الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملامصفى البارزاني والمنفذ الإيراني

هفال عارف البرواري
مهندس - كاتب وباحث

(Haval Arif)

2013 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الملا مصطفى البارزاني والمنفذ الإيراني .............
___________________________________

بعد متابعتي لآراء يعض الصحفيين والكتاب والسياسيين بعد الزيارة الأخير لرئيس إقليم كوردستان الى تركيا أستغربت منهم كونهم مازالوا طامحين وحالمين حتى الآن بالتحالف الكوردي الإيراني وتوجيه النصح الى القيادات الكوردية أن تنحو منحى المعسكر الإيراني وتشارك في هذا الحلف المقيت ..... سواء"كانت من خلفيات مايعتقدونه او من باب الضغط الإيراني عليهم كون إيران أصبحت تدخل في كل شؤن العراق بصورة مباشرة
أو بحجة كون إيران متحالفة مع امريكا وانها اكثر سيطرة من التحالفات الأخرى في المنطقة
فعلى الأكراد أن يستغلوا الظرف الآني وأن يسحبوا البساط من جنوب العراق
المتحالفين معهم ؟؟

ونسوا أو تناسوا أن الجنوب يدينون بالمذهب الرسمي الإيراني وان إيران لن تغامر بهم وأن لهم من الثروات مايكون من الصعوبة بمكان ان تتنازل عنهم مقابل عيوننا وهم يدركون ان المستقبل الكوردي بالاستقلال قريب
ويقابله أقليم او دولة شيعنستان في الجنوب !! يتم الآن طهيها في المطابخ الخارجية !!

وأن الكورد لهم خبرة تاريخية طويلة معهم
وان عقلية إيران في التعامل والتحالف مع الغير تستند الى الإستفادة من المقابل مقابل عدم إعطاءهم أي شيء
بل محاولاتها المكوكية بجعل المخالف له في صفه ومعسكره وذلك بتغيير معتقده لذلك لانستغرب وجود قيادات إيرانية تستميت الآن في الدفاع عن هذه الدولة ومعتقدها مع العلم انهم كانوا قبل 100 عام ممن ينتسبون للمخالفين لمعتقدهم ودولتهم وحتى في اصولهم الفارسية كونهم كانوا من اصول قومية ودينية أخرى ؟؟

نعم فالمنظومة الايرانية لاتعترف بأحد بل ترى في المقابل ساحته لكي يسيطر عليها من خلال تغيير في عقلية معتقدأهل الساكنين ثم الإستحواذ على هذه الأراضي برضى
أهلها !! وهي تتبع النفس الطويل في ذلك .............

ومن تجربة الكورد معهم تبين ان أغلب ما جنوا من ويلات كانت من طرفهم فمثلا"
ماجرى في المعسكر الكوردي في ايران بقيادة قاضي محمد ومن ثم الانقضاض على هذه الدولة الفتية رغم محاولات القاضي محمد بإقامة علاقات طيبة معهم او الرضى بقبول دولته كحكم ذاتي داخل الدولة الإيرانية لكن الجانب الايراني لم يعترف بهم بل كان ردهم على الدبلوماسية الكوردية ان واجهوهم بالتقدم العسكري ومحاولة الانقضاض عليهم ومن ثم الضغط المكثف على أمريكا وبريطانيا لكي يضغطوا هم بدورهم على روسيا برفع الحصانة على هذه الدولة الفتية بل وقطع العلاقة بهم ومنعهم من الدعم العسكري والسياسي ,,ورغم الدفاع المستميت من اجل عدم سقوط هذه الدولة لكنها سقطت بأيدي الايرانيين وتم اعدام رئيس دولتها وقادتهم وتمت المذبحة لكل من كان له شعور وطني تجاه دولته ,,استطاع الملامصطفى البارزاني الذي شارك في عرس تأسيس الدولة الكوردية الفتية مع مقاتليه النزوح الى العراق لكي ينجو من بطش هذا الغول الفارسي الرهيب عام 1946
ورغم ذلك التاريخ المرير ,,لم يقطع الكورد علاقاتهم مع إيران كمنفذ وحيد في ظل الظروف التي كانت تسود المنطفة فالعرب لم تكن لهم أي رؤية سياسية بل كانوا في أحلامهم وكبرياءهم ساهون وكان الترك في اوج كبريائهم وعنجهيتهم المتوارثة من النهج الاتاتوركي البغيظ والذي أسس دولته على عدم الاعتراف بأي جنس غير الجنس التركي
فكان لابد من التعامل مع العدوا القديم وكــــــ شر لابد منه .......!

وهنا يأتي الدور الإيراني الذي لم يغير من نهجه منذ الحكم الصفوي وتعاملهم مع أهل المنطقة برمتها ورسمت بذلك سياساتها على القيام بدورها القديم في شق الصفوف والتحالف مع العدو في سبيل الحصول على بعض المكاسب ومنها السيطرة على مفاصل الدول المجاورة ومحاولة التدخل السافر في شؤنها الداخلية حتى يتم بعدها محاولة بسط معتقدها لتغيير بعد ذلك من خارطة الأيدولوجية للمنطقة او خلق تمزق شعبي كما يحصل الآن في اليمن ....
نعم فتح الإيرانيين أبوابهم للثورة الكوردية المتجددة بقيادة الملامصطفى وأجبر الأخير على اللعب مع النار الإيراني واستطاع ان يحرز نجاحا" باهرا" في ساحة المعركة مع أعتى نظام شهده المنطقة وهو النظام العراقي من حيث البطش والجبروت ولكنه استطاع بدعم يسير الى تقدم مالم يحتسبه كل المراقبين للمنطقة في السيطرة على المنطقة الكوردية ,,,,ماأضطر النظام العراقي الى عرض صفقات مغرية للإيرانيين ليس مقابل وقف الدعم عن الكوردفي العراق بل قطع الطريق عن منفذهم الوحيد وكل هذا كانت بمباركة أمريكية ووزير خارجيتها آنذاك ( كيسنجر ),,وهنا سقطت الورقة الوحيدة للكورد وخسروا منفذهم الوحيد للضغط على الحكومة العراقية كي يكون لهم كيان يستقلون بحقوقهم المسلوبة بين الدول المجاورة وهنا تم أفشال الحركة الكوردية واضطر الكورد بتسليم انفسهم وتسليم أسلحتهم التي كان من يقول أنها كانت اكثر تقنية حتى من اسلحة الجيش العراقي آنذاك ؟

واضظر البارزاني مع قيادته وكثير من أنصاره النزوح الى داخل الحدود الإيرانية وهنا يتبين خبث الحكومة الإيرانية في التعامل مع الاكراد هناك وكيف كانوا يقومون بخلق الصراعات الداخلية بينهم لكي ينشغلوا بأنفسهم ويتناسوا مشروع أحلامهم في إيجاد كيان مستقل لهم أو حتى الحصول على بعض الحقوق المحرومة منها داخل هذه الدول الشوفينية والفاشية
أما الملامصطفى البارزاني فقد حاول ان يتصل بشاه إيران (محمد رضا بهلوي )ولا أريد أن أسرد هذه القصة لأنها تستفزني وتبين لي كم كان موقف الشاه مقرفا" و حقيرا" في عدم استقباله او استقباله بصورة مقرفة وهذا هو حال السياسيين الذين لادين لهم و لا ضمير إلا المصالح .....وأرسل رسالة الى وزير الخارجية الامريكية ليبين له دهشته وحزنه وألمه لهذه الاتفاقية الظالمة والجائرةو التي أدت الى تدمير ماتبقى من بصيص أمل للحلم الكوردي في المنطقة ولبين دهشته لخيانتهم له وكيف أنه أعطى كل ثقته وأمله اللامحدود بهم فقط ..وكان رد كيسنجر وهو ما ذكره في مذكراته والذي يتبين فيها حقارة الامريكان بقوله وهو يخلع نظارته بعد قراءته للرسالة المفحمة بالعواطف ( أتعجب لهذا الرجل الذي ما زال يخلط السياسة بالأخلاق !! ) والسياسة لا أخلاق لها .....
كان يدرك البارزاني ان ماحصل سيترتب عليه رد هزيل وحقير كما بينت ويتبين ذلك عندما صرح للصحافيين في إيران قائلا" ( نحن معزولون بلا أصدقاء ولم ننل أية مساعدة أو حماية من الأمريكيين ، وأظن أن أمامنا أياما ً حالكة )؟؟
لا أريد الدخول لما جرى أثناء وجود البارزاني في إيران وهناك روايات عدة لكنني أظن انني أحس به ,, وكم عان من مرارة الخيانة تجاهه وكم عان مرارة سد جميع الابواب بوجهه بعد ان كان الكل متلهفا" لرؤيته واستقباله ....
نعم أظن أن كل هذا ادى الى إنهيار صحته مما أضطر لنقله الى واشنطن وهناك أُزدل الستار على انتهاء حياته بعد وفاته
وعلى إنتهاء حقبة زمنية يتزعمها أكثر شخصية كوردية صرامة" وشجاعة وصلابة
...............قال الميجر ادغار أوبالانس المحلل العسكري الإنكليزي ، صاحب المؤلفات عن حرب اليمن وحرب الهند الصينية والحرب الأهلية اليونانية وحروب كوريا والجزائر والجيش الأحمر السوفييتي ,,,,, ، وقد زار العراق والمنطقة الكوردية ثلاث مرات ، وقال في كتابه ((الثورة الكردية 1961-1970)) الصادر سنة 1973 :
" إن قصة الثورة الكردية إنما هي قصة الملا مصطفى البارزاني الزعيم العشائري المحارب
وقال إنه واجهه مرارا ً فوجده يكاد يكون أُميا ً ، لكن يده ظلت قابضة على ناصية التمرد ، فلم يستطع أحد أن يزيحه عن زعامته . وقد نشر نفوذه على القبائل المجاورة لعشيرته البارزانية وأصبح الزعيم المعترف به للقومية الكردية . شارك شعبه في مخاطره ومشقاته . وهو بارع في التصميم وتدبير المكائد ، وتحريض خصومه بعضهم على بعض ، وإثارة عزيمة جنوده ورفع معنوياتهم ، وكسب ثقتهم وولائهم ......

وأخيرا ً أعتبره المؤلف أحد القادة الكبار في القرن العشرين لقوة عزيمته وكفاحه في سبيل الاستقلال الذاتي الكوردي في العراق))
ولهذا نجد أمثال الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري يخاطب رئيس الجمهورية العراقية أحمد حسن البكر
يقول فيه مادحا" للبارزاني :
جاذبت من صقر الشمال وإنـــــــه بالعز أمــنـع من مـــطـــار عـقــاب
ومسحت غضبة قسور عن وجهه ولقطت من فمـــه مـــرارة صــــاب
مستشرقا ً كبد السماء جـبـيــنــــه للــنيرات ورجــلـــه فـــي الـــــزاب
وسط الجبال كأن صُمّ صـــخورها من بعض ما استصفى من الحجاب

لذلك أقول لأصحاب هذه المدرسة القديمة والذين يريدون أن يرمي االكوردي في أحضان إيران انهم لم يفهوا ولم يحللوا التاريخ جيدا" وكما قيل أن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين !!!
فكذلك أصبح للأكراد خبرة وحنكة سياسية ولن يقامروا بقضيتهم ولن يراهن الاكراد على منفذ واحد بل أنهم أدركو وتمرنوا على اللعبة الجديدة جيدا" فهم أصبحوا بارعون بلعبة الأوراق السياسية المختلفةو المتفاوتة ولعبة المتناقضات وليس كل حلف أمريكي الى نجاح فنحن نرى التحالفات الاخرى تحرز نجاحا" باهرا" وليس معنى ذلك أنهم ضد التوجه الامريكي فالتحالفات الامريكية أيضا" متداخلة وليس لها أصدقاء دائمين بل مصالح دائمة ؟
ولن يرمي الأكراد بانفسهم في أحضان احد
والحلف الإيراني المتصاعد لا يمكن ان يغري أحد وفقا" لما يجنيه من تقدم آني فالمستقبل مليء بالمفاجئات وعلى الارض مشاريع تنفذ ضدهم والتاريخ يثبت عدم تمكنهم مطلقا"في المنطقة ولا يردعنا أخطبوطية الفرس ولنا معهم صولات وجولات متوافقة ومتباينة ولن ننجر الى الحلف المطلق معهم كما يفعله بعض الاطراف الكوردية مع الاسف ...
مع عدم اهمالهم
فمشروع الرؤية الكوردية لمستقبلهم قد تم البدء بتنفيذها ولن يتراجعوا ,,والحلم الكوردي حسب هذه المعطيات الجديدة على طريق التحقيق هو ما بين قاب قوسين أو أدنى ........................تحيـــــــــــــــاتي لكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه