الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكلُّ يومٍ لنا حربٌ

أسماء الرومي

2013 / 11 / 25
الادب والفن


صورٌ لقتلى في بغداد بينهم شبابٌ بعمرِ المرحلةِ النهائيةِ للدراسةِ الثانوية
والأنفجاراتُ أحالتْ شوارعَ بغداد إلى كتلةٍ من لهب
والأرضُ غارقةٌ بوحلِ المجاري والأمطارِ والطين
ــ لِمَ هذا الوجهُ الباسمُ
لِمَ يُطفأ البدرُ
لِمَ القتلُ يا لِئام
أكلُّ يومٍ لنا حربٌ
وصارتْ كلُّ الحروبِ محصورةٌ
في .... دربِكَ يا عراق ؟
وفي دربِ الشباب ؟
رأيتُ صورَ الموتِ
في دموعي
رأيتُهم يرمونَ الدروبَ للنيران
رأيتُ الأرضَ الغرقى
تبللُ صوراً يحرِقها الدخان
فلِمَ يا لئام
وأين أنتم يا حكّام ؟
وكم بقي من لم يتورطَ منكم ؟
يقايضونَ على حياةِ المساكين
والأيادي من نفطٍ أسودٍ
والثرى نار
ـ كان يهئ حقيبَتهُ المدرسية
وضعَ فيها كلَّ أسرارِ الدنيا
قلماً كتاباً دفتراً وضعَ حتى
وردةً ، كان يحبُ الألوان
فاختارها مثل الربيعِ الضاحكِ في عينيهِ
نظرَ للأرضِ الغارقةِ التي غاصتْ
أقدامَهُ في وحلِها وابتسمْ
يدري إنّ حذاءَهُ سيدوسَ الوحلَ ويسير
وسيصِلْ
يدري لن يبقَ من زمرِ الفاسدين
غيرَ وحلٍ عالقٍ بحذاءِ القتيل ...
هو لم يتعدَ السابعةَ عشرة
ولم تتعدَ الدربَ القريبَ خطاه
ذبحوه الهوى
وسالَ الحليبُ دمعاً ودما
وغرقتْ بغداد
وسارَ اللهبُ
ــ هذا السائِرُ لن يموت
وألفٌ وآلافٌ سيحملونَ حقيبتَه
وسيصل ... ويَصلون
وقيثارُ العشقِ لن يموت
وآفاقُ الهوى تعلو
لن يموتَ الهوى يا ثغرَ العراقِ
المذبوحِ على صدرِ الشهيد
وغابَ وذابَ يومُنا السعيد
بغداد غرقى
تتشبثُ بالحيطانِ المهدمةِ
والأقدامُ الحافيةُ تتشبثُ بوحلٍ وطين
ونتشبث بذلِّ غربةٍ
يا سماسرةَ النفطِ
يا أرذلَ زمرَ الفاسدين
ــ يا سامعين الصوت
الدماءُ نيرانٌ
والوحلُ والطينُ أعتى النيرانِ
لو أهاجَتها الأعاصير ..
أطفئوا النيرانَ
أوقفوا الدمارَ
فوا الله هي دائرةٌ
ويومَ لا ينفعُ الندم
كُتبتْ 23 ـ 11 ـ 2013
في ـ ستوكهولم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد


.. ما رأيك في فيلم ولاد رزق 3؟.. الجمهور المصري يجيب




.. على ارتفاع 120 متراً.. الفنان المصري تامر حسني يطير في الهوا