الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السادية في الشعر
احمد جبار غرب
2013 / 11 / 24الادب والفن
في قضايا الادب والفن يستوجب على صانع تلك الاشكال ان يلتزم بالخطاب الانساني والتي من اجله انبثقت الفنون والآداب وهما خلاقة جمالية ابتكرها الانسان ليعبر عن طقوسه المميزة والمتفردة والتي يسمو بها في هذا الكوكب اذن الادب والفن رسالة انسانية نوظف من خلالها رؤانا وأفكارنا وإبداعاتنا لتشكيل منظومة جمالية غاية في الرقي والعظمة تخدم الانسان وتجعله يتمتع بذائقة وسمو عاليين وغالبا ما ينجز المبدع او المثقف مشروعه الثقافي ضمن اطر اجتماعية ومعطيات الواقع الذي نعيش فيه لكي تعطي ثمارها ونتائجها المرجوة فمن الغريب ان يكتب روائي قصة وضمن المحيط الواقعي خارج اطار هذا المحيط ربما يستل شخصيات وأفعال او مشاهد تغطي حدثا او وصفا او فكرة لكن ان يتحدث عن خارج المألوف والسياقات المرتبطة بهذا الواقع فيعطي الانطباع لدى القارئ بعدم الجدوى في ذلك بل والعبثية احيانا صحيح اتاحت لنا الحرية ومفاهيم الحداثة المتحضرة ان نلج وبكل قوة وإصرار جدار الغير المعقول وخارج سياقات المنظر الواقعي الذي نكتسب منه قدراتنا وأفكارنا وحاجاتنا ولعل البعض منهم قد توغل كثيرا في ذلك الى ابعد مدى وتجاوز على ما يعرف بالتا بوات او المحرمات وهذا الجانب مباح ومحفوظ الحقوق الملكية في المجتمعات الديمقراطية والتي اكتسبت شروطها السائدة والمفاهيم المتعلقة فيها خلال مئات من السنين فكان ذلك امرا طبيعيا ينتقد فقط على التقنية التي يعمل عليها او على فنية العمل الابداعي وشروطه اما الفكرة فهي محاطة بصك الحرية الذي لا يكسر او يخترق اطلاقا بل هو تابوا لا يمكن التجاوز عليه كما ذلك واضحا في الافلام والقصص والروايات التي تتحدث عن المسيح وعن القديسة العذراء وعن يوسف وغيرها الكثير بل وفي بعض الافلام يوجه الانتقادات لشخصية البطلة والتي تشكل محرما تناولها بسلبية او نقد .. وفي مجتمعاتنا العربية الابداع والانجاز الثقافي وكل اجناس الادب والفن تحت الوصاية الرسمية والاجتماعية وإذا كانت الشركات او المؤسسات الغربية تدعم مشاريعها الثقافية ولا تفكر في الخسارة اطلاقا فتصرف مئات الملايين و الكثير من الاموال لكي تتمكن من ايصال الصورة الابداعية للمتلقي بشكل كامل
وتقنعه بالفكرة والعمل الذي يشاهده او يقرئه لكننا في العالم العربي خاضعين لمزاج السلطة ورقابتها وأيضا لبعض الواجهات الثيقراطية وللتقليد الشعبية وطقوسها الدينية ولهذا تظهر اعمالنا من حيث الكم كثيرة لكنها شحيحة من حيث النوع و طابعها الابداعي والجمالي فاغلب الدول العربية ومنها العراق لاتساهم في مشاريع ثقافية بالأموال ألا أذا كانت تخدم مصالحها او تلميع من صورتها ويظل المبدع العراقي بين نارين نار تكويه لأنه عاجز عن تحقيق احلامه في انتاج عمل يرتقي لأعلى مستوى نتيجة الظروف المادية ونار المنظومة الاجتماعية السائدة والعائمة على التقاليد لكن مع هذا هناك اصرار بخلق المنجز الراقي رغم كل الظروف وأعود للموضوع الاساسي وهو ضرورة التزام المثقف والمبدع ايا كان اشتغاله بمسلمات لا ينبغي الغائها او التجاوز عليها طالما هو ينتمي الى هذه البيئة والمحيط وينطق ويكتب باللغة التي نشأ وترعرع عليها وفي الاونة الاخيرة صدرت قصيدة للشاعر الكبير سعدي يوسف والذي يعيش في المهجر قصيدة اساء فيه الى الرسول اولا والى السيدة عائشة زوجة الرسول بما لا يمكن تحمله وهي بمثابة محراث لتهييج مئات الملايين من المسلمين بكل فصائلهم ومحاولة اثارة فتنة بين العراقيين ونحن نصارع من اجل ان لا يحدث هذا بل ولازال يسقط العشرات كل يوم نتيجة ظاهرة التطرف والغلو في في فهم بعض المفاهيم ولا اعتقد ان العالم والحياة قد خلت من المواضيع لنأتي الى هذا الموضوع ونفرشه على بساط من جمر وصحيح ايضا انه عبر عما يدور في اعماقه وما يستشعر فيه ضمن مجاله الابداعي لكن عليه توخي الحذر من الانشطاط والانجرار الى تلك الاجواء التي تنذر بالأخطر لأنه يقع ضمن المنطقة الحمراء والمليئة بالالغام..ان اي مثقف مهما كانت ايديولوجيته او معتقده يرفض ان تكون تلك الشخصيات متناولة بشكل ساخر ومضحك وشبقي وهي لطالما كانت رموز لا يدنو منها احد مهما كان موقعه نحن هنا لسنا ضد الحرية لكننا ضد الحرية المنفلتة والتي لا تقدر ابعاد نتائجها وتكون وبالا على المجتمع ويبدو ان فهمنا للحرية بشكل سلبي لا يقتصر على عوام الناس وإنما هناك الكثير من المبدعين يجعلون من الحرية سوطا لجلد الناس بأفكارهم ورؤاهم ويفرضون منطقا خاطئا عليهم وتلك ليست رسالة المبدع والمثقف الذي يستلهم القراء بل والأجيال افكارهم الجميلة والمتميزة لتكون لهم نبراسا في حياتهم وبالتالي فهم الرسالة الانسانية للآداب والفنون
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس
.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-
.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت
.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً
.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو