ايران وتكريس الدور والنفوذ الايراني في المنطقة. وهنا لا يمكن الاعتراض على الجزء الاول من هذا وهو الدفاع عن المصالح الحيوية لإيران لأن ذلك ما يجب ان تقوم به كل دولة وكل نظام في اي بلد. لكن الاعتراض على سياسة ايران الراهنة في المنطقة تأتي من زاويتين: الاولى وهي ان هاجس تكريس الدور والنفوذ يُترجم على الارض تدخلا في دول الجوار العربي وتجييش الشيعة العرب وفق تقسيمة طائفية بشعة في كل دولة يتواجد فيها شيعة. والزاوية الثانية هي امتطاء خطاب المقاومة والممانعة وتصدر جبهة العنتريات اللفظية في ما يتعلق بفلسطين وما ينتج عن ذلك من عسكرة وانقسامات في المنطقة. ذلك انه من لبنان وحزب الله إلى فلسطين حيث حماس والجهاد الاسلامي, وصولا وليس انتهاء إلى اليمن والحوثيين, عملت ايران على تعميق الخلافات الداخلية وتقويض الوحدات الوطنية وشراء الولاءات وخلق تيارات تابعة لها تحت شعار المقاومة. ومن جوانب الكوميديا السوداء ان بعض الناطقيين بإسم الحركة الحوثية يضمن دعم المقاومة في فلسطين ومواجهة اسرائيل في تصريحاته هنا وهناك!
وتحت شعار المقاومة شغلت ايران ماكينتها الدعائية بل وأنشأت جيش القدس الذي لم نر افراده وضباطه وقادته يخططون ويقاتلون في العراق وسوريا, ولم يطلق رصاصة بإتجاه القدس. بل شهدناه ينشط ويقاتل في الجوار العربي. لماذا تتدخل طهران في الشأن العراقي الامني والعسكري وتسيطر عليه مستخدمه اسم “القدس” ولماذا تنشط في قتل السوريين وتقف بالطول والعرض مع نظام فاسد ومُستبد وكل ذلك تحت وبإسم “القدس”؟ ثم عندما تجلس مع كل القوى الكبرى في العالم والتي تخشى برنامجها النووي وتتجه نحو صفقة كبرى مع تلك القوى فإنها تترك القدس واهلها خارج قاعة المفاوضات وترتد إلى مصلحتها الايرانية الصرفة والعارية؟ قد يُقال هنا ان ايران لا تستحق ان تُلام على ذلك انها وكأية دولة في العالم وكأي لاعب سياسي في اي مكان تحاول ان تستخدم كل ما تستطيع من اوراق لتعظيم مصالحها القومية والاقليمية, وانها تقدم وتؤخر استخدام تلك الاوراق بحسب ما تراه مناسبا زمانا ومكاناً. وان اللوم واصابع الاتهام يجب ان تتوجه إلى اولئك الذي لا زالوا يركضون خلف ايران ويرددون ببغائية عمياء خطابها الإدعائي حول المقاومة وفلسطين. على هؤلاء ان يتدبروا القراءات الاسرائيلية التي تتوافق ومنذ سنوات طويلة على ان ايران لا تفكر في خوض اي معركة مع اسرائيل, وان ذلك اخر همها. وان العين الايرانية والنفوذ الأيراني متوجه للمنطقة والجوار العربي اولا وثانيا واخيرا. وان كل مزايدات نتنياهو واليمين الاسرائيلي هدفها رفع سقف المفاوضات وتعكس الهوس على ابقاء اسرائيل الدولة الاولى في المنطقة من ناحية النفوذ والسيطرة, وليس خوفا من توجه الصواريخ النووية الايرانية الى اسرائيل لأن ذلك ليس واردا في الاجندة الايرانية العسكرية اساسا, كما ان فلسطين كلها ليست واردة في الاجندة الايرانية السياسية كما رأينا سابقا وكما نرى اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وماذا عن مزايدات السعوديه
عادل العراقي ( 2013 / 11 / 25 - 01:44 )
اتفق معك على كل ماقلته بشأن سياسة ايران التوسعيه في المنطقه العربيه ودورها التخريبي في العراق وسوريا والبحرين واستخدامها لورقة فلسطين للاستهلاك الداخلي والاقليمي. ولكن اذا نظرنا الى القطب السعودي وهو مزايد آخر بالقضيه الفلسطينيه نراه لايحرك ساكناً ولم يقف يوما حتى معاتباً حلفائه الامريكان لانحيازهم الواضح والمكشوف لاسرائيل ولسياستها العدوانيه والعنصريه. رفضت السعوديه رئاسة مجلس الامن بحجة ان هذا المجلس يكيل بمكيالين عند مناقشاته للقضيه الفلسطينيه وكانها قد صحت من سباتها الطويل على حين غفله وبدأت ترى استخفاف اسرائيل بكافة قرارت الامم المتحدة ومجلس الامن. فأين كانوا حكام السعوديه قبل اليوم ولماذا لم يتخذوا موقفا مشابها منذ ١-;-٩-;-٤-;-٨-;- والى الان رغم كل امكانيات البترودولار؟ واضح جداً ان الموقف السعودي الاخير وغير المعهود والمفاجئ لايمكن اعتباره صحوة ضمير بل ردة فعل خجوله على موقف امريكا والغرب من الحرب في سوريا وعلى التفاوض مع ايران ليس الا.


2 - رحم الله من راى الخشبة في عينه!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 11 / 25 - 05:29 )
رحم الله من راى الخشبة في عينه قبل ان يرى القشة في عين اخيه.بغض النظر عن سياسات الايرانية وتوجس دول الخليج من السلاح النووي الذي لا اساس له نقول اين فلسطين في قاموس الدول العربية وعلى راسها دولة الاسلام الاولى ـ السعودية ـ المتحالفة مع الصهيونية والمشجعة لها لضرب ايران كما تحالفت مع صدام في جرب الخليج الاولى؟؟.فاذا كان تعاونها مع صدام كان مشروعا فما هي الشرعية في تحالفها مع اسرائيل؟؟. اليست فلسطين عربية والعرب هم الاسياد ـ كما يدعون ـ وان العجم هم من الموالي؟.اما اذا كانت قضية فلسطين هي قضية المسلمين فلماذا تتحمل ايران بوحدها عناء العقوبات المفروضة عليها وبتشجيع من دول الخليج بسبب عدائها لاسرائيل؟؟.اليس الفلسطينيون انفسهم هم من اعترفوا بدولة اسرائيل وانشقاقهم مع انفسهم اتاح الفرضة للتوسع الاسرائلي؟؟.اليس آل سعود هم من سمحوا للبريطانيين بتوطين اليهود في فلسطين ولا زالوا يناصرونهم؟؟.اخي الكريم :حديثا اصدر الملك السعودي قرارا يقضي بعدم سب اسرائيل او التعرض لها باللعن من قبل علماء الدين. اما الدعاء لنصرة حزب الله في حربه مع اسرائيل فحرام لان حزب الله وايران هم مجوس. واخيرا نقول اين الخقية


3 - أين نحن من أنفسنا؟
توفيق أبو شومر ( 2013 / 11 / 25 - 07:37 )
إلى متى سنظل نندبُ نحن الفلسطينيين حظنا، ونتوقع من العالم أن يضعنا في أولوياته، وأن يتحدث باسمنا؟ إلى متى سنظل ننتظر من العالم أن يفهم قضيتنا العادلة، أكثر من فهمنا نحن لقضيتنا؟ ألا ترى بأن مطالبة إيران بأن تضع ملف فلسطين على طاولة المفاوضات في ملفها النووي، نوعا من الشطط والمبالغة؟ ألسنا نحن المقصرين في حق قضيتنا وأنفسنا؟ ألا يجب علينا أن نحاسبَ أنفسنا قبل أن نحاسب إيران؟ أنا لا أدافع عن إيران، ولا أنتمى إلى أي تيار، ولكنني أرى أنها تساهم في نصرتنا أكثر بكثير مما تساهم دول قريبةٌ أخرى، أليس كذلك؟

اخر الافلام

.. الشيف عمر يبدع في تحضير جاج بالفريكة ????


.. ما تأثير وفاة رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية؟ • فرانس




.. كيف سقطت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي؟ وما سبب تحطمها؟


.. كيف حولت أميركا طائرات إيران إلى -نعوش طائرة-؟




.. بعد مقتل رئيسي.. كيف أثرت العقوبات الأميركية على قطاع الطيرا