الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللقاء ألأخير - قصة قصيرة

نعمة ياسين عكظ

2013 / 11 / 24
الادب والفن


قصة قصيرة
اللقاء الاخير
------------------
حمل حقيبته المحملة بالاحلام وقلبا فيه اثار جروح اندملت منذ ايام بعد ان اوعدته برغبتها باللقاء .. سافر بعيدا تاركا وراءها كل احزانه وآلامه .. ناسيا كل شيء الا اللحظات التي جمعتهما سوية في الماضي البعيد .. إرتسمت امام عينه حالات مختلفة لكيفية اللقاء .. فسرى الدفئ في جسده المتعب وهو يتخيل لحضة الالتقاء وسريان الدفئ في جسده عندما يضمها في حضنه ويقبلها تلك القبلات التي ما زال طعمها لا صقا في لسانه منذ سنوات طويلة ... كان ينظر كل لحظة الى الساعة المعلقة قبالته فيشعر بالملل .. لعن عقاربها التي تبدو متوقفة عند زمن معين ... قبل ساعات كان يقف هناك عند باب القاعة الكبيرة التي من المفروض ان تخرج من خلالها وعيناه مسمرة على ذلك الباب الزجاجي يمد بصره بين الحين والاخر الى داخل القاعة عله يراها هناك ... امتد الزمن في احساسه وكانه اشهرا
... انتابه قلق شديد عندما عرف ان الوقت المقرر قد فاتت منه دقائق دون ان يلوح له علامة لقدومها قاذفة اياه بمختلف التوقعات السيئة .. أنقذته منها لحظة خروجها من ذلك الباب ... تضاعفت دقات قلبه وارتجفت اوصاله وهو يتجه نحوها بدون وعي منه ليحتضنها ويتبادلا القبلات ... نظر بشغف الى الحقيبة التي تحملها معها وانتابه احساس انها تحمل بهذه الحقيبة كل سعادته وافراحه للايام القليلة القادمة .... جلسوا في المقعد الخلفي لسيارة الاجرة التي اقلتهما الى البيت الذي استأجروه .. وكانت ضحكاتهما تملأ فراغ السيارة الذي يكاد ان لايستوعبها .. ومن شدة فرحته لم يستطع التمييز بين المفتعل والحقيقي من الحديث او الضحك .. عندما دلفا باب البيت .. اغلقها بدفعة من قدمه .. إحتضنها وقبلها بحرارة الشوق الملتهب داخله .. تفاجأ ببرودة قبلتها التي وضعتها على جبينه .بدون اي علامة للحب او الاشتياق ... تسللت من حضنه وجلست على الاريكة قبالته ... فتحت الحقيبة ببرود .. اخرجت منها انواعا مختلفة من الات التقطيع والسكاكين ... وكان هو ينظر ببلاهة واستغراب ... غرزت اكبر سكينا في صدره وبدأت بالتقطيع .. اخرجت قلبه .. وضعته على بلاط الغرفة سحقته بقدميها بكل قوة .. ورجعت لتجلس على الاريكة متلذذة ... وهو ينظر لعصيره الذي سال على البلاط راسما حروف اسمها .... ودموعه الصامته التي سالت على خديه .. ووسط دهشته رفع قلبه مسح عنه تراب الحذاء ، ارجعه في مكانه داخل الصدر ... نظر لها بحنان ... قبلها على جبينها رفع حقيبته وغادر البيت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل