الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يمين الكاميرا، يسار الكاميرا

رضا كارم
باحث

2013 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


المؤتمر-وفاء-تيار المحبة-بعض نوّاب النهضة: هؤلاء ليسوا فقط مجرد خونة مرتبطين
مثل بقية شركائهم . هؤلاء، أنذل من أفرجت عنهم القريحة الانتخابية الانقلابية على الإرادة الثورية للمعنيين بالقلب الاجتماعي الطبقي.
هؤلاء، مرتبطون باقتصاد السوق مثل بقيتهم. مع ذلك، يرفعون سقف مفرداتهم ، حتى تنتُج عنهم صورة المتمسك بالمسار الثوري (ل14جانفي). و الحقّ ، أنهم أفسد من يمكنه التعبير عن المطمح الشعبي العام بتبديل الواقع الطبقي اللاإنساني. لا يمكن لأنصار راس المال أن يغيروا شيئا في المعركة، إلا لصالح المعسكر الذي ينتمون إليه. إنهم لا يعبّرون سوى عن مصالحهم المباشرة، و من غير المنطقي أن يتنازلوا عن ادوارهم كوشاة مخبرين فجرة لصالح المسحوقين.
لن يصدر عن هؤلاء خطاب مختلف. مجرّد ألفظ متشنجة للتغطية، و انتماء صريح معلن لشبكة إنتاج الربح ، و تعبيرات عملية عن ذلك الانتماء. أما السطح،
فيخدع ببعض الأصوات المرتفعة المعبرة عن خدمة الشعب و الانتصار لأصواته.
و يقصدون بذلك ، الانتصار لأنفسهم بصفاتهم ممثلين لمن انتخبهم منذ سنتين، لكتابة دستور ، فظلوا هناك للحكم و تأسيس مصالحهم الخاصة.
لا تختلف أدوار بليدو الذهن، فاسدو الذدوق هؤلاء، عن أدوار تشكيلات الجبهة الشعبية مثلا. نفس الممارسات الخفية التي تناقض المصرّح به.
نفس الادعاءات بتمثيل الناس، نفس الخدمة المجانية المقترحة على السوق.
يختلف الفريقان في الجهة التي يتموقعون فيها. بعضهم على يسار الكاميرا ، و الآخرون على يمينها. الكاميرا تلتقط صورهم جميعا، تركز عليهم عندما يستوجب الأمر
الاستماع إلى البدلاء، الى الاحتياطيين، الى القوادة اختصارا.
و لكن ، يتوجّب الحال، منح الوقت و الاهتمام للمخبرين الأصول. للنهضة و نداء تونس. بوتفليقة لن يستقبل غيرهما. سفراء القيادة، لن يفعلوا غير ذلك.
كل من له طموح ما بلعب دور ما، سيكرر ذات التجربة.
لحمة و المرزوقي ، ممثلا يمين و يسار الكاميرا، أن يستعدا لحالف مستقبلي.
سينضاف إليهما الشابي و بن جعفر، مضطرين أيضا، لتكرار معزوفة 18أكتوبر، و كل العزف الخياني .
سواء حكمت النهصة و النداء، أو حكم أحدهما ، فإن الشعب سيكون المقصي الأول و الأخير. ليس الشعب بمعناه التعويمي السطحي الفارغ،
أقصد فقط المهمشين المعنيين بالصراع و المباشرين له. (دون الذين اختاروا الصمت و الوشاية ....)
لذلك ستتواصل المعركة ، سواء انخرطت الأغلبية بطم طميمها، أم خيّرت مزيدا من الفهم و الاستيضاح و الاختيار، و ستلد أبطالها الجدد.
فإذا تركنا اليوم الشارع و لازماته و إذا قررنا الكفّ عن الإرهاق و التعب و الإصرار
و الجنون الحدّي ، فكيف تواصل الحركة إنتاج جذرية أفضل و أقوى و أنفذ؟
إذا كنا اليوم نستطيع أن نكون عشرات فاعلة و محرّضة و عنيفة، فإننا غدا سنكون أفضل . لنتعلم من التجربة الإنسانية.
بعد الكومونة، و بعد سنوات و عقود من المقاومة، اليوم ثمة نقابة للتحرّريين.
ما مدى تأثيرها؟ كم درجة بعد الصفر أو تحته تعني؟
مع ذلك ستتمكن المقاومة من الفصل قريبا.
استطاع اقتصاد السوق حتى الآن، الانفتاح على نقاط محددة في النقد الاشتراكي . مازال يموّه كثيرا. يستحيل أن يعبر و لو بعد قرون عن معنى العدالة الاجتماعية
التي يصوغها الناس و يشتركون في الانتفاع الجماعي من نهاياتها. لكنه مضطر تحت الضربات الموجعة للفشل الكبير و التهديدات الكبرى بالثورة الإنسانية الكلية، إلى مزيد من التنازل .
مهما كان تنازلا بسيطا، مهما كان بلا قيمة ، مهما كان مختزلا بشدة. ما يجب القيام به، ليس رفض التنازلات، و لا قبولها و انتظار المعارك القادمة للأجيال القادمة. ما يجب القيام به،
إمساك تلك التنازلات بوصفها بعضا من انتصاراتنا، و العودة الفورية الى ىالمعركة، فأكثر أموالنا و ثرواتنا و خيراتنا مازالت مسروقة، و أكثر حهدنا مازال مستلبا ...
إننا نقترح مشروع مقاومة تاريخي، متجدد و متّصل بالتاريخ العيني ذاته.
الانتظامات الحرة مهما كانت ضعيفة اليوم، ستكون أحد مصادر قوة المواصلة.
لا يجب أن نترك الثقافة ، المسرح و الأدب و الشعر . لا يجب أن نترك النقابات. لا يجب أن نترك الإنتاج الفكري. كلنا سياسة و مقاومة. و في مرحلة ما، في مرحلة معقدة ، سيكون الرصاص خيارا أيضا.
_______________________
رضا كارم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة